الاسم: هوارد شولتز
الميلاد: 19 يوليو عام 1953م
الجنسية: أمريكي
المهنة: مؤسس ورئيس ستاربكس
الثروة: 4.9 مليار دولار
لم تكن رحلته لبناء إمبراطورية ستاربكس سهلة؛ إذ واجه كثيرًا من الإخفاقات والصراعات؛ حتى صنفته فوربس ضمن أغنى 230 شخصًا في الولايات المتحدة الأمريكية، إنه رائد الأعمال هوارد شولتز؛ المؤسس المشارك ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة ستاربكس العالمية، فكيف كانت قصة نجاحه؟
نشأته ورحلته العلمية
ولد هوارد شولتز في 19 يوليو عام 1953م، في مقاطعة بروكلين بمدينة نيويورك الأمريكية، كان والده سائق شاحنة من أصل ألماني، وعاش مع شقيقيه طفولة بائسة؛ إذ لم يكن والده مؤمنًا عليه من أصحاب العمل؛ ما ترك انطباعًا مريرًا لدى الشاب شولتز. مرت عائلته بظروف اقتصادية سيئة، فلم تكن تجد ما يلبي احتياجاتها اليومية.
وعندما كان طفلًا، كان يشعر بالخجل والغضب من ظروف المعيشة؛ حتى إنه رفض العودة إلى المخيم الصيفي، عندما علم أنه برنامج مدعوم للأطفال المحرومين.
رأى هوارد ملاذًا في مجال الرياضة؛ إذ كان يحب ممارسة كرة السلة وكرة القدم خلال دراسته بالثانوية، ثم في عام 1971، حصل على منحة دراسية رياضية في جامعة ميشيجان الشمالية، فكان أول من يلتحق بالجامعة في عائلته.
المسار المهني
عندما كان في السابعة من عمره، عاد شولتز إلى المنزل ذات يوم ليجد والده مستلقيًا على الأريكة بجبيرة، بعد إصابته أثناء عمله، فمنذ ذلك الحين تركت الصعوبات المالية بصمة في ذاكرته، على الرغم من التحديات الاقتصادية الصعبة التي تواجه الأسرة، إلا أن والدته شجعته على متابعة التعليم لفتح مزيد من الأبواب لنفسه.
تولى شولتز مجموعة واسعة من الوظائف أثناء دراسته لدفع تكاليف الكلية؛ حيث عمل نادلًا، وبعد تخرجه من الجامعة، لجأ إلى بيع المعدات المكتبية؛ فكان يُجري يوميًا أكثر من 50 مكالمة هاتفية مع العملاء؛ ما أدى إلى زيادة حجم مبيعاته، فكان يُعطي نصف راتبه لوالده؛ نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تواجه الأسرة.
بعد تحقيق نجاح ملموس في بيع الأدوات المكتبية، التحق بشركة أوروبية متخصصة في صناعة الأدوات المنزلية من بينها آلات الإسبريسو، كان أحد عملائها شركة قهوة صغيرة في سياتل بواشنطن، تُدعى ستاربكس، وفي مطلع الربع الثاني من عام 1982، ذهب هوارد لزيارة أحد مؤسسيها في مقر الشركة، فتأثر كثيرًا أثناء الزيارة بالقهوة، وأعرب عن رغبته في العمل معهم في المستقبل القريب.
رحلة تحول
في مطلع الربع الأخير من عام 1982، انضم شولتز إلى ستاربكس مديرًا لعمليات البيع بالتجزئة والتسويق، ثم في العام التالي، ذهب في رحلة شراء إلى مدينة ميلانو الإيطالية، وعندما دخل أحد المقاهي المنتشرة في كل شارع تقريبًا، تذوق أول فنجان قهوة إسبريسو فتأثر بهذا المشروب كثيرًا، وحينها كانت متاجر ستاربكس تبيع حبوب القهوة الكاملة فقط، وليس بها أماكن للجلوس.
بعد تأثره بالإسبريسو، فكر هوارد شولتز كثيرًا في أن تبدأ شركة ستاربكس في بيع مشروبات القهوة وليس حبوب البن فقط، فعكف على وضع رؤية لتأسيس متاجر قهوة متخصصة تدمج الرومانسية في الإسبريسو، وتوفر مكانًا لجلوس الزبائن والعملاء، إلا أن مؤسسي ستاربكس لم يلقوا بالًا لهذه الفكرة.
استجابة سلبية
حاول شولتز كثيرًا إقناع المؤسسين بفكرته؛ حتى وافقوا على تأسيس أول متجر لتقديم مشروب القهوة تحت مظلة ستاربكس، فحقق نجاحًا هائلًا بعد شهور من الافتتاح؛ حيث كان يتوافد عليه مئات الزبائن يوميًا.
وعلى الرغم من هذا النجاح، إلا أن مؤسسي ستاربكس رفضوا السير في هذا الاتجاه؛ فقرر شولتز مغادرة الشركة في عام 1985؛ ليفتتح سلسلة مقاهٍ خاصة به تسمى Il Giornale ، سرعان ما حققت نجاحًا.
ستاربكس كوفي
في مطلع الربع الثالث من عام 1985، نجح هوارد شولتز في الاستحواذ على شركة ستاربكس بمساعدة مستثمرين، ودمج سلسلة مقاهيIl Giornale مع أصحاب العمل السابقين، ثم بعد رحلة نجاح- هي الأغرب على الإطلاق- أصبح شولتز الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة ستاربكس، التي كانت ستعرف باسم شركة ستاربكس كوفي.
كان على شولتز استخدام جميع مهارات الاتصال لإقناع المستثمرين بفكرة استعداد الأمريكيين لدفع 50 سنتًا مقابل مشروب القهوة، في وقت لم يكن معظم الناس على دراية بالاختلافات بين القهوة عالية الجودة والأصناف سريعة التحضير، بالإضافة إلى أن استهلاك القهوة كان منخفضًا في الولايات المتحدة.
40 ألف متجر
بعد أربعة عقود من توليه منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة، طور شولتز ستاربكس كوفي من 11 متجرًا إلى أكثر من 40 ألف في 95 دولة حول العالم، مع إثبات أن الشركة يمكنها- في الوقت نفسه- تقديم أفضل أداء مالي في فئتها، ومشاركة النجاح مع أفرادها والمجتمعات التي تخدمها.
استقالة ثم عودة
في مطلع عام 2000، استقال شولتز من منصب الرئيس التنفيذي لشركة ستاربكس، ولكنه عاد كرئيس للشركة في عام 2008. وفي حديث له عام 2009، عن وصف مهمة ستاربكس، قال: « لسنا في مجال حشو البطون، بل نعمل على ملء النفوس».
المسؤولية الاجتماعية
لم تقتصر جهود شولتز على الارتقاء بشركة ستاربكس فحسب، بل أقام مؤسسة Schultz Family Foundation لخلق فرص لمن يواجهون عوائق أمام النجاح، مع التركيز على انتقال الشباب إلى مرحلة البلوغ والسكان المهمشين، بما في ذلك ذوو البشرة السمراء.
إنَّ سمة رائد الأعمال التي كانت تحمل مخاطر لشولتز جعلته ناجحًا في قيادة ستاربكس، فو لم يكن لديه هذه السمات الريادية، ما كانت شركة ستاربكس حققت هذا النجاح.
الدروس المستفادة:
- المثابرة وتحقيق الطموحات: إذا كنت رائد أعمال فلتكن طموحاتك كبيرة ثم ابذل مزيدًا من الجهود دون كلل أو ملل لتحقق طموحاتك.
- السعي لتحقيق الحلم: ابحث عمن يُمكنه مشاركة حماسك لتنفيذ أفكارك.
- إثبات الذات: يحرص الناجحون على إثبات ذواتهم ومواجهة التحديات؛ ما يتطلب مهارة عالية لإدارة المواقف واتخاذ القرارات الصحيحة.
اقرأ أيضًا:
- محمود العربي.. شهبندر التجار
- يوسف علي.. مؤسس مجموعة اللولو
- سوزان وجسيكي.. الرئيسة التنفيذية لـ YouTube
- تيم بيرنرز لي.. مخترع شبكة الويب العالمية
- يوسف الطوخي.. مبتكر Y Coin