إذا كنت تسأل: من أين تبدأ في تطوير الذات؟ فهذا معناه أنه صارت لديك رغبة في التغيير، ووضع حياتك على مسار مختلف غير التي هي عليه، وتلك فعلًا أول خطوة على طريق التغيير، لا يهم من أين تبدأ لكن ما يهم حقًا أن تبدأ بالفعل.
يرغب الكثير منا في تطوير ذاته لكننا لا نعرف من أين نبدأ أو كيف نتغير. ربما يكون ضيق الوقت أو غياب الدافع هما ما يمنعانا من العمل نحو التحسين، أو ربما يكون مجرد تسويف أو مماطلة.
ولكن يفترض أننا جميعًا نسعى جاهدين من أجل حياة مريحة يمكننا من خلالها تجربة شعور مستمر بالسعادة والتطور. ولعل السبب في أهمية تطوير الذات، كفكرة وكممارسة، هو أنرغم عدم اختيارنا لنوعية الحياة التي ولدنا فيها ولكن لدينا فرصة لصنع الحياة التي نريدها؛ إذ لو ولدنا كما نريد فلن نحتاج إلى تطوير الذات، ولن يكون هناك سبب أو دافع إلى ذلك أصلًا.
اقرأ أيضًا: كيف تتحدى قدراتك؟
من أين تبدأ في تطوير الذات؟
ويحاول «رواد الأعمال» الإجابة عن سؤال: من أين تبدأ في تطوير الذات؟ وذلك على النحو التالي..
-
اجعل التعلم عادة
بدون التعرض لأنماط جديدة من التفكير والمعلومات، والرؤية من خلال عيون جديدة، فإن جودة أفكارنا لا يمكن أن تتغير. إذا لم تتغير أفكارنا، ولم نغير الطريقة التي نعيش بها، فحينئذٍ سنعيش حياتنا بأكملها بالطريقة نفسها التي كنا نعيش بها حتى هذه اللحظة.
لذلك فإن التعلم الدائم خطوة حاسمة وتأسيسية على طريق تطوير الذات؛ إذا كنا نعيش بالأسلوب نفسه لبقية حياتنا فعندئذ نكون أمواتًا بالفعل.
أن تكون على قيد الحياة هو أن تكون متيقظًا ونشطًا ومشتغلًا. إذا كان انتباهنا يسير باستمرار في نفس المسارات، واستجاباتنا للمواقف تكون تلقائية وبدون أي اهتمام بالنمو، فلا يمكننا اعتبار أنفسنا نشيطين ومشاركين.
اقرأ أيضًا: ما هي وسائل تطوير الذات؟
-
توقّف عن تضييع الوقت
ولا شك أن تطوير الذات لا يستقيم وتضييع الوقت، صحيح أن الخروج مع الأصدقاء أو العائلة والاستمتاع بقضاء ليلة في التنزه والتجوال شيء جيد، لكن مشاهدة التلفاز لساعات طويلة أو العبث على الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي شيء آخر.
نحن نشكو دائمًا من الوقت ولكن هل نعرف حقًا مقدار ما ننفقه منه على ما هو في الأساس نشاط لا طائل منه ولا معنى له؟
إذا توقفنا عن تضييع أوقاتنا بلا هدف يمكننا الحصول على الوقت الذي نحتاجه لفعل ما نريد، والاستيقاظ مبكرًا وصنع يوم إيجابي، بدلًا من أن نكون مطادرين بضيق الوقت، إن لدينا جميعًا التزامات ونريد جميعًا القيام بأشياء معينة، لدينا كذلك رغبات بعينها، فإذا توقفت عن تضييع الوقت وتحكمت فيه بشكل جيد فسوف تنهض بالتزاماتك على أفضل نحو ممكن.
-
تعرف على طبيعة رغباتك
لماذا تفعل الأشياء التي تفعلها؟ ما هي دوافعك لاتخاذ الإجراءات التي تتخذها على أساس يومي؟ لماذا تريد في لحظة واحدة شيئًا واحدًا وفي اللحظة التالية تريد شيئًا متناقضًا تمامًا؟ على سبيل المثال: لماذا أنت متحمس جدًا لأن تكون منتجًا، وأن تتمرن، وتتناول طعامًا صحيًا في لحظة ما، ولكن في المرة التالية ترى أن جذوة حماسك قد خبت؟
إذا تمكنت من إجابة هذه الأسئلة فستعرف كيفية تطوير الذات، نحن نسلم بأننا نعرف أنفسنا ونفهم من نحن وكيف نعيش؟ ولماذا نفعل الأشياء التي نقوم بها؟ لكن من الحكمة تعلُم أن تكون موضوعيًا تجاه نفسك، وأن ترى التناقض في رغباتك. فالطريقة الوحيدة حتى لمقاربة إمكانية النمو وتطوير الذات هي أن يصبح المرء سيد التناقض في الذات.
اقرأ أيضًا: التغلب على الأخطاء في العمل.. كيف يكون؟
-
اعتنِ بنفسك جسديًا
من الواضح أن الرفاهية الجسدية مهمة للغاية لجودة حياة عالية وطبعًا لتطوير الذات، فعندما نمرض أو نتأذى لا يسعنا إلا أن نشكو من آلامنا، ونشعر بالسوء تجاه أنفسنا، ونستخدم هذا المرض كذريعة لكل شيء بما فيها التسويف والمماطلة.
إن أسهل طريقة للتغلب على حالتنا البدنية المرضية وتحقيق قوة الإرادة هي التأكد من أننا لسنا مضطرين للتفكير في الألم. يمكنك القيام بذلك عن طريق ممارسة الرياضة، والتأكد من تناول الأطعمة الصحية التي يحتاجها جسمك ليعمل بشكل صحيح.
فبدون الزيت المناسب والماء والغاز والصيانة الدورية لا يمكن للسيارة أن تعمل بكفاءة؛ إذ تبدأ الأجزاء المكونة في الانهيار واحدًا تلو الآخر حتى تبدأ الماكينة بأكملها في الانهيار.
عليك إذًا الاعتناء بالآلات الأساسية الخاصة بك واسمح لها بالعمل لصالحك وليس ضدك، ومهما كان ما تريد فعله فإن العمل على تطوير الذات لا يمكن أن يتم من دون جسد صحيح خالٍ من الأمراض.
اقرأ أيضًا:
أسرار النجاح.. استراتيجيات مهمة للتألق
الصبر في العمل.. سبيل النجاح وبناء العلاقات
تصرفات الناجحين.. هل تستطيع تغيير عقلك؟
استعادة الشغف تجاه عملك.. 10 خطوات عملية