في زمن رقمي تُبنى العلامات التجارية على منصات التواصل الاجتماعي، مثل: فيسبوك وإنستجرام وإكس وتيك توك وسناب شات وغيرها؛ لترسم جسورًا من الإبداع والتفاعل تُقربها من جمهورها المُستهدف.
ومنصّات التواصل الاجتماعي ليست مجرد صفحات افتراضية بل هي مساحات خصبة لبناء حضور قوي للعلامة التجارية، يُعزز ظهورها ويُحسن من مبيعاتها، ولكن بناء هذا الحضور لا ينبع من فراغ لكنه يتطلب استراتيجية مدروسة تُحيك خيوط التواصلِ ببراعة، وتُترجم أهداف العلامة التجارية إلى محتوى مبدع يجذب الأنظار ويُحرك المشاعر.
ما العلامة التجارية؟
وفقًا لأبحاث كلية هارفارد للأعمال فإن العلامة التجارية هي مرآة تعكس جوهر الشركة أو المؤسسة في عيون الجمهور المستهدف، وتُترجم رسالتك وقيمك إلى لغة بصرية ولفظية تُخلد ذكراك في أذهانهم.
وتُوصف العلامة التجارية بأنها عبارة عن مزيج ساحر من العناصر البصرية، كالنظام اللوني واختيارات الخطوط والشعار، والعناصر اللفظية، مثل: نبرة الصوت واختيارات الكلمات؛ لتُشكل هوية فريدة تُميزك عن منافسيك.
ولكن ما أهمية بناء علامة تجارية قوية؟
في زمنِ تغرق فيه الأسواق بالمنتجات والخدمات تُصبحُ العلامةُ التجاريةُ بوابتَكَ لدخولِ قلوبِ وعقولِ جمهوركَ المستهدفِ. فهي تُساعدُك في:
- التميز عن المنافسين: تُساعدك العلامة التجارية القوية في التميز عن المنافسين وجذب انتباه جمهورك، وفي عالم مليء بالخيارات تُصبح بوصلة تُرشد جمهورك إليك.
- بناء الثقة والولاء: تُعزز العلامة التجارية القوية الثقة والولاء لدى العملاء؛ حيث يصبحون أكثر ميلًا لشراء منتجاتك وخدماتك؛ ما يرتفع مستوى رضاهم عن تجربتهم معك.
- زيادة المبيعات: تُسمح لك العلامة التجارية القوية بزيادة المبيعات ورفع عائدات الاستثمار، ويصبح العملاء أكثر ميلًا للشراء منك.
- جذب المواهب: تعمل العلامة التجارية القوية على جذب المواهب المبدعة والاحتفاظ بها؛ فعندما تُصبح علامتك التجارية جذابة يمسي الموظفون أكثر ميلًا للعمل معك.
- خلق قيمة مضافة: تُساعدك العلامة التجارية القوية في صنع قيمة مضافة لمنتجاتك وخدماتك؛ فعندما ترتبط علامتك التجارية بالجودة والتميز يصبح العملاء أكثر استعدادًا لدفع المزيد مقابل منتجاتك وخدماتك.
ما الذي يصنع حضورًا قويًا للعلامة التجارية على منصات التواصل؟
على مسرح التواصل الاجتماعي تُرسم لوحة فنية فريدة للعلامة التجارية الخاصة بك، لوحة تتألق بألوان الاتساق، وتروي قصصًا ساحرة، وتنطق بصوت فريد، وتُبهر الأنظار بأسلوبها المميز.
-
الاتساق
عادة ما تُشبه العلامة التجارية لحنًا موسيقيًا فريدًا من نوع خاص، تُترجم نغماته في كل مظهر من مظاهرها، بدءًا من الألوان والخطوط إلى العناصر البصرية؛ إذ يُشكل الاتساق هوية علامتك التجارية ويُرسخها في أذهان جمهورك.
-
رواية القصص
لا شك أن علامتك التجارية تُصبح قصة مُلهمة تُروى عبر منصات التواصل الاجتماعي، تُشارك رحلة شركتك أو مؤسستك التجارية، وتُبرز شغف موظفيك، وتُظهر تأثير منتجاتك في حياة الناس،
-
الصوت الفريد
تُشبه نبرة العلامة التجارية لحنًا موسيقيًا يميزها عن غيرها؛ حيث تختلف نبرة العلامة التجارية باختلاف المجال، فما يُناسب مجال الأدوية قد لا يُناسب مجال الألعاب؛ لذلك تأكد من أن نبرة علامتك التجارية فريدة تُعبر عن هويتها وتُميزها عن المنافسين.
-
المظهر الفريد
العلامة التجارية هي لوحة فنية تجذب إليها الأنظار؛ لذا ابتعد عن تقليد المنافسين، واصنع مظهرًا فريدًا يُعبّر عن هوية علامتك التجارية، كما ينبغي عليك التأكد من أن مظهر علامتك التجارية يُراعي إمكانية الوصول للجميع، بما في ذلك ذوو الإعاقة.
طُرق بناء علامة تجارية على منصات التواصل الاجتماعي
في ظل التطورات المتلاحقة التي يشهدها العالم الرقمي؛ حيث تتحول أنظار العالم نحو الشاشات، تبرز منصات التواصل الاجتماعي كساحة رحبة للتواصل ونشر الأفكار، وفرصة حقيقية لرواد الأعمال والشركات لبناء علامات تجارية مزدهرة، وهذه بعض أبرز الطُرق التي يُمكن استخدامها:
-
رحلة بناء هوية علامتك التجارية
قبل أن تُبحر في رحلة التواصل الاجتماعي تأكد من ثبات هوية علامتك التجارية، وحدد قيمك الأساسية ورسالتك، ومقترحات البيع الفريدة التي تُميزك عن غيرك.
-
اختيار منصاتك بعناية
لا تُبنى كل المنصات على قدم المساواة، فلكل منها خصائصها وجمهورها؛ لذلك كُن حريصًا على تحديد المنصات التي يوجد عليها جمهورك المستهدف، وركز جهودك لبناء حضور قوي على تلك المنصات.
-
إبداع محتوى متميز
لا شك أن المحتوى هو جوهر رحلة التواصل الاجتماعي؛ فاحرص على إبداع محتوى غني بالمعلومات، وجذاب للجمهور المستهدف، ومن المهم أن يكون متوافقًا مع رسائل علامتك التجارية.
-
العلامة التجارية المتسقة
كُن حريصًا على استخدام عناصر هوية علامتك التجارية بشكلٍ متسق، من الشعار والألوان والخطوط؛ لبناء صورة ذهنية مميزة في أذهان جمهورك المستهدف.
-
التواصل مع جمهورك
تذكر أن التواصل على منصات التواصل الاجتماعي رحلة ذات اتجاهين. شجع جمهورك على المشاركة من خلال الرد على تعليقاتهم ورسائلهم، وبناء علاقات قوية معهم.
-
الوسوم
انثر خيوط سحرية من الوسوم على منشوراتك في منصات التواصل الاجتماعي؛ لتوسيع نطاقها وجذب انتباه المهتمين بمجال عملك، فكأنك تُرسل إشارات ضوئية تُنير طريقك نحو جمهورك المُنتظر.
-
المؤثرون
ابحث دائمًا عن المؤثرين الذين يُشاركونك القيم والأهداف نفسها؛ ليكونوا جسرًا يربطك بجمهور أوسع وأكثر استهدافًا؛ فتعاونك معهم يُعزز من وصول علامتك التجارية إلى آفاق جديدة.
-
المسابقات
أطلق العنان لإبداعك من خلال تنظيم العديد من المسابقات والهدايا الترويجية التي تُشعل الحماس والمشاركة على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بك؛ لتُضفي لمسة من التشويق وتُعزز من ظهور علامتك التجارية.
-
تحليل البيانات
تابع باستمرار تحليلات وسائل التواصل الاجتماعي لتُبحر بسفينة علامتك التجارية بدقة، مُتسلحًا ببوصلة تُرشدك نحو النجاح وتحقيق المزيد من الأهداف المرجوة.
-
الإعلانات المدفوعة
من أهم الطُرق التي يُمكنك استخدامها لبناء علامتك التجارية على منصات التواصل الاجتماعي هي الاستثمار في الإعلانات المدفوعة؛ لتصل إلى فئات سكانية محددة وتعزّز من فرص التحويل، مُحققًا قفزة نوعية في مسيرة علامتك التجارية.
وفي النهاية تذكر أن بناء حضور قوي للعلامة التجارية على منصات التواصل رحلة مستمرة تتطلب التفاني والتخطيط الاستراتيجي، فكن مُثابرًا ومُبدعًا، ولتكن أصالتك وقيمك هي نبراسك الذي يُضيء دربك.
ومن خلال تطبيق هذه الاستراتيجيات العشر ستتمكن من نسج خيوط إبداعية تُثمر نتائج مُبهرة؛ حيث تُنشئ حضورًا قويًا لعلامتك التجارية، وتتواصل مع جمهورك بفعالية، وتُحقق أهداف عملك في نهاية المطاف.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
أشهر تطبيقات يستخدمها رواد الأعمال
أسباب ضعف ريادة الأعمال.. هل أنت مستعد لتجنبها؟
اختيار فكرة المشروع الناشئ.. من الشغف إلى الربح