قد يُعد تغيير فكرة المشروع بعد نجاحه غير منطقية ولا مستساغة؛ إذ ما الذي يدفعك إلى هذه الخطوة طالما أن المشروع بالفعل يؤتي ثماره المرجوة، أو يحقق ربحًا بالفعل؟ لكن الارتكان إلى هذا الواقع يعني أنه من الممكن أن تسبق الوقائع الفعلية المشروع في حد ذاته.
بمعنى أن الارتكان إلى النجاح الفعلي الذي يحققه المشروع ربما يتسبب في فشله بالمستقبل أو يفوّت على أصحابه _أصحاب المشروع_ بعض المكاسب والفرص الثمينة.
وعلاوة على ما فات يمكن الإشارة إلى أن تغيير فكرة المشروع بعد نجاحه قد تكون _وربما هي كذلك في الغالب_ جبرية، وقد تكون أمرًا اختياريًا، فالذين يلجأون إلى تغيير فكرة المشروع بعد نجاحه ربما يفعلون ذلك مضطرين؛ استجابة لظروف خارجة عن إرادتهم أو لا يستطيعون التحكم فيها، كأن يطرأ عامل تسويقي يُغيّر من المشروع برمته، وقد يحدث تغير يقلل من أهمية المشروع، أو أهمية المنتج أو الخدمة التي يقدمها، عندئذ تكون تغيير فكرة المشروع بعد نجاحه أمرًا اضطراريًا.
قرأ أيضًا: اقتصاد المعرفة.. تحولات السلع وتحديات العصر
تغيير فكرة المشروع بعد نجاحه
إذًا يمكننا التجاسر على القول إن هناك أسبابًا مختلفة تدعو إلى تغيير فكرة المشروع بعد نجاحه، وبعض هذه الأسباب تقني وبعضها إجرائي، وبعضها مالي، وبعضها لا يزال إداريًا أو متعلقًا بالأشخاص.
ويفصّل «رواد الأعمال» بعضًا من هذه الأسباب وذلك على النحو التالي..
-
آراء الممولين
بعض الممولين لا يسعون إلى كسب المال أو مراكمة الربح فحسب وإنما قد يرغبون في تطبيق رؤاهم ووجهات نظرهم في المشروعات التي يمولونها، وبالتالي قد يقترحون تغييرًا ما _سواءً في كيفية إدارة عمليات المشروع أو على صعيد سمات وخصائص الخدمات أو المنتجات التي يقدمها_ وقد لا يستطيع أصحاب المشروع الأساسيون والمؤسسون رفض هذه الرغبة في التغيير.
ربما يعد ذلك من سلبيات الحصول على التمويل؛ إذ سيكون من السهل على الممولين، خاصة إذا كانوا يساهمون بقدر كبير من الأموال، إخراج المشروع عن مساره، وفي هذه الحالة سيكون تغيير فكرة المشروع بعد نجاحه لا بد منه.
اقرأ أيضًا: صغار المستثمرين.. بين الإجراءات والمخالفات
-
تغير معطيات السوق
الأصل أن المشروع إنما أتى لتلبية احتياج ما لدى الجمهور في السوق، وبالتالي فلو تغيرت احتياجات الجمهور، أو ظهر معطى أو متغير في السوق وقلب قواعد اللعبة رأسًا على عقب، فلن يكون هناك مفر من تغيير فكرة المشروع بعد نجاحه.
وثمة مسألة أحرى بنا لفت الانتباه إليها مفادها: أن النجاح عملية مرحلية، نسبية ومؤقتة، وبالتالي، واعتمادًا على هذا الطرح سيكون المشروع في سباق محمود ودائم مع الزمن.
ومن ثم سيكون تغيير فكرة المشروع بعد نجاحه عملية مستمرة دائمة متجددة، فطالما أن السوق يتغير فلا بد أن يُقابل هذا التغير في معطيات السوق تغير آخر في بنية المشروع بحد ذاته.
اقرأ أيضًا: كيف تتسوق بذكاء؟.. طريقة فعّالة لاستخدام كوبونات الخصم
-
التقنيات الجديدة
انظر مثلًا إلى تقنيات العمل عن بُعد، على سبيل المثال، التي قلبت سوق العمل رأسًا على عقب، وصنعت _بفضل جائحة فيروس كورونا_ سوق عمل واعدًا وجديدًا، مليئًا بالفرص والمكاسب.
هذه المعطيات قد تقود إلى تغيير فكرة المشروع بعد نجاحه، فطالما أن الأمور تتغير فلا بد أن يغير المشروع من ذاته، وهذا يعني أن المشروع الناجح هو وحده الذي ينطوي على أفكار مرنة تتعاطى مع الواقع، وتتجاوب مع أحداثه ووقائعه ومعطياته بحكنة ومهارة.
اقرأ أيضًا: الأسبوع العالمي لريادة الأعمال ودعم المملكة للشركات الناشئة
-
الاعتبارات المالية
لعل أكثر العوامل التي تدفع إلى تغيير فكرة المشروع بعد نجاحه هي عوامل خارجية، وإن كنا لا ننكر وجود عوامل داخلية متعلقة بجوهر المشروع ذاته، لكن من ضمن العوامل التي تصلح أن تكون داخلية وخارجية هو الاعتبارات المالية.
فالمسائل المالية قد تقود إلى تغيير فكرة المشروع بعد نجاحه بغض النظر عن ماهية هذا التغيير، فشح الأموال قد يؤدي إلى تقليص أنشطة المشروع، وربما تؤدي وفرتها إلى التوسع، وإطلاق منتجات جديدة.. وهكذا.
اقرأ أيضًا:
ما توفره ريادة الأعمال من مميزات.. المجال الأقوى لنمو الاقتصادات
الأسبوع العالمي لريادة الأعمال وجهود مسرعة مسك لدعم الشركات الناشئة
كيف تعزز كفاءتك في العمل؟.. طرق مهمة لزيادة الإنتاج
نصائح أليكو دانجوتي لرواد الأعمال.. كبسولات ريادية مذهلة
أشهر الرياضيين الرياديين.. خطوة الحفاظ على الثبات المالي