عند شراء أي شيء؛ كوب، جرار، برنامج.. إلخ، نسأل أنفسنا دائمًا: ما مدى عمر هذا الشيء وإلى متى سوف يستمر؟ ولكن في السنوات الأخيرة بدأت الشركات الأكثر ابتكارًا بالعالم في طرح السؤال المعاكس عند تقييم التكنولوجيا وهو: ما مدى تحسن ذلك الشيء؟
لقد استطاعت هذه الشركات؛ من خلال: السحابة وعمليات الدمج العميقة والتعلم الآلي، تمكين التكنولوجيا وزيادة عمر الأشياء، وأنشأت أنظمة بيئية رقمية عالية الاتصال تشارك البيانات، وتتعلم من تعليقات المستخدمين، وتُحسّن نفسها في النهاية.
ولم يعد مفهوم “التحسين الذاتي” خيالًا علميًا. وبدأ هذا التحول الكبير _من انخفاض قيمة الأصول إلى ارتفاع قيمتها_ بالفعل في فصل الشركات الناجحة عن منافسيها. وفيما يلي سنتعرف على كيفية تطبيق مفهوم “التحسين الذاتي”:
الخطوات الأساسية للتحسين الذاتي
لطالما كانت فكرة أصول الشركة التي تتحسن بمرور الوقت مستحيلة، فعندما يعتمد عملك على أقراص مضغوطة مشفرة فإن أصولك الرقمية محكوم عليها بأن تصبح معيبة وعفا عليها الزمن. ومع ذلك اجتمعت اليوم ثلاثة خطوات مهمة لتغيير هذا الوضع الراهن، وفتح الباب أمام الشركات التي تعمل على تحسين نفسها، وتلك الخطوات كالتالي:
- لكي تقدر البرامج من حيث القيمة يجب أن تكون متصلة بالمستخدمين الآخرين والبائع الذي يتولى صيانتها، وهذا من خلال تمكين هذا التدفق المستمر للمعلومات، وأنماط الاستخدام في العالم الحقيقي، وتعليقات المستخدمين في الوقت الفعلي، وتشيكل السحابة الأساسة للمؤسسة ذاتية التحسين.
- إذا كانت السحابة هي أساس المؤسسة ذاتية التحسين فإن عمليات الدمج هي الخطة الأصلية؛ حيث تربط كل أصل مرة أخرى بالعمل الأكبر. وبمجرد أن تتبنى الشركات التطبيقات والتخزين السحابي يمكنها الجمع بين العديد من الأدوات في نظام بيئي متكامل تمامًا. وعندما يتم إجراء عمليات الدمج بالشكل الصحيح فهي تشارك الآلاف من نقاط البيانات، من مختلف الأجهزة والتطبيقات والشركاء والموظفين والعملاء؛ ما يؤدي إلى اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً.
- ما يدعم حقًا المؤسسة التي تعمل على تحسين الذات هو التعلم الآلي (ML)، وهو عبارة عن الخوارزميات التي تتعلم من البيانات لتحديد الأنماط واتخاذ القرارات دون تدخل بشري. وتستفيد أنظمة التعلم الآلي من اتصال السحابة، جنبًا إلى جنب تبادل المعلومات الذي أصبح ممكنًا من خلال عمليات التكامل، للتكيف والتحسين بشكل مستقل.
والآن لنتطرق إلى سؤال آخر مهم وهو: كيف تجتمع هذه الابتكارات لحل مشاكل الأعمال في العالم الحقيقي؟
يُعد الأمن السيبراني من أهم حالات الاستخدام لنموذج التحسين الذاتي. وتأتي برامج الأمان التقليدية، مثل أداة مكافحة الفيروسات في مكان العمل، مبرمجة مسبقًا للتعرف على قائمة الهجمات الإلكترونية المعروفة؛ ما يجعلها بلا حماية ضد التهديدات التي لم يسبق لها مثيل.
ورغم ذلك فإن أحدث الحلول الأمنية القائمة على السحابة المتكاملة، والتي تعمل بنظام التعلم الآلي، تسعى إلى تطوير فهم متغير باستمرار للشركات والموظفين الذين يقومون بحمايتهم؛ ما يتيح لهم اكتشاف حتى الهجمات الإلكترونية الجديدة في الوقت الفعلي.
وهناك فرصة أخرى مهمة للتحسين الذاتي وهي خدمة الموظف، والتي تشمل: دعم تكنولوجيا المعلومات، وتقديم خدمات الموارد البشرية، وجميع الطرق الأخرى التي تساعد بها الشركات موظفيها على البقاء منتجين.
على سبيل المثال لا الحصر: عندما لا يتمكن شخص ما من العثور على إرشادات السفر الخاصة بالشركة أو يريد إضافة زميله إلى مجموعة بريد إلكتروني يتعين على فريق الدعم حل المشكلة يدويًا، لكن النظام الذي يعمل بنظام التعلم الآلي _وهو نظام يتكامل مع مجموعة التكنولوجيا بأكمله_ يمكنه التعامل مع العملية تلقائيًا؛ حيث يعمل بمثابة النسيج بين الموظفين والموارد التي يحتاجون إليها.
موازنة الأداء مع القدرة على التنبؤ
وبالطبع، كما هو الحال مع أي تحول، تتضمن التكنولوجيا ذاتية التحسين عملية موازنة بين زيادة الأداء وضمان نتائج يمكن التنبؤ بها. ومع ذلك فإن الخطر الأكبر على الإطلاق هو أن تكون راضيًا عن الوضع الراهن رغم تحسن المنافسة يومًا بعد يوم.
ولجعل هذا التوازن يعمل ستحتاج أدوات التحسين الذاتي إلى تجنب عملية الصعود والهبوط التي تأتي مع المرونة الزائدة.
وفي النهاية هناك شيء واحد فقط واضح وهو أن تبني هذا التحول التكنولوجي يمكن أن يحدث فرقًا بين النجاح والفشل؛ لأنه سواء كنت تستثمر في روبوت يتعلم على خط التجميع، أو أداة أمان تتطور مع كل هجوم، أو نظام يعمل بالتعلم الآلي يدعم الموظفين من خلال التكيف مع احتياجاتهم، فيجب أن يسعى عملك إلى تحسين نفسه.
المصدر: www.eweek.com
اقرأ أيضًا:
يوم الصداقة.. المهنية أمام العلاقات الإنسانية لرواد الأعمال
10 أسباب تدفعك للانضمام إلى شركة ناشئة في عام 2021
الحاجة إلى تطوير الذات في عالم العمل المتغير