على ضوء اليوم العالمي لرواد الأعمال، التقى موقع “رواد الأعمال” مع أ.عبدالله العساف؛ المستشار والخبير في مجال ريادة الأعمال والإدارة المالية، والمقيّم المعتمد لدى الهيئة السعودية للمقيمين المعتمدين، والشريك المؤسس لشركة أوشن إكس للاستشارات المهنية؛ وهي شركة استشارية سعودية تقدم خدماتها للقطاعين الحكومي والخاص من خلال نخبة من المستشارين والكفاءات، فكان هذا الحوار..
- ما دور أوشن إكس في تمكين ودعم رواد الأعمال في السعودية؟
تلعب أوشن إكس دورًا جوهريًا في تمكين ودعم رواد الأعمال والشباب السعودي؛ بتقديم حلول متنوعة، بدءًا من إنشاء وتنفيذ برامج مبتكرة بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة؛ ما يحفز رواد الأعمال على طرح أفكارهم، وتطويرها، وخلق حلول متنوعة للجهات، إلى أن تصل تلك الأفكار لمراحلها الأخيرة، التي تساعد رواد الأعمال في إبراز أفكارهم، وجذب انتباه المستثمرين الأفراد والمستشارين بالحفل الختامي لكل برنامج منها؛ ما يساعد في نموها وتطويرها وتوسّعها.
وتسعى أوشن إكس إلى تطوير المنظمات وتنظيمها والارتقاء بها؛ بتقديم الاستشارات الإدارية المتنوعة؛ كالجوانب المتعلقة بالتنظيم الإداري للمنشأة المرتبطة بالأمور الهيكلية وإجراءات العمل؛ ما يساعدها في تحسين سير العمل، وتقليل الجهد، وتعزيز هامش النمو والتطور.
ومن جانب آخر، تدعم أوشن إكس رواد الأعمال؛ بتقديم خدمات متنوعة تشمل عدة مراحل؛ منها:
• مرحلة ما بعد اختيار الفكرة كدراسة الجدوى، والخطة المالية.
• مرحلة الانطلاق، التي يندرج تحتها الخدمات المحاسبية، والنماذج التشغيلية.
• مرحلة النمو ويقدم من خلالها التقييم للمشروع وتجهيز الملف الاستثماري.
البيئة الاستثمارية
- ماذا عن التغيّر الذي طرأ على البيئة الاستثمارية لرواد الأعمال في المملكة؟
اتجهت ريادة الأعمال بشكل عام إلى اتجاه مختلف خلال السنوات الخمس الأخيرة، مع تبني رؤية 2030 للجانب الاقتصادي، الذي يتخلله الجانب الاستثماري؛ ما ترتب عليه تغيرات هامة؛ منها تغير كبير بالقطاعات ذات العلاقة كالقطاع اللوجستي، والصناعي، والسياحي، والترفيهي، وخلق قطاعات جديدة؛ مثل الشركة السعودية للاستثمار الجريء.
واستكمالًا لذلك، شهدت البيئة السعودية التنظيمية تغيرًا جوهريًا نحو البيئة الاستثمارية كان له عوائد إيجابية على رواد الأعمال؛ مثل التغير الذي حدث للقطاع الحكومي كالبنك المركزي، وهيئة السوق المال، وصندوق الاستثمارات العامة، والذي ساهم في خلق مفهوم حديث في طبيعة الأعمال والبيئة الاستثمارية في المملكة يختلف تمامًا عن المفهوم التقليدي؛ حيث ينقسم رواد الأعمال إلى قسمين:
– الأول: رائد أعمال يطبق مفهوم الاستثمار الحديث، ويتطلع لمواكبة كل جديد بالسوق، والتركيز على المجالات الحديثة؛ مثل المجال الترفيهي، والسياحي، والتقنية المالية وغيرها.
– الآخر: رائد أعمال يرتكز على مفهوم تقليدي سابق، ولا يسعى لأي تغيير.
وهذا يعني أن هامش النجاح يكون مختلفًا لكل طرف منهما؛ ما يتطلب ضرورة مواكبة التغيّر والتماشي معه.
الجانب التمويلي
- هل يمثل الحصول على التمويل لتأسيس المشروع عائقًا أمام رواد الأعمال؟
يشكّل الجانب التمويلي هاجسًا مؤرقًا لرواد الأعمال أثناء التفكير في تأسيس مشروع؛ الأمر الذي يمثل تحدّيًا لرواد الأعمال لإطلاق مشاريعهم.
وهناك حلول مختلفة في هذا الجانب؛ أهمها: البحث في دائرة الأهل والأصدقاء والمعارف للحصول على التمويل، والجانب الآخر المستثمرون الأفراد الذين يؤمنون بك كشخص لديه فكرة نوعية، وبمجرد انطلاق المشروع- وبعد مرور عام بالتحديد- تنفتح لرواد الأعمال خيارات تمويلية أوسع وأشمل؛ فهناك عدة برامج وخيارات حكومية وغير حكومية في هذا الشأن؛ مثل: برنامج كفالة، والبنوك، والجولات الاستثمارية، وشركات التمويل.
وكون المشروع في هذه الحالة يُعد في مرحلة النمو، فإنه يحقق إيرادات عالية تساهم في الحصول على التمويل بشكل أسرع؛ إذ يمكننا وصف الوضع الحالي بالفترة الذهبية للمشاريع الناشئة، والذي نحتاجه فقط تأسيس مشاريع نوعية من رواد الأعمال.
التخطيط للمشروع
- ما مدى أهمية التخطيط للمشروع قبل البدء فيه؟
لا شك في أن التخطيط للمشروع مرحلة عالية الأهمّية؛ لما يترتب عليها من خطوات كثيرة والاهتمام بتفاصيل محددة، بدايةً من الفكرة وجمع أكبر قدر من المعلومات حولها؛ كأول وأهم خطوة يجب أن يتخذها رواد الأعمال، لاسّيما وأن البعض يقتبس أفكارًا أخرى ناجحة ويسعى لتطبيقها دون تخطيط وجمع معلومات حولها، فتنتهي بفشل المشروع والأمثلة تكاد لا تنتهي في هذا الخصوص.
وتشمل مرحلة التخطيط عدة جوانب؛ أهمها: عمل دراسة جدوى للمشروع والتي تتحقق لك من هامش نجاح المشروع وتمكنك من دراسة الفئة المستهدفة كإحدى أهم الخطوات الواجب القيام بها قبل بدء المشروع؛ كونها تساعد في معرفة السوق المستهدف، ثم تحليل القطاع المراد استهدافه، ومعرفة الجوانب التشغيلية والتسويقية للمشروع، وأخيرًا الجانب القانوني. وجميعها تعد ركائز أساسية من مرحلة التخطيط التي ستنعكس على هامش نجاح المشروع فيما بعد، وتقلل من احتمالات فشله.
- بم تنصح المبتدئين بالأعمال التجارية من واقع خبرتك واطلاعك على المشهد؟
يمر المشروع بتحديات متفاوتة، من السهل التغلب عليها شريطة:
1. جمع أكبر قدر من المعلومات حول فكرتك ومشروعك.
2. حضور الدورات والمعارض والمؤتمرات ذات العلاقة.
3. الجلوس مع أصحاب الخبرة والصَنعة بنفس المجال.
4. عدم إهمال الجانب المالي للمشروع وحسن إدارته بشكل جيد منذ بدايته.
5. مراعاة الجانب القانوني؛ حتى لا يتعرض المشروع لخسائر يصعب أو يستحيل تعويضها.
الجانب الابتكاري
- كيف ترى أهمية تعزيز الجانب الابتكاري لدى رواد الأعمال؟
نعيش الآن في عصر الثورة الصناعية الرابعة؛ ما يتطلب مواكبة التطور الهائل والمتسارع الذي يشهده العالم؛ لذا يجب تطوير المهارات بالجانب الابتكاري؛ ما ينعكس على رفع كفاءة الكوادر البشرية العاملة، وتطويع التقنية بالشكل الذي ينعكس إيجابًا على الشركة أو المشروع، ومحاولة التطوير والتحسين المستمر لمشروعك بشكل يتوافق مع التغير الكبير الحاصل حول العالم والشركات المنافسة.
- هل يفضّل أن يكون لرائد الأعمال خبرة أو تجربة في نفس مجال مشروعه؟
ليس لذلك علاقة مباشرة، ولكن يحددها جانبان هامان:
– الأول: حجم المعرفة التي تملكها تجاه فكرتك أو مشروعك، والتي تتم من خلال عدة وسائل ومصادر؛ كالدورات، والمعارض ذات العلاقة، والجلوس مع أصحاب الخبرة والتجربة.. إلخ.
– الآخر: الجانب الإداري الكامل للمشروع، والذي يتم من خلاله معرفة الاحتياجات الإدارية والسوقية والتسويقية للمشروع، وكيفية تفعيلها بشكل مثالي ونموذجي.
- يرى البعض أن ريادة الأعمال هي عالم الأحلام الذي يوفر لرواده المال والاستقلال، فما تعليقك؟
يتبادر لأذهان الناس أن ريادة الأعمال عالم مميز وخيار يتم الوصول إليه، ولابد من دخوله لبناء مستقبلك، كما يعد خيارًا مغريًا ومربحًا!، لكن هذا المفهوم خاطئ؛ كون كثيرًا من الأعمال التجارية لم تنجح بتعدد أسباب فشلها، فريادة الأعمال أمر لا يتم تحديده برغبتك الشخصية، فقد تُفاجأ بدخولك إياه، بناءً على معرفتك وخبرتك وحجم معلوماتك، على الرغم من أنك لم تحدد هذا الخيار. ويمكن تفادي هذه المشاكل؛ بالتخطيط السليم، والتعلم من الأخطاء، والبدء من جديد.
اقرأ أيضًا:
ضحى علوي الرئيسة التنفيذية لـ ARTECH: نخصص فريق عمل لكل عميل يتابع تطور مشروعه
أحمد المحيسني مؤسس إزهلها: الابتكار والتطوير المستمر أساس المشروعات الناجحة
مصممة الأزياء هبة فراش: تصميماتي تدمج ما بين الكلاسيكية والعصرية