الكثير منا له أمنيات وآمال كبيرة في حياته يتمنى لو تتحقق، والكثير أيضًا من هذه الأماني والآمال لا يتحقق ويظل مجرد أمنيات في عقول أصحابه، والسبب في ذلك أن الكثيرين لم يستطيعوا أن يحوّلوا أمانيهم ورغباتهم إلى أهداف محددة ويضعوا الخطط اللازمة لتحقيقها، والبعض تظل أمانيه في عقله؛ لأنها من وجهة نظره آمال وأهداف كبيرة يصعب تحقيقها لأنها سوف تأخذ الكثير من الوقت والجهد وتحتاج للكثير من المال.
لذلك عليك أولًا أن تحوّل آمال وأحلامك إلى أهداف كبيرة ثم إبدأ فى تحويل هذه الأهداف إلى أهداف متوسطة ثم أهداف صغيرة أو قصيرة المدى، ثم ابدأ وضع خطط للتنفيذ واستمر في العمل مهما حدث.
إن تجزئة الهدف العام إلى أهداف خاصة هو الطريقة المثلى لتحقيق الأهداف العظمى، وتختلف الخطط التي يضعها الأفراد والجماعات بغرض الوصول إلى أهدافهم، كما تختلف آليات تنفيذ هذه الخطط من أجل تحويلها إلى واقع، فالمهم أن يكون هناك هدف وخطة وآلية تنفيذ واستمرارية في العمل والتنفيذ.
ما هو الهدف؟
الهدف هو مجموعة من الغايات والأمنيات والأحلام التي يسعى الناس إلى تحقيقها والحصول عليها في المستقبل ضمن فترة زمنية محددة؛ لذلك بناءً على عامل الزمن يمكن تقسيم الأهداف إلى أهداف طويلة المدى أو أهداف استراتيجية وهي تلك التي يحتاج الإنسان لفترة أطول من الزمن من أجل الوصول إليها، قد تصل إلى عشر سنوات وربما أكثر من ذلك، وهناك الأهداف متوسطة المدى التي تغطي فترة زمنية قد تصل إلى خمس سنوات، والأهداف قصيرة المدى والتي تحتاج إلى فترة زمنية قصيرة نسبيًا من أجل تحقيقها، والتى لا تزيد عن عام واحد.
وعادة ما يرتبط الهدف بالتوجهات الشخصية، سواء كان ذلك في الحياة المهنية كأن يرغب أحد الأفراد في أن يصبح مهندسًا أو يصل إلى مكانة علميّة محددة أو يحصل على منصب رفيع في المستقبل، وإن كان من رواد الأعمال قد يكون هدفه العام أن يصل إلى حجم أعمال معين؛ أو يصل إلى أسواق دولية أو غيرها من الأهداف.
أهمية تقسيم الهدف الكبير إلى أهداف صغيرة
إن أهمية تقسيم الهدف الكبير إلى أهداف صغيرة تكمن في الوصول إلى الغاية العظمى أو الهدف الأسمى الذي يسعى الإنسان لتحقيقه، فالوصول إلى الأهداف الكبيرة يحتاج إلى جسر عبور آمن كي يصل الإنسان إليها، فالإنسان الذي يطمح إلى الفوز في سباقات السباحة الطويلة أو حتى عبور المانش عليه أن يتمرن على السباحة للمسافات القصيرة، ومن ثم عليه أن يسبح لمسافات متوسطة، ثم المسافات الطويلة، وعندها سيكون قادرًا على المشاركة في سباقات السباحة الطويلة ثم عبور المانش؛ وهذا الأمر ينطبق على من يرغب في الوصول إلى أهداف عظيمة أخرى؛ حيث يجب أن يتدرج ضمن أهداف صغيرة تمكّنه من بلوغ الهدف الكبير والعام الذي يسعى إلى تحقيقه.
كيف تحقق أهدافك؟
من أجل تحقيق الأهداف والوصول إليها هناك مجموعة من الخطوات والإجراءات التي يجب اتخاذها. هذه الخطوات قد تختلف من حيث آلية التنفيذ باختلاف الأهداف التي يسعى الأفراد أو الجماعات إلى تحقيقها؛ إذ يكون لبعض الأهداف خصوصية ومتطلبات مقترنة بها، وفيما يلي نذكر أهم الخطوات التي يجب اتخاذها لتحقيق الأهداف، والتي تعتبر خطوات عامة يمكن تنفيذها لتحقيق الأهداف أيًا كان نوعها:
- تحديد الهدف: يعد تحديد الهدف الخطوة الأولى على سلم تحقيق الأهداف التي يسعى الإنسان إلى تحقيقها، ومن المهم أن يكون هذا الهدف قابلًا للقياس والتحقيق، فلا تُقبل الأهداف غير المنطقية أو التي لا يمكن أن تتحقق، كما يجب على الإنسان أن يهتم بالدافع الذي تسبب في تفكيره بهدف محدد دون غيره، وبالتالي فإن الإنسان ستكون لديه الرغبة الكافية في المضي قُدمًا لتحقيق هذا الهدف. وهناك مجموعة من الخصائص التي يجب أن يتصف بها الهدف، مثل أن يكون واقعيًا قابلًا للتحقيق ويمكن قياسه، ويكون مفيدًا يؤدي لحل مشكلة أو تقديم منتج أو خدمة جديدة يحتاجها المجتمع.
- وضع الخطة المناسبة: هدف بلا خطة هو حلم من أحلام اليقظة؛ لذلك فإن الوصول إلى أي هدف يتطلب وجود خطة مُحكمة تساعد الإنسان في تحقيقه، كما أن غياب الخطة الواضحة يشتت جهود الفرد، ويجعله غير قادر على معرفة النقطة التي سيبدأ منها أو ينتهي إليها، ومن المهم أن يتم وضع خطة مكتوبة تحتوي على كل التفاصيل والأهداف الفرعية المتعلقة بالبيئة المحيطة بالهدف الكبير، وأن تحتوي على أبرز العقبات وأهم الأولويات التي يجب مواجهتها من أجل تحقيق الهدف .
- تنفيذ الخطة: تعتبر هذه الخطوة هي بداية مرحلة التنفيذ الفعلي وتحويل الأهداف إلى واقع بمرور العامل الزمني؛ حيث يبدأ الأفراد بتخصيص وإدارة الوقت المناسب لأداء المهام الجزئية أو الأهداف الفرعية لتحقيق الأهداف العليا؛ وذلك بجعل الهدف الكبير جزءًا من الحياة اليومية، وبمرور الوقت يراقبون إنجازاتهم والتقدم في مسارهم نحو تحقيق الأهداف، مع ضرورة وجود الصبر والمثابرة والعمل المستمر من أجل تحقيق الهدف.
إن أبرز مثال يوضح قدرتك على تحقيق هدف كبير هو تخيل أن أحدهم طلب منك أن تأكل فيلًا، فإذا نظرت إلى الفيل وحجمه الكبير سوف تسأل نفسك: كيف يمكن أكل هذا الضخم الذي يساوي وزني عشرات المرات؟ سترى أن المهمة مستحيلة، ولكن لو قطّعت هذا الفيل إلى قطع وأجزاء صغيرة وبدأت كل يوم فى التهام قطعة ستجد بعد مرور الوقت أنك أكلت الفيل الذي كنت ترى أن أكله مهمة مستحيلة، وهكذا أي هدف في الحياة إذا توليت تقسيمه إلى أهداف ومهمات صغيرة وحققت كل يوم مهمة أو هدف ستجد أنك حققت أهدافك مع مرور الوقت.
اقرأ أيضًا المزيد على موقع الجوهرة: