تتطلب ريادة الأعمال في القرن الحادي والعشرين عقلًا إبداعيًا لممارسة القيادة، أما على أرض الواقع فلا يكفي أن يكون القائد مُبدعًا فحسب، ولكن يقع على عاتقه أيضًا عبء تعليم أعضاء فريق العمل الذي يقوده كيف يكونون مبدعين.
الابتكار والتغيير
وإذا كان التغيير هو إطارات الشركات فإن الابتكار هو محرك التغيير، والمعرفة وقوده؛ لذلك إذا تم تخزين كل المعرفة الموجودة بشركتك في عقل واحد فقط فسوف يصبح فارغًا بسرعة كبيرة.
لهذا تروّج الشركات الناجحة للمعرفة وتنشرها على كل الفئات وتشجع الموظفين العاملين بها -من جميع المستويات- على تطبيقها بطُرق إبداعية.
فمن غير المنطقي أن يستحوذ القائد على جميع نواحي المعرفة وإلا فلا أحد من الموظفين سوف يعرف ماذا يبتكر حتى يقترح عليه، كذلك القادة المبدعون لا يملون على الموظفين ما يجب عليهم فعله، ولكنهم يساعدونهم ويقدمون يد العون لهم ليقرروا بأنفسهم.
لذا فإنني أرى أن تعريف القيادة الحديثة الأقرب للصواب هو “عملية توفر الإدارة من خلالها بيئة يوجه فيها الأشخاص جهودهم طوعًا نحو الأهداف المشتركة”.
وحتى يصبح بالإمكان تطبيق هذا التعريف في الوقت الراهن فلا بد من توفر رؤية مؤسسية وتصور ذهني مستقبلي لطالما ود العاملون في الشركة رؤيته، وعادةً ما يوائم القادة الفعالون رؤيتهم الشخصية مع رؤية الشركة ومساعدة الآخرين بها في فعل الشيء نفسه.
ويتوقع القادة المبدعون كذلك التميز فيمن حولهم، ويعلنون عن هذه التوقعات، فهم يدعون الموظفين إلى التحدث بمقترحاتهم، ويستمعون ويستجيبون لأولئك الذين يفعلون ذلك.
ورغم هذا هم ليسوا أوصياء على الوضع الراهن بالشركات ولكنهم يعززون مناخًا يصبح فيه البحث عن الابتكار والجودة من أفضل أساليب الحياة الوظيفية.
القيادة والتعزيز الإيجابي
والقادة المبدعون لا يصيحون بالأوامر بل يستخدمون التعزيز الإيجابي للتأثير في الموظفين نحو السلوك الذي يرغبون فيه، ولا يعزلون أنفسهم عن الموظفين الذين يقودونهم، ويولّدون شعورًا عائليًا من خلال الاختلاط بهم والتعرف على مشاكلهم وهمومهم والبحث عن طُرق لمساعدتهم.
وهم لا يتظاهرون أيضًا بأن لديهم كل الإجابات ولا يحاولون أداء جميع المهام بأنفسهم بل يطلبون المعلومات والمشورة قبل اتخاذ القرارات، ويستفيدون استفادة كاملة من مواهب ومهارات من حولهم.
والخبر السار هو أنه ليس من الضروري أن تكون “قائدًا بالفطرة” ولكن يمكنك تعلم السمات التي تجعلك من القادة الجيدين، لقد سبق ودرستُ هذه السمات لسنوات ورأيت العديد من الأشخاص الذين ازدهرت قيادتهم بمجرد تحررهم من البيئة القديمة المقيدة وممارسة الإبداع والابتكار.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال: