أصبح لريادة الأعمال دورٌ واضحٌ على نحوٍ متزايدٍ في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في كلِّ دول العالم، وصار لها دورٌ مهمٌّ في نواحٍ عديدة مرتبطة بتطور الاقتصاد؛ إذ تعدُّ مساهمًا رئيسًا في تنمية وتطوير الابتكار والإبداع، وتحسين المنتجات، وتطوير الأفكار إلى مشاريع اقتصادية تدعم الاقتصاد، وترفع من نسب الدخل القومي الإجمالي لكلِّ الدول.
وتساهم ريادة الأعمال اقتصاديًا في توفير فرص عمل جديدة، وبناء المجتمعات، وتحفيز الأسواق، وزيادة النشاط التجاري، واجتماعيًا في تمكين المواطنين، وتوليد روح المبادرة والابتكار، وتغيير العقليات، وتحويل المجتمع من تقليدي إلى نشط ومتميِّز في الأفكار والمشاريع ذات الفائدة للمجتمع.
لقد اهتمت حكومات دول مجلس التعاون الخليجي بريادة الأعمال؛ كونها محركًا محتملًا لدعم النمو الاقتصادي، وأهميتها في الابتكار، والإنتاجية، وخلق فرص العمل؛ وبالتالي إيجاد حلول نهائية لبعض المشكلات- كالبطالة- وتحويل المجتمعات من مستهلكة إلى منتجة؛ كهدفٍ استراتيجي تنموي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ بتوفير البيئة المناسبة التي تتيح دمج ريادة الأعمال في المجتمع، وفى النظام التعليمي، وعملية التعلُّم، والمساعدة الفنية، والتشريعات، والتكامل بين جميع الجهات، وتبنِّي سياسات اقتصادية تُمكِّن القطاع الخاص من القيام بدور أكبر في عملية التنمية، وتشجيع وتحفيز المبادرات الذاتية لرواد الأعمال؛ بتوفير بيئة ملائمة ومشجعة لقطاع الأعمال، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، في توفير البيئة الحاضنة والداعمة لقطاع الريادة، في تحويل الأفكار الريادية إلى مشروعات منتجة.
وكانت المملكة سبَّاقة في هذه المجالات؛ إذ أحرزت مراكز متقدمة بين دول العالم في جميع مؤشرات ريادة الأعمال.
وجاء المنتدى الخليجي لرواد الأعمال- الذي احتضنت فعالياته مدينة الرياض برعاية معالي الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي؛ وزير التجارة- كترجمة فعلية وانعكاس حقيقي لجهود دول مجلس التعاون الخليجي لدعم ريادة الأعمال، والذي نظمته الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت».
استهدف المنتدى رواد الأعمال الخليجيين، والجهات الداعمة لريادة الأعمال، وحاضنات ومسرّعات الأعمال، والجهات التمويلية بدول مجلس التعاون الخليجي؛ بهدف تمكين رواد الأعمال من التوسُّع خليجيًا، والاستفادة من التجارب الريادية الخليجية الناجحة، وتبادل الخبرات بين القائمين على تطوير قطاع ريادة الأعمال بمجالاته المتعددة، ومناقشة التحديات المختلفة، التي تواجه ريادة الأعمال بوجه عام، ورواد الأعمال على وجه التحديد، وأنسب الحلول لمواجهة تلك التحديات، والتعرف على الفرص التمويلية المتاحة والبدائل، وتشجيع الابتكار؛ لتعزيز النمو الاقتصادي؛ باعتبار أنَّ دول المجلس تمثِّل قوة اقتصادية ذات تأثير كبير في المحيطين الإقليمي والدولي، وتملك اقتصادات صاعدة بقوة في النظام الاقتصادي العالمي.
إنَّ تنظيم مثل هذه المنتديات أمر إيجابي يجب الاهتمام به، استنادًا إلى نوع القضايا التفصيلية التي تناقش فيها؛ إذ تساهم في تكوين رؤية موحّدة لدول مجلس التعاون، حول سبل دعم وتطوير مجال ريادة الأعمال، مع مراعاة خصوصية كل دولة وثقافتها، عند مناقشة تفاصيل الأفكار المطروحة، ومشاركة الفرص المتوفرة والمحتملة بين دول الخليج؛ لتمكين رواد الأعمال من تطوير مشاريعهم، وتحسين إنتاجية المشاريع القائمة، ووسائل تسويق العلامات التجارية.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
الموارد البشرية.. وتطوير السياحة
اليوم الوطني.. مكانةٌ في القلب
قمة جدة للأمن والتنمية.. علاقات تعكس مكانة المملكة
نهضة المملكة بفكر قائد شاب متفرد