يجتاح الذكاء الاصطناعي (AI) مختلف قطاعات الأعمال، مُعيدًا صياغة طريقة عمل الشركات؛ فمن التسويق إلى الموارد البشرية يُوظَّف هذا العملاق التكنولوجي في جميع المؤسسات لأتمتة المهام وتحسين تحليلات البيانات واتخاذ قرارات ذكية بشكل أسرع.
وتشمل أهم اتجاهات الذكاء الاصطناعي الناشئة: أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي ومعالجة اللغة الطبيعية (NLP) مثل Chat-GPT، والتعلم الآلي والتعلم العميق، وتشير أبحاث شركة أكسنتشر، وهي شركة عالمية للاستشارات الإدارية والخدمات المهنية، إلى أن 40 % من ساعات العمل قد تتأثر بنماذج اللغة الكبيرة مثل: Chat-GPT.
ومع ذلك لا يُعدّ الذكاء الاصطناعي بديلًا عن العمال، بل أداة لتعزيز كفاءتهم، فهو يُقلل من المهام المتكررة ويتيح للموظفين التركيز على الأعمال الأكثر استراتيجية وإبداعًا، ونتيجة لذلك تُساهم هذه التقنيات المتطورة في تعظيم قدرات البشر وفتح آفاق جديدة للعمل بمختلف الصناعات.
ما أتمتة العمليات التجارية؟
أتمتة العمليات التجارية هي استخدام التكنولوجيا لتسيير العمليات التجارية بشكل آلي، وتشمل أدواتها برامج متطورة مثل: HubSpot وOntraport، التي توفر أنظمة ذكية لأتمتة مهام متنوعة؛ منها: التسويق عبر البريد الإلكتروني، ونشر المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي، وإدارة علاقات العملاء، ودعم المبيعات.
فوائد أتمتة العمليات التجارية
- خفض التكاليف: تساهم أتمتة العمليات التجارية في خفض التكاليف بشكل ملحوظ من خلال أتمتة المهام الروتينية؛ ما يحرر وقت الموظفين للتركيز على مهام أكثر قيمة وإبداعًا.
- تحسين الدقة والكفاءة: عادة ما تقلل الأتمتة من الأخطاء البشرية وتحسّن من سير العمل، وذلك يؤدي إلى زيادة الدقة والكفاءة في جميع العمليات التجارية.
- تعزيز تجربة العملاء: تُساعد أتمتة العمليات التجارية بشكلٍ كبير في تقديم خدمة عملاء أسرع وأكثر كفاءة، وهو ما يُحسّن رضا العملاء ويعزز ولاءهم للعلامة التجارية.
- تحفيز النمو والتوسع: تتيح أتمتة العمليات التجارية للشركات القدرة على النمو والتوسع بسهولة أكبر؛ من خلال إمكانية التعامل مع أعباء العمل المتزايدة دون الحاجة إلى زيادة كبيرة في الموارد البشرية.
كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي في الأعمال التجارية؟
من المؤكد أن تقنيات الـ Ai تحدث تأثيرًا قويًا في مختلف قطاعات الأعمال، ومن أيرز فوائده التالي:
أتمتة المهام المتكررة
تتضمن وظائف عديدة مهامًا روتينية مملة تستهلك وقت الموظفين وتعوقهم عن التركيز على الأعمال ذات القيمة المضافة، وبلا شك تُقدم تقنيات الـ Ai حلولًا فعالة لأتمتة هذه المهام، مثل: مراجعة البريد الإلكتروني وإدخال البيانات وإنشاء التقارير؛ ما يُوفر الوقت ويعزز الإنتاجية ويُقلل من مخاطر الأخطاء البشرية.
تحسين تحليلات البيانات
تتميز تقنيات الـ Ai بقدرتها على معالجة وتحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة هائلة تفوق القدرات البشرية، تُساعد هذه الخاصية في استخلاص رؤى ثاقبة من البيانات، مثل: تحديد الأنماط والسلوكيات والاتجاهات التي قد لا يلاحظها المحللون البشريون بسهولة، وتُساهم هذه الرؤى في التنبؤ بنتائج الأعمال بشكل أفضل واتخاذ قرارات استراتيجية مُستنيرة.
تعزيز صنع القرار
تدعم تقنيات الـ Ai عملية صنع القرار بشكل كبير؛ عن طريق تحليل البيانات وتقديم توصيات ذكية، يُساعد ذلك الشركات في تحديد فرص عمل جديدة، وكشف العقبات التشغيلية، وتخصيص العروض والاتصال بشكل فعال بناءً على بيانات العملاء، والاستعداد للتحديات المستقبلية.
إنشاء محتوى إبداعي
يُقبل منشئو المحتوى بشكل متزايد على أدوات الـ AI الإنتاجية مثل: ChatGPT وGoogle Bard وJasper، والتي تُمكنهم من إنشاء نصوص إبداعية مثل: العناوين الخارجية ورسائل البريد الإلكتروني ومنشورات المدونة ببساطة؛ من خلال إدخال نصوص مطلوبة، كذلك تُتيح أدوات أخرى مثل: Midjourney وStable Diffusion و DALL-E للمستخدمين إنشاء صور مذهلة بناءً على نصوص وصفية.
التسويق المُستهدف
تُوظف فِرق التسويق خوارزميات الـ AI لتحليل البيانات وفهم سلوكيات العملاء بشكل أفضل، وذلك يُمكنها من تصميم حملات تسويقية مُستهدفة تُحقق نتائج مُذهلة، وتُساعد أدوات الـ AI المسوقين أيضًا في أتمتة المهام المُتكررة، وتوفير الوقت، وتحسين عائد الاستثمار على الحملات التسويقية.
ووفقًا لاستطلاع أجراه موقع Drift الأمريكي يعتقد 74 % من المسوقين بأنهم سوف يستطيعون أتمتة أكثر من ربع مهامهم باستخدام الـ AI خلال السنوات الخمس القادمة.
تمكين فرق المبيعات
تُتيح أدوات الـ AI التحليلية لفرق المبيعات فهم سلوكيات العملاء وتفضيلاتهم بشكل أفضل، وهذا يُساعدهم في استهداف العملاء المُحتملين بشكل فعال وإغلاق المزيد من الصفقات.
وتُساعد تقنيات الـ AI أيضًا في أتمتة مهام المبيعات المُتكررة، مثل: التأهيل الأولي للعملاء المُحتملين؛ ما يُتيح للمُتخصصين في المبيعات التركيز على المهام ذات القيمة المُضافة.
خدمة عملاء استثنائية
يُحدث الـ AI ثورة في مجال خدمة العملاء؛ من خلال توفير دعم سريع وفعال على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وفهم احتياجات العملاء بشكل أفضل، وتقديم حلول مُخصصة تُلبي توقعاتهم، وتُساهم أدوات، مثل: روبوتات الدردشة، في تحسين تجربة العملاء بشكل كبير، وبالتالي زيادة رضاهم وتعزيز ولائهم.
ووفقًا لاستطلاع موقع Zendesk الأمريكي يعتقد 70 % من المستهلكين أن استخدام الشركات للذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء يُؤدي إلى تجارب أكثر تخصيصًا وفعالية.
دمج الذكاء الاصطناعي في عملياتك التجارية
يُمثل دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب عملك خطوة حاسمة نحو تعزيز الكفاءة والارتقاء بالإنتاجية؛ فهذه التقنية المتقدمة تتيح لمؤسستك العديد من الفوائد الملموسة كالتالي:
- توفير الوقت وخفض التكاليف: يُمكن لتقنيات الـ AI أتمتة العديد من المهام المُستهلكة للوقت والجهد؛ ما يُقلل من الحاجة إلى القوى العاملة البشرية ويُساهم في خفض التكاليف التشغيلية.
- تحسين عملية صنع القرار: تحلل تقنيات الـ AI كميات هائلة من البيانات بدقة وكفاءة عالية، وهذا يُساعد في اتخاذ قرارات استراتيجية مُستنيرة تُعزز من قدرة المؤسسة على المنافسة.
- تركيز أعضاء الفريق على مهام ذات قيمة استراتيجية أكبر: من خلال تكليف الـ AI بالمهام الروتينية يتمكن أعضاء الفريق من التركيز على مهام ذات قيمة استراتيجية أكبر؛ ما يعزز الإبداع والابتكار.
إذًا يُمثل الذكاء الاصطناعي ثورة هائلة تُعيد صياغة مختلف جوانب العمل، بدءًا من التسويق وصولًا إلى الموارد البشرية، وبفضل إمكانياته المتقدمة يُتيح للشركات تحقيق قفزة نوعية في الكفاءة والإنتاجية؛ ما يدعم قدرتها على المنافسة في عالم سريع التطور.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
أشهر وظائف الذكاء الاصطناعي في 2024.. فرص استثنائية
تحقيق ربح بالذكاء الاصطناعي.. الآليات والطرق
كيف يستخدم رواد الأعمال الذكاء الاصطناعي؟.. استراتيجيات مدروسة