مسيرة ظافرة امتدت 92 عامًا، بدأها المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – في 17 جمادى الأولى 1351هـ، بصدور مرسومٌ ملكي بتوحيد أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار يوم الخميس؛ 21 جمادى الأولى من العام 1351هـ؛ الموافق 23 سبتمبر 1932م ليكون يومًا وطنيًا.
وبذلك، وضع أسسًا قوية لقيام الدولة السعودية واستمرارها؛ من خلال ترسيخ قيم الوطنية والتلاحم الوطني، ممهدًا الطريق لقيام دولة شامخة، يشارك في بنائها ونهضتها كلُّ أبنائها في كلِّ زمان ومكان، بعطاء ممتد، وتضحيات جسام، قدّموها بشرف وإخلاص.
وكان القاسم المشترك الذي يجمع بينهم كقادة وشعب؛ هو الوطنية؛ فقادوا معًا مسيرة التنمية والتطور في انسجام مميز، ظلّ متقدًا بنفس القوة والصلابة، كمبدأ متوارث من جيل إلى آخر، حاملين أدوات البناء ووسائل التعمير، بدعم ورعاية واهتمام حكومات المملكة الرشيدة المتعاقبة؛ إلى أن وصل الطموح قمته بعد طرح رؤية 2030.
وقد استصحبت الرؤية معها كل المتغيّرات المهمة، والأسس العلمية السليمة لبناء الدولة، والتوقّعات المحتملة للمستقبل، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله-.
إنَّ الاحتفال باليوم الوطني هو في الواقع احتفال بدولة، يقود أبناؤها منظومة مسيرة تنموية طموحة، نحو تحقيق غايات سامية، تجعل من المملكة دولة ريادية بين دول العالم.
وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، شمّروا سواعدهم، وجهزوا طاقاتهم، ونشطوا عقولهم تحت ظل قيادة رشيدة، تعمل بتفانٍ من أجل البناء والتعمير، وتحقيق تنمية مستدامة، هدفها الإنسان في المقام الأول؛ وهو هدف تسعى إلى تحقيقه حكومة المملكة الرشيدة، عبر سلسلة مشاريع ومبادرات طرحتها في مناسبات وأزمان مختلفة، لكن هدفها النهائي واحد؛ وهو دعم رحلة التطوير والنهوض، التي ستقود المملكة إلى مكان الريادة بين دول العالم المتقدّم.
وتأتي ذكرى اليوم الوطني هذا العام، والمملكة تدخل مرحلة جديدة من مراحل مسيرتها التنموية العملاقة؛ فما من مجال إلا وقد شملته خطط التطوير ومشاريع الإعمار، اعتمادًا على استراتيجيات وطنية تفصيلية، نبعت من رؤية 2030 كإطار عام، سعيًا إلى تحقيق معدّلات نمو أسرع، وتنويع مصادر الدخل وفق رؤية مختلفة في كيفية إدارة الموارد، وتوظيف الإمكانيات الاقتصادية المتوفرة، بطريقة تسهم في تأسيس دولة قوية ومتميّزة اقتصاديًا.
ويستمد الاحتفال بذكرى تأسيس الدولة السعودية، قيمته من قيمة المقام السامي للوطن؛ وهو تاريخ له مكانة في القلب كذكرى غالية، تفجّر ينابيع الحب والانتماء والولاء لهذا الوطن الغالي، ومناسبة لتجديد عهود الولاء للوطن، ومواصلة مسيرة التنمية والتطوُّر، وبذل مزيد من الجهد لتعزيز مكانة المملكة كدولة لها خصوصيتها، ومكانتها، وموقعها، ودورها الريادي إقليميًا ودوليًا.
إنَّه -بلا شك- هدف تسعى إلى تحقيقه قيادة حكومة المملكة الرشيدة؛ عبر إنجاز مؤسسي يشمل كل مجالات الحياة، بمساندة ودعم من المواطن السعودي، وتعاون جميع أفراد المجتمع، ومشاركة فاعلة وإيجابية، تسهم في تنفيذ الأهداف الموضوعة بدقة، وتسريع رحلة التنمية والتطوير، وتعزيز مكانة المملكة بين دول العالم المتقدِّم.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال: