إدارة المخاطر بفعالية يمثل مفتاح النجاح داخل الشركات الصغيرة والناشئة، إذ تواجه هذه المؤسسات مجموعة متنوعة من المخاطر التي تهدد استمراريتها ونموها.
ويستعرض فريق رواد الأعمال من خلال هذا المقال الاستراتيجيات العملية. التي يمكن للشركات الصغيرة تطبيقها لإدارة مخاطرها بشكل فعال.
ما هي مخاطر الشركات الصغيرة؟
يعرف روبرت ب. ديكي، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة AQ Marketing، مخاطر الشركات الصغيرة، على إنها حدث أو ظرف يمكن أن يؤثر سلبًا على تحقيق أهداف الشركة.
وأشار “ديكي” أن هذه المخاطر يمكن أن تكون داخلية، مثل أخطاء في الإدارة أو نقص في الموارد، أو خارجية، وتشمل التغيرات في الاقتصاد أو المنافسة الشديدة.
مفهوم إدارة المخاطر
عرف ماثيو ديفيس، محامي أعمال ومالك شركة ديفيس للمحاماة التجارية “إدارة المخاطر” في مقاله ” تحديد التهديدات من خلال العصف الذهني”.
وأوضح أنها عملية تحديد وتقييم والاستجابة للمخاطر التي قد تواجه الشركة. الهدف من إدارة المخاطر هو تقليل التأثير السلبي للمخاطر المحتملة وحماية الشركة من الخسائر.
كما لفت “ديفيس” إلى أن إدارة المخاطر هي مجموعة من الإجراءات الاستباقية والوقائية التي تتخذها المنظمات للتعامل مع الأحداث غير المتوقعة التي قد تؤثر سلبًا على تحقيق أهدافها.
كما تشمل هذه الإجراءات تحديد المخاطر، وتقييم احتمالية حدوثها وتأثيرها، ووضع خطط للتصدي لها، وتنفيذها بفعالية. وبشكل مبسط، هي عملية إدارة المخاطر وتقليلها إلى مستوى مقبول.
كيفية تنفيذ استراتيجيات إدارة المخاطر
وتتمثل آلية الوقاية من الاخطار التي من الممكن أن تقع على عاتق الشركات الصغيرة في عددًا من الاستراتيجيات. وفيما يلي أبرز الآليات:
1- تحديد المخاطر
يجب على كل رواد الأعمال استخدام أدوات التحليل والتي على رأسها SWOT، من خلال استعراض نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تواجه الشركة.
كما يجب معرفة المخاطر التي تشكل أكبر تهديد لأهداف هذه المؤسسة، وكذلك تقييم احتمالية حدوث المخاطر وتأثيرها. من خلال تقييم مدى احتمال حدوث كل خطر والتأثير المحتمل له.
2- تقييم المخاطر
ومن الضروري تحديد أولويات المخاطر، عن طريق القيام بترتيبها حسب أهميتها وتأثيرها. وتقدير التكلفة المحتملة لكل خطر، والتكلفة المالية والبشرية المحتملة لكل خطر.
كما يمكن استخدام مصفوفة لتقييم المخاطر بشكل كمي، حيث يتم تقدير كل خطر بناءً على هذه المعايير. وكذلك يجب النظر إلى الزمن عند تحديد الأولويات.
قد تختلف أولويات المخاطر على المدى القصير والطويل. وتشمل المخاطر التي تواجه الشركات الصغيرة عادةً المخاطر المالية، التشغيلية، السوقية، وغيرها.
3- وضع خطط الطوار
يجب أن يقوم مسؤول المخاطر بالشركة بوضع خطط عمل مفصلة لكل خطر رئيسي. واختيار خطط الطوارئ بشكل دوري للتأكد من فعاليتها.
4- الاحتياجات التأمينية
يجب على رواد الأعمال تعيين متخصصين في التقييم للمخاطر التي يمكن تغطيتها بالتأمين. وكذلك مقارنة تلك الخطط لاختيار الأنسب.
حيث أن عالم التأمين معقد ومتشعب، وتوجد أنواع عديدة من التأمينات لكل نوع من المخاطر. فقد يصعب على رائد الأعمال غير المتخصص فهم جميع الخيارات المتاحة وتحديد التغطيات التي يحتاجها بالفعل.
5- التعاون مع الخبراء
استشارة المحامين للحصول على المشورة القانونية، هو أمر واجب داخل أي مؤسسة نظاميه. وكذلك استشارة الخبراء الماليين: استشر لتقييم المخاطر المالية.
يذكر إن الاستعانة بمحامين وخبراء ماليين يعد أمرًا بالغ الأهمية لأي مؤسسة. بغض النظر عن حجمها أو طبيعة عملها. وتعد تلك الاستشارات بمثابة بوصلة توجه المؤسسة نحو اتخاذ القرارات الصحيحة، وتساعدها على تجنب المشاكل القانونية والمالية التي قد تواجهها.
13 استراتيجية لإدارة المخاطر في الشركات الصغيرة
نستعرض دراسة نشرها موقع “بيزنس كانت” مؤخرًا عن استراتيجيات إدارة المخاطر، والتي تبلغ حوالي 13 استراتيجية.
1- التخطيط الاستراتيجي
وضع خطة عمل شاملة تتضمن تحليل SWOT وتحديد الأهداف الاستراتيجية.
كما يهدف هذا التحليل إلى تقييم الوضع الحالي للمؤسسة من الداخل والخارج؛ ما يساعد في تحديد نقاط القوة التي يمكن الاستفادة منها.
بالإضافة إلى ضرورة معرفة نقاط الضعف التي يجب معالجتها، والفرص التي يمكن اغتنامها، والتهديدات التي يجب التصدي لها.
2- التحكم في الجودة
ضمان جودة المنتجات والخدمات المقدمة للحد من المخاطر المرتبطة بالعملاء. إذ أن التحكم في الجودة هو مجموعة من الأنشطة والعمليات التي تهدف إلى ضمان أن المنتجات أو الخدمات التي تقدمها المؤسسة تلبي أو تتجاوز توقعات العملاء.
كما يعد التحكم عملية مستمرة تبدأ من مرحلة التصميم وتستمر طوال دورة حياة المنتج أو الخدمة.
3- إدارة الموردين
تتمثل هذه الاستراتيجية في بناء علاقات قوية مع الموردين لضمان استمرارية الإمدادات.
بينما توضح الدراسة سالفة الذكر، أن إدارة الموردين هي عملية استراتيجية تهدف إلى بناء علاقات قوية وطويلة الأجل مع الموردين. بهدف ضمان استمرارية الإمدادات بجودة عالية وبأسعار تنافسية.
كما تعتبر إدارة الموردين جزءًا لا يتجزأ من سلسلة التوريد، وهي تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة.
4- إدارة المخزون
يجب التحكم في مستويات المخزون لتجنب النقص أو الفائض، حيث أن إدارة المخزون هي عملية ديناميكية تتطلب التوازن بين تلبية احتياجات العملاء وتقليل التكاليف.
ويأتي ذلك من خلال تطبيق نظام إدارة مخزون فعال، يمكن للمؤسسات تحسين كفاءتها التشغيلية وزيادة ربحيتها.
5- إدارة النقد
تكمن استراتيجية إدارة النقد في وضع ميزانية واضحة وإدارة التدفقات النقدية بشكل فعال.
يذكر أن إدارة النقد هي عملية حيوية لنجاح أي مؤسسة. من خلال وضع ميزانية واضحة ومراقبة التدفقات النقدية بشكل فعال، يمكن للمؤسسة ضمان استمراريتها وتحقيق أهدافها المالية.
6- إدارة المخاطر التكنولوجية
تتضمن آلية إدارة المخاطر التكنولوجية في حماية البيانات والأنظمة من الهجمات الإلكترونية.
كما توضح الدراسة أن إدارة المخاطر التكنولوجية هي عملية مستمرة تتطلب التزامًا من جميع المستويات في المؤسسة. من خلال تنفيذ استراتيجية شاملة لإدارة المخاطر، يمكن للمؤسسات حماية أصولها المعلوماتية وضمان استمرارية أعمالها.
7- إدارة المخاطر القانونية
تحتوي هذه الاستراتيجية على ضمان امتثال المؤسسة لكافة القوانين واللوائح ذات الصلة؛ ما يجنبها العقوبات القانونية والمالية.
كما أنها تمثل، تقييم، والسيطرة على المخاطر القانونية التي قد تواجهها المؤسسة. وهذه المخاطر يمكن أن تشمل المخالفات القانونية، الدعاوى القضائية، الخسائر المالية، والتضرر بالسمعة.
8- إدارة المخاطر البيئية
كشفت الدراسة سالفة الذكر أن من أهم سبل إدارة المخاطر، هي الالتزام بالمعايير البيئية وحماية البيئة.
كما تتم إدارة المخاطر البيئية عن طريق تنفيذ استراتيجية شاملة لإدارة المخاطر البيئية، يمكن للمؤسسات المساهمة في حماية البيئة وتحسين سمعتها.
9- إدارة المخاطر السياسية
ويأتي هذا النوع من الاستراتيجيات بمراقبة التغيرات السياسية التي قد تؤثر على الأعمال.
كما يتم تعريف إدارة المخاطر السياسية على أنها عملية حيوية للشركات التي تعمل في بيئة عالمية متغيرة.
بينما جاء ذلك من خلال تنفيذ استراتيجية شاملة لإدارة المخاطر السياسية، يمكن للمؤسسات حماية أعمالها وتحقيق النمو المستدام.
10- التأمين الشامل
تتضمن هذه الآلية الحصول على تغطية تأمينية شاملة لحماية الشركة من الخسائر غير المتوقعة.
يذكر أن التأمين الشامل هو عبارة عن بوليصة تأمين، مصممة لتغطية مجموعة واسعة من المخاطر التي قد تواجهها الشركة.
كما يهدف هذا النوع من التأمين إلى حماية الشركة من الخسائر المالية غير المتوقعة الناتجة عن حوادث أو أحداث غير متوقعة أخرى.
11- بناء فريق قوي
توظيف موظفين مؤهلين ومدربين بشكل جيد، إذ أن بناء فريق عمل متماسك وقوي هو أحد أهم العوامل التي تساهم في نجاح أي مؤسسة. فالفريق القوي هو مجموعة من الأفراد يتمتعون بالمهارات والخبرات المتكاملة، ويعملون معًا لتحقيق أهداف مشتركة.
12- التواصل الفعال
ضرورة التواصل المستمر مع الموظفين والعملاء والشركاء، لتمكين سبل الوقاية من المخاطر.
كما تهدف عملية تبادل المعلومات والأفكار والمشاعر بطريقة واضحة ومباشرة، لتحقيق الفهم المتبادل وتحقيق الأهداف المشتركة. في بيئة العمل.
بينما يعد التواصل الفعال أحد أهم العوامل التي تساهم في زيادة الإنتاجية، وتحسين علاقات العمل، وبناء سمعة إيجابية للمؤسسة.
13- المراجعة المستمرة
يجب مراجعة المخاطر بشكل دوري وتحديث خطط إدارة المخاطر. حيث أنه مع تغير الظروف، قد تظهر مخاطر جديدة لم تكن معروفة سابقًا.
كما تعد المراجعة المستمرة هي عملية حيوية لضمان فعالية نظام إدارة المخاطر. من خلال إجراء المراجعة بشكل دوري، يمكن للمؤسسات تحديد المخاطر الجديدة، تقييم فعالية الإجراءات، وتحسين الأداء.