تختلف أهداف ريادة الأعمال باختلاف الرواد أنفسهم، وبالتالي ليس في المستطاع الحديث عن سياق واحد تسير فيه تطلعات الناس من خوض غمار هذه الفكرة.
لكن استطلاعًا حديثًا تم إجراؤه حول هذه المسألة وجد أن 67% يرغبون في حل مشكلة اجتماعية، 30% يسعون إلى توفير وظائف، و11% يقدمون التدريب للمجتمع، و11% آخرون يروجون للممارسات الأخلاقية في الأسواق و4% فقط يتطلعون إلى دعم الشركات الأخرى.
يعني هذا أن أهداف ريادة الأعمال مختلفة إلى حد بعيد، هذا الاختلاف مرده إلى أمور كثيرة منها: عمر رائد الأعمال، خلفياته المعرفية والثقافية، وكذلك غاياته الشخصية والمهنية.
ما هي أهداف ريادة الأعمال؟
-
تحقيق الأرباح
تُظهر أحدث إحصائيات ريادة الأعمال الصادرة عن مؤسسة “غيدانت فاينانشيال” أن ما يزيد على ستة من كل عشرة (63%) من الشركات الصغيرة في عام 2020 كانت مربحة بالفعل، وأن أصحابها يتطلعون إلى الربح بشكل أساسي.
وأظهرت دراسات المؤسسة سابقة الذكر أن الرغبة في تكوين ثروة هائلة هي المحرك الرئيسي لريادة الأعمال في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، فـ (74.1%) من رواد الأعمال البالغين يدرجون هذه الرغبة على أنها دافع رئيسي لبدء عمل تجاري.
وعلى ما يبدو فإن الأصغر سنًا هم الأكثر سعيًا لاكتساب الثروة، هذا إن أردنا ربط أهداف ريادة الأعمال بمراحل عمرية أو ببعد ديموغرافي، فنحو 78.7% من رواد الأعمال الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا قالوا إن هذا هو الدافع لبدء عمل تجاري، مقارنة بـ 70.6% ممن تتراوح أعمارهم بين 35 عامًا وما فوق.
طبيعي إذًا أن يكون الربح أحد أبرز الأهداف ولا عيب في هذا؛ ففي نهاية المطاف لا بد أن يكسب الناس كيما يستمروا في أعمالهم، ولكن الواقع يثبت أيضًا أن رواد الأعمال من أكثر الناس ثراءً.
ففي عام 2016 شكّل رواد الأعمال نحو 66.4% من جميع أصحاب الثروات العالية. وبعد عام ارتفع الرقم إلى 67.4% قبل أن يزيد إلى 67.7% في 2018، وما زالت النسبة في الصعود.
اقرأ أيضًا: إدارة التغيير.. المفهوم والمزايا والتحديات
-
مكافحة البطالة
من حسن الحظ أن هذا هدف آخر من أهداف ريادة الأعمال، وهناك ما يقرب من مليوني شركة جديدة في الولايات المتحدة.
وتمثل الشركات الناشئة حوالي 20% من إجمالي الشركات العاملة في السوق، ولكنها توفر ما يقارب نصف الوظائف الجديدة.
بشكل عام تظهر الأرقام أن هناك ما يصل إلى أربعة ملايين شركة في الولايات المتحدة مملوكة وتدر مبيعات هائلة تصل إلى 700 مليار دولار كل عام.
وبعد أن زاد عدد رواد الأعمال بنسبة 35% على مدى السنوات العشر الماضية من الواضح أن عدد الوظائف التي يتم توفيرها من خلالهم زاد أيضًا، وهذا أحد الأهداف الأساسية إذا كنا نتحدث عن أهداف ريادة الأعمال.
صحيح أن هذا الهدف ذو بعد اجتماعي في المقام الأول ولكن المؤكد أيضًا أنه ما من سبيل إلى نجاح الشركات -مهما كان حجمها أو مجال تخصصها- من دون قوى عاملة مؤهلة ومدربة؛ ولذلك يعد هذا الصقل للمهارات وتدريب أفراد المجتمع أحد أهداف ريادة الأعمال التي لا يمكن إغفالها أو غض الطرف عنها.
اقرأ أيضًا: التخطيط لزيادة الأرباح.. هل تعرف الطريق؟
-
قيادة وإحداث التغيير
إذا كانت مكافحة البطالة أحد أهداف ريادة الأعمال فبالطبع من يرغب في ذلك يتطلع، في الوقت ذاته، إلى إحداث تأثير في المجتمع.
يقول 71.2% من أصحاب الأعمال الأمريكيين، وفق إحصائية في هذا الصدد، إنهم يعتقدون أن ريادة الأعمال تمكّنهم من إحداث فرق.
وذلك دون أن ننكر أيضًا أن كسب لقمة العيش أحد أهداف ريادة الأعمال؛ إذ يقول 48.5% من رواد الأعمال في الولايات المتحدة إنهم أطلقوا شركاتهم لهذا السبب بالذات.
وتؤثر الأسرة والتقاليد كذلك في قرارات الأشخاص لبدء الأعمال التجارية؛ إذ يقول 41.5% من رواد الأعمال الأمريكيين إنهم متحمسون لفعل ذلك لمواصلة تقليد عائلي، وهذا هدف آخر من أهداف ريادة الأعمال.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
كيف يتعامل رواد الأعمال مع التضخم؟
تمكين المرأة من المناصب القيادية.. كيف تحقق ذلك؟
القانون وريادة الأعمال.. ما العلاقة؟
المدير الضعيف.. آفة الشركات والموظفين