لعلك تفكر في كيفية استعادة الشغف تجاه عملك؟ وربما أرهقتك المسؤوليات والمهام الوظيفية المختلفة فتركتك خاملًا بلا هدف أو شغف، ولا حتى أي رغبة لفعل أي شيء من مهام وظيفتك، لكن لا تقلق فتلك أصلًا وللأسف ظاهرة عامة.
فوفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة “غالوب” فإن 13% فقط في 142 دولة هم الذين يشعرون بشغف تجاه عملهم، هذا يعني أنك إذا كنت تقرأ هذا الآن فهناك احتمال كبير أنك لست متحمسًا لعملك وأقل شغفًا به، ومن ثم فإن استعادة الشغف تجاه عملك ضرورة لازمة ومهمة محتمة.
قد يوفر لك البقاء في الوظيفة نفسها لسنوات الراحة والاستقرار، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى إجهادك بعد فترة؛ وربما يفقد عملك اليومي بريقه في نهاية المطاف؛ ما يتسبب في مزيد من التوتر، وبالتالي تصل إلى النقطة التي نحن بصددها: كيفية استعادة الشغف تجاه عملك؟
ولعله من المعلوم أن الافتقار إلى الحماس الوظيفي يمكن أن يجعل كل يوم عمل يبدو وكأنه دهرًا، وسينتهي بك الأمر، على المدى الطويل، إلى الشعور بالإرهاق والإحساس باليأس والإحباط.
اقرأ أيضًا: 5 أسباب لنجاح الأثرياء في العالم.. عادات مُلهمة للنجاح
خطوات استعادة الشغف تجاه عملك
إن استعادة الشغف تجاه عملك ليست بالمهمة المستحيلة، وسوف يبين «رواد الأعمال» كيفية تحقيق ذلك على النحو التالي..
-
تحديد أصل المشكلة
إن الخطوة الأولى على طريق استعادة الشغف تجاه عملك أن تعرف السبب الأساسي لهذه المشكلة؛ فبدلًا من التذمر على Facebook اجلس وفكر فيما قد يكون سببًا لك في حدوث هذه المشكلات في العمل. من أجل التغيير للأفضل يجب عليك أولًا فحص الأشياء التي يبدو أنها تسير بشكل خاطئ في العمل أو حتى على صعيد حياتك الداخلية.
بمجرد أن تتضح جذور المشكلة يمكنك البدء في إجراء تغييرات طفيفة على نفسك وبيئة عملك لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من حياتك المهنية.
-
البحث عن معنى جديد
قد يكون أحد الاحتمالات التي تفسر سبب عدم شغفك بعملك هو أن ما جذبك إليه قبل عشر سنوات لم يعد يجذبك الآن. هذا ليس بالأمر غير المعتاد لأن أولوياتنا تتغير مع دخولنا مراحل مختلفة من الحياة. ومع ذلك هناك العديد من جوانب العمل التي يمكن للمرء أن يكون شغوفًا بها.
على سبيل المثال: قد يبدأ مطور الويب حياته المهنية مع اهتمام خاص ببرمجة صفحات الويب ولكنه يتحول تدريجيًا ليصبح مدربًا للمطورين المستقبليين. لا يزال حب تطوير الويب قائمًا، لكن التركيز تحول الآن من القيام بالتطوير الفعلي إلى نقل المعرفة والخبرة إلى دماء جديدة. يتطلب استعادة الشغف تجاه عملك الحصول وربما صنع معنى جديد في هذا العمل الذي اعتدت عليه منذ سنوات.
اقرأ أيضًا: نصائح مؤسس هوتميل لرواد الأعمال.. إرشادات تضعك على الطريق الصحيح
-
التفكير على المدى الطويل
في كل وظيفة لا بد أن تكون هناك الأشياء التي نحب القيام بها والأشياء التي نبغضها. لسوء الحظ في كثير من الحالات تأخذ الأخيرة جزءًا كبيرًا من وقتنا وطاقتنا في عملنا اليومي.
لدينا جميعًا أوراقنا وتدبير شؤوننا للتعامل معها، وغالبًا ما ننخرط في التعامل مع الأمور العاجلة والتي هي دومًا في متناول اليد والتعاطي مع الأزمات عند حدوثها. عندما تستمر مرحلة “مكافحة الحرائق” هذه لفترة طويلة جدًا فإننا نعاني عادةً من الإرهاق.
إن طريق استعادة الشغف تجاه عملك يكون من خلال إعادة تنظيم هدفنا ودورنا في عملنا وعدم الانشغال بهذه القضايا المتنوعة التي لا تشكل جوهر عملك. من المفيد أن نتعرف على الرؤية طويلة المدى أو الأهداف التي نحاول تحقيقها.
وبدلًا من تجنب المهام الرتيبة التي يتعين علينا القيام بها كل يوم دون تفكير علينا أن نفكر في كيفية ارتباط هذه المشكلات بالأهداف طويلة المدى.
اقرأ أيضًا: نصائح من رواد الأعمال لا غنى عنها لتحقيق النجاح
-
التفكير في التأثير
من السهل أن نفقد المنظور والوجهة والهدف عندما ننخرط في عمل روتيني بشكل يومي، لكن تراجع وألق نظرة على تأثير مؤسستك في حياة عملائك، قد تكون بالفعل تحل مشكلة تجعل شخصًا ما مستيقظًا في الليل.
يمكنك استعادة الشغف تجاه عملك من خلال إدراك الدور الذي تلعبه، أنت شخصيًا، للمساعدة في حل مشكلة كبيرة لإنسان آخر على ظهر الكوكب، إن لعملك تأثير، فكّر في هذا وذكّر به نفسك.
-
الحصول على إجازة
لا يمكنك استعادة الشغف تجاه عملك من دون الحصول على قسط من الراحة وبعض الأيام من الإجازات، ومن أسف أن هذا أمر يغفله كثير من الناس، وقد وجد استطلاع أجرته شركة Blue Jeans في أبريل 2020 أن العمال عن بُعد يعملون 3.13 ساعة إضافية يوميًا أثناء العمل من المنزل.
ليس هذا فحسب بل إن أغلب العاملين عن بُعد ألغوا إجازاتهم؛ حيث أشار استطلاع نُشر في أواخر عام 2020 إلى أن 92% من الأشخاص ألغوا أو أجلوا أو لم يأخذوا إجازة خلال هذا العام. بالإضافة إلى ذلك أشارت دراسة أجراها موقع Glassdoor.com إلى أن العمال الأمريكيين كانوا ينالون فقط حوالي نصف وقت إجازتهم قبل الوباء.
ولعله من المؤكد أن الإجهاد المطول يستنزف طاقتك وصحتك، ويضعف جهاز المناعة ويتجلى في الأمراض الجسدية والانهيارات العقلية المخلتفة، كما أنه من الصعب على أي شخص مواكبة ما يستمتع بفعله إذا كان في حالة صحية سيئة، وهذا النقص في الطاقة والتحفيز سيؤدي تدريجيًا إلى فقدان الاهتمام بعمله.
والحل المنطقي لكل هذا وطريق استعادة الشغف تجاه عملك يكون من خلال الحصول على قسط كبير من الراحة لإعادة شحن طاقتك.
اذهب بعيدًا عن العمل تمامًا لفترة من الوقت مع إجازة فعلية، ولا تتحقق من رسائل البريد الإلكتروني أثناء الإجازة، فحتى الأشخاص الناجحين يؤكدون أهمية الإجازات المنتظمة ويقدّرون الوقت الذي يقضونه بعيدًا عن العمل.
اقرأ أيضًا: هل يمكن الحفاظ على الوظيفة مع تأسيس مشروع؟
-
المهام الجديدة/ تحدي الذات
يمكن أن تشعر بالتوتر الشديد بسبب العمل؛ بحيث تبدأ في فقدان شغفك به. من ناحية أخرى يمكن أن يصبح العمل روتينيًا للغاية ولا تجده ممتعًا. المفتاح إذًا هو إيجاد التوازن الصحيح، فهذا التوازن هو كلمة السر في استعادة الشغف تجاه عملك.
وكما قال عالم النفس الإيجابي Mihaly Csikszentmihalyi فإن الحالة الذهنية المثلى يمكن بلوغها عندما يكون التحدي مناسبًا تمامًا؛ ليس صعبًا جدًا ولا سهلًا للغاية. تُعرف هذه الحالة الذهنية أيضًا باسم “التدفق”، عندما يمكن للمرء أن يركز ويستمتع تمامًا بالمهمة الموكلة إليه.
وفي كثير من الأحيان يشعر الناس بالتعب مما يفعلونه لأنهم يستمرون في فعل الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا. أنت تدرك أنك تمر فقط بالحركات وأن عملك يفقد المعنى. يمكنك تحفيز عقلك قليلًا بمجرد الابتعاد عن هذا الروتين لاستكشاف وتجربة طرق مختلفة لأداء وظيفتك.
حاول التفكير في كيفية تحسين مجالات معينة من عملك أو حتى مؤسستك ومعرفة ما إذا كان يمكنك استعادة الشغف تجاه عملك.
وحاول أن تطلب من رئيسك في العمل مشاريع ومهامًا جديدة أو ابحث عنها بنفسك إذا كنت تعمل بمفردك، ولا يجب أن تدع الخوف من النجاح يعيقك عن مواجهة تحديات جديدة. في كثير من الأحيان لا تضطر حتى إلى الانتظار حتى تكملها لتشعر بالرضا؛ أي أنك ستشعر بالأثر الإيجابي بمجرد البدء في تحدٍ جديد.
اقرأ أيضًا: أبرز 15 نصيحة لرواد الأعمال من المشاهير.. كنوز ريادية
-
الاستعانة بالمحفزات
إذا كنت تسعى إلى استعادة الشغف تجاه عملك ففكر مرة أخرى عندما كان لديك حماس كبير في العمل، ماذا كان يحدث في ذلك الوقت؟ ماذا عن العمل الذي أعطاك الطاقة؟
اكتب، كما توصي المحفزة كاثي لوكوود؛ قائمة بالأشياء التي أحببتها في دورك الوظيفي، وحدد ما الذي تغير. اختر بعض الأشياء من قائمة الأشياء التي تمدك بالطاقة وأنشئ أنشطة عالية الطاقة في يومك. قد لا تزال هذه الأنشطة موجودة؛ أنت فقط بحاجة لإعادة النظر فيها.
-
الإلهام من خلال التعلم
تتطلب استعادة الشغف تجاه عملك إنشاء خطة عمل تعليمية قد لا تقدمها وظيفتك؛ فالإلهام القليل أو المنعدم تقريبًا يشير إلى الملل.
يأتي الملل من الداخل؛ لذا ابحث عن طرق لتثقيف نفسك؛ خذ دروسًا عبر الإنترنت وأنشئ خطة تعليمية بنفسك وخارج ساعات العمل. دفع نفسك لاكتساب مهارات جديدة يعني أنك ستكتسب منظورًا جديدًا.
-
الارتباط بثقافة الشركة
أحد العوامل الدافعة للأفراد للشعور بالرضا في العمل هو ارتباطهم بثقافة الشركة، إذا شعرت بانفصال أو عدم “التوافق” مع المنظمة فقد يكون من الصعب أن تظل متحمسًا.
تستلزم استعادة الشغف تجاه عملك التواصل مع الآخرين، وتحدي نفسك لإجراء اتصال جديد كل أسبوع، من المفيد أن تتطوع في بعض المناسبات بالعمل، وخصص وقتًا للتعرف على شخص ما شخصيًا وتنمية مجتمعك، كل هذه أمور تعينك على استعادة الشغف تجاه عملك.
-
التفويض
هناك طريقة بديلة للتعامل مع الأشياء التي تكره القيام بها وهي تفويضها لأشخاص آخرين في فريقك والذين قد يقومون بعمل أفضل. سيكون هذا أسهل إذا كنت رئيسًا ولديك مرؤوسون للتعامل مع تلك المهام الشاقة والضعيفة مثل النماذج وحفظ الملفات والمسائل الإدارية الأخرى.
إذا كنت تعمل بمفردك أو كمستقل من نوع ما فقد تفكر في تعيين موظفين بدوام جزئي أو موظفين متعاقدين لمساعدتك في إدارة حساباتك.
لاحظ أن تفويض العمل يعني أيضًا أنك تنقل بعض مسؤوليتك إلى أشخاص ربما يكونون أقل دراية بالعمل منك وبالتالي يكونون أكثر عرضة للأخطاء. لكنك ستكون قادرًا على توزيع عبء عملك وتوجيه طاقتك للعمل الذي يهمك أكثر.
اقرأ أيضًا:
3 استراتيجيات يجب عليك تطبيقها كرائد أعمال في عام 2022
بناء الشخصية الريادية.. سبل صُنع القادة
الحلول البديلة للوظائف.. استراتيجيات مهمة تستدعي التفكير
الدروس المستفادة من إيلون ماسك.. هل لديك الاستعداد؟