يعد القطاع السياحي ركيزة أساسية ضمن الركائز التي تعتمد عليها استراتيجية التنويع الاقتصادي في المملكة، خاصة أن السياحة تعمل على زيادة الإيرادات وتنويع مصادر الدخل، أبرزها آخر إنجازات المملكة في تحقيق رقم قياسي جديد في إنفاق الزوار القادمين من الخارج، خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2023م، بنسبة نمو بلغت 72 % على أساس سنوي.
ووفقًا للبنك المركزي السعودي بلغت قيمة إنفاق الزوار الوافدين في عام 2023 نحو 135 مليار ريال بنسبة نمو 42.8% مقارنة بالعام السابق له، وحقق هذا الرقم فائضًا في بيانات بند السفر بميزان المدفوعات؛ حيث قُدر الفائض حتى نهاية الربع الثالث من 2023م بحوالي 37.8 مليار ريال وبنسبة نمو بلغت 72% مقارنة بالفائض في 2022م للفترة نفسها.
زيادة الإنفاق السياحي
وفي هذا الصدد قال قاسم العلي، الخبير الاقتصادي والمستشار المالي، إن القطاع السياحي يشهد نموًا ويؤثر إيجابيًا بشكل كبير في الاقتصاد السعودي، مشيرًا إلى أن زيادة إنفاق الزوار الأجانب يسهم في تنمية الإيرادات السياحية وتنويع مصادر الدخل.
ولفت “العلي” في تصريحات لـ “رواد الأعمال” إلى أن الزيادة الملحوظة في الإنفاق السياحي تعكس الجهود الرامية لتعزيز التنوع الاقتصادي بالمملكة، وتحفيز الاستثمار في كل القطاعات وأبرزها غير النفطية.
وتابع: “المملكة تستهدف التركيز على تحسين البنية التحتية وتقديم خدمات عالية الجودة للزوار؛ ما يعكس التزام الحكومة بجعل المملكة وجهة سياحية متميزة، مشيرًا إلى أن الانجاز التاريخي الذي حققته المملكة يدعم النشاط الاقتصادي ويوفر فرص عمل جديدة في القطاع السياحي والقطاعات المرتبطة به مثل: الفنادق والمطاعم والتجارة والنقل”.
وبحسب الخبير الاقتصادي فإن الاستثمار في التطوير السياحي والبنية التحتية يزيد من الجاذبية السياحية للمملكة على المدى الطويل، مؤكدًا أن السعودية شهدت نموًا ملحوظًا في قطاع السياحة خلال الأعوام الأخيرة؛ ما أدى إلى تحقيق أرقام قياسية جديدة وتحسين ملموس في الأداء الاقتصادي.
150 مليون زائر داخليًا وخارجيًا
ووفقًا لـ “قاسم” يتجلى تأثير النمو الكبير للسياحة في تحفيز القطاعات المرتبطة مثل الفنادق والمطاعم والتسوق وخدمات النقل، كما يشكل الإنفاق الزائد في هذه القطاعات دافعًا إضافيًا للنمو الاقتصادي وإتاحة فرص عمل جديدة.
وعن التوقعات برفع النمو السريع في قطاع السياحة للناتج المحلي الإجمالي للمملكة قال: “القطاع السياحي يستهدف الوصول إلى 150 مليون زائر داخليًا وخارجيًا بحلول عام 2030، واتجاه الحكومة إلى الاستثمار في تحسين البنية التحتية وتوفير خدمات عالية الجودة للزوار؛ بهدف تعزيز الجاذبية السياحية للمملكة”.
أسرع الوجهات السياحية نموًا
أوضح “العلي” أن الرقم القياسي الجديد الذي حققته المملكة في السياحة يشكل إشارة إيجابية للتطور الاقتصادي والاستثمار في القطاعات غير النفطية، خصوصًا أن السعودية جاءت في المركز الثاني ضمن أسرع الوجهات السياحية نموًا في العالم.
ومن ناحية أخرى قال أحمد بن عقيل الخطيب، وزير السياحة، في تصريحات سابقة، إن الفترة القادمة سوف تشهد استمرار الاستثمار في قطاع السياحة، بما في ذلك تطوير المزيد من المعالم السياحية وتحسين البنية التحتية لاستقطاب المزيد من الزوار؛ لتعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة، منوهًا بأن المملكة تعتزم استثمار 800 مليار دولار في العديد من المدن والوجهات السياحية الكبرى خلال الأعوام العشرة المقبلة وفقًا لرؤية 2030.
المعدل العالمي للتعافي
وبحسب “الخطيب” بلغت نسبة التعافي في أعداد السياح الوافدين للمملكة 156% عام 2023م مقارنةً بعام 2019م، في حين بلغت نسبة التعافي في المنطقة 122%، بينما وصل المعدل العالمي للتعافي عام 2023 إلى 88% من مستويات ما قبل الوباء، موضحًا أن نسبة مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي بدول مجلس التعاون بلغت نحو 7.8% خلال عام 2022.
اقرأ أيضًا:
حوار| أستاذ المناخ “عبد الله المسند”: العواصف الغبارية أبرز ظاهرة جوية تؤثر في طقس السعودية
المصوّرة أماني القحطاني: حصلت على 1290 جائزة عالمية.. وعلى المصوّر التعامل بحذر مع التكنولوجيا