يمتلك بعض المنظمات فرقًا من أفضل الخبراء والموظفين المجتهدين تعمل وفق استراتيجيات متميزة، ومع ذلك فإن قدرتها التنافسية تبقى ضعيفة، بالمقابل هناك فرق عمل أخرى بإمكانيات أقل ولكنها تستطيع تحقيق أهدافها السنوية وتسليم مشاريعها في الوقت المحدد.
ويمكن السر في الرئيس التنفيذي؛ فهو الشخص المسؤول في نهاية المطاف عن نجاح الشركة، وتتمثل مهمته في تطوير الاستراتيجية ونشر الموارد لتحقيقها.
المدير التنفيذي الناجح
يطلق لقب المدير التنفيذي على الشخص الذي يتولى منصب المدير الأعلى في المؤسسة أو الشركة؛ حيث يتولى وضع الخطط وتنسيق وتنظيم ومتابعة جميع الأمور المتعلقة بإدارة الشركة.
وهو يدير ويخطط لجميع الأعمال المتعلقة بالعمل ويساهم في وضع السياسة الخاصة بالمؤسسة؛ ويستعرض جميع التقارير التي ترد إلى قسم الإدارة ويبحث كل المشكلات التي تنشأ ويقدم لها حلولًا، كما يراقب ويشرف على جميع الموظفين.
يمكن القول إن الرئيس التنفيذي لديه إمكانات أكبر للتأثير من أي شخص آخر في الشركة؛ لذا يُكَلف بتشكيل استراتيجيات الشركة ومن ثم تنظيم الموارد لتنفيذها.
وما يتحكم فيه الرئيس التنفيذي يمثل عادةً 45 % من إجمالي أداء الشركة.
دراسة ماكنزي
تشهد الصناعات تحولًا بوتيرة لم نشهدها من قبل، ويحتاج قادة الأعمال إلى التنبؤ بهذه التغييرات والاستجابة لها من خلال اتخاذ قرارات أسرع من أي وقت مضى، ووفقًا لدراسة أجرتها شركة “ماكنزي” فإن ثلاثة فقط من كل خمسة رؤساء تنفيذيين معينين حديثًا يرقون إلى مستوى توقعات الأداء خلال أول 18 شهرًا من العمل.
يُعَدُّ نموذج ماكنزي “McKinsey 7-S” أحد أكثر النماذج فعالية في تحليل أداء الشركات وقدرتها على تحقيق الأهداف المرجوة، وطور هذا النموذج في أوائل الثمانينيات المستشاران في شركة ماكنزي توم بيترز وروبرت ووترمان.
يعتمد هذا النموذج على تحليل 7 عناصر أساسية يجب أن تتوفر في أي منظمة، ولا يمكن لأي شركة أن تحقق النجاح إلا إذا كانت جميع هذه العناصر متناغمة مع بعضها البعض.
يمكن الاستفادة من تطبيق هذا النموذج في تحسين أداء الشركة، ودراسة التأثيرات المحتملة للتغيرات المستقبلية داخلها، وتحقيق التناغم بين الأقسام المختلفة، وتحديد أفضل الطرق لتنفيذ الاستراتيجيات المقترحة.
ينقسم نموذج ماكنزي إلى 3 عناصر ملموسة هي: الاستراتيجية والهيكل والأنظمة، و4 عناصر غير ملموسة وهي: القيم المشتركة والمهارات ونمط الإدارة وفريق العمل.
صفات الرئيس التنفيذي الناجح:
تنتقل شركة واحدة فقط من بين كل 12 شركة من متوسطة الأداء إلى شركة ذات أداء أعلى على مدى فترة عشر سنوات، ولكن حتى مع تغير الزمن تظل بعض أساسيات القيادة كما هي.
ووفقًا لعقود من العمل في هذا المجال والرؤى الناتجة فإننا نعلم أنه يُطلب من الرؤساء التنفيذيين دائمًا التعامل مع مجالس الإدارة وإدارة أصحاب المصلحة، وعليهم إدارة أنفسهم بطريقة تحقق التميز المستمر وتحافظ عليه، ويقدم رواد الأعمال أهم صفات الرئيس التنفيذي الناجح.
. الرؤية الاستراتيجية
يمتلك المدير التنفيذي الناجح رؤية استراتيجية قوية تمكنه من تحديد الأهداف الرئيسية وتوجيه الشركة في الاتجاه الصحيح، ويجب عليه أن يكون قادرًا على رؤية المستقبل بوضوح وتوقع التغيرات المستقبلية واستشراف الفرص التجارية.
يضع المدير التنفيذي، استنادًا إلى هذه الرؤية، استراتيجيات مبتكرة ويعمل على توجيه الفريق نحو تحقيق الأهداف المحددة.
. القيادة الاستباقية
يتصف المدير التنفيذي الناجح بصفة الاستباقية، ويجب أن يكون قائدًا متجاوبًا وقادرًا على اتخاذ القرارات الصعبة والمبتكرة في ظل التحديات المستمرة.
ولا بد أن يكون أيضًا قادرًا على التكيف مع التغيرات السريعة في السوق واتخاذ إجراءات استباقية للحفاظ على نجاح الشركة وتحقيق التفوق التنافسي.
. التواصل وبناء العلاقات
يُصنف التواصل الفعال وبناء العلاقات القوية بأنهما مهارتان حاسمتان للمدير التنفيذي، وينبغى على المدير أن يكون قادرًا على التواصل بفاعلية مع فريق العمل والشركاء التجاريين والعملاء، ومن المهم أن يتمتع بمهارات اتصال قوية وقدرة على التأثير وإلهام الآخرين، وبناء علاقات مستدامة ترتكز على الثقة والاحترام والتعاون.
التفكير الإيجابي
يشير مصطلح التفكير الإبداعي نحو مهارة المدير التنفيذي في إنتاج أفكار جديدة ومبتكرة وتحويلها إلى حلول عملية، كما يجب أن يشجع على الابتكار والتجريب وتشجيع الفريق على المشاركة في عملية التفكير الإبداعي، وتطبيق الأفكار الجديدة لتحسين العمليات والمنتجات.
التعامل مع التغيير
يتحقق النجاح بناءً على تمكّن المدير التنفيذي من التعامل مع التغيير؛ فهي إحدى الصفات الحاسمة لتحقيق النجاح، وينبغي أن يكون مستعدًا للتكيف مع التغيرات السريعة في البيئة التجارية واتخاذ إجراءات فعالة للتعامل معها.
وعليه كذلك إدارة المخاطر والتحكم في الضغوط وتعزيز الابتكار وتنفيذ التغييرات اللازمة لضمان استمرارية الشركة والتفوق في سوق المنافسة.
الهدف من لقب رئيس تنفيذي
لا يتجاوز حوالي 30 % من الرؤساء التنفيذيين الحاليين الثلاث سنوات في مناصبهم؛ لأنهم يواجهون تحديات ومسؤوليات كبيرة في هذا الدور، ويحتاجون إلى أن يبدأوا بقوة وفعالية فور توليهم المنصب.
تتمثل أولى خطوات نجاحك كمدير تنفيذي في تقييم دوافعك وتوقعاتك من المنصب، يجب أيضًا أن تسأل نفسك: هل أنا فعلًا أفهم ما هي وظيفة الرئيس التنفيذي؟
إذا كان هدفك هو فقط الحصول على اللقب وليس البقاء فيه لفترة طويلة فتوقع أن يضعف هذا الحماس وحان الوقت للتفكير بجدية، أيضًا لا بد أن تسأل نفسك “هل أنا حقًا أطمح لهذا المنصب لأنني أرغب في أن يتم اختياري تأكيدًا لقدراتي وقيمتي؟”.
مهام المدير التنفيذي
لتحقيق الأهداف العامة للمؤسسة ومتابعة تنفيذها بشكل دوري يقدم المدير التنفيذي تقارير دورية للمدير العام حول تقدم تحقيق الأهداف العامة وتوصية بأي تعديلات أو تحسينات قد تكون ضرورية، ويحرص على التعاون مع باقي الإدارات لتنسيق الجهود وضمان تحقيق الأهداف العامة بأفضل طريقة ممكنة، وتوفير الدعم والتوجيه للموظفين في تنفيذ الأهداف الفرعية وتحقيق النتائج المطلوبة.
يتشارك أيضًا المدير التنفيذي في اتخاذ القرارات الاستراتيجية والتخطيط للمستقبل بالتعاون مع المدير العام وباقي الإدارات، ويمثل المؤسسة في المناسبات والفعاليات الخارجية والتواصل مع الشركاء والعملاء والمجتمع المحلي.
وتتم المراجعة الشاملة لجميع الرواتب والترقيات سنويًا قبل تقديمها إلى المدير العام، من قبل المدير التنفيذي، مع دراسة ومراجعة جميع السجلات والتعليمات والإجراءات والنماذج المتعلقة بنظام الجودة.
ويتخذ المدير التنفيذي جميع القرارات اللازمة التي تمكنه من تنفيذ المهام المكلف بها، مع تمثيل الشركة أمام الآخرين وفي الحفلات والمناسبات والمقابلات الرسمية مع تعويض من مجلس الإدارة.
اقرأ أيضًا:
أهم 5 فوائد لـ «تنظيم الوقت للمدير الجديد»
أفكار مشاريع بعد سن التقاعد.. من حديقة منزلك للمطار نصائح استثمارات لجميع الميزانيات