“ضعف الموقف يصبح ضعفًا في الشخصية.” ألبرت إينشتين
لعلك سمعت بهذه العبارة: ” وظّف على أساس الموقف؛ إذ يمكنك دائمًا أن توفر التدريب لأصحاب المهارات، ثم تختبرهم”، فعادة مايمكن اختبار المهارات التقنية لأي وظيفة. وبمثال بسيط يتعلق بمهارات الطباعة، يمكنك قياس سرعة الكتابة على لوحة المفاتيح للمرشح عن طريق إدارة الاختبار . ورغم ذلك فالموقف هنا مختلف، ولا يمكن قياسه موضوعيًا، ومن الممكن أن يكون السبب في تصنيفه من المهارات الشخصية.
وقد كشف مقال نشرته فوربس عام 2012، بخصوص دراسة أُجريت على 20 ألف معيّن جديد، أنّ 46% منهم فشلوا في غضون 18 شهرًا من فترة التعاقد. ومن أولئك فشل 89% بسبب قضايا تتعلق بالموقف، و 11% فقط بسبب الافتقار إلى المهارات.
وكشفت دراسة أكثر حداثة، أجراها ميلنيوم براندينك عام 2014، أنّ الموقف الإيجابي 84%، كان واحدًا من أهم السمات الثلاث الأولى التي يبحث عنها أصحاب العمل.
” الموقف هو شيء صغير يؤدي إلى اختلافات كبيرة” .. وينستون تشرشيل.
إن الموقف الإيجابي يجعل الأشياء مختلفة، فبفضل استخدم أجهزة EMI ، يقوم العالم برسم الخرائط الموجودة في الدماغ، ورصد التأثيرات السلبية والإيجابية على حد سواء لوظيفة الدماغ. وتشير الأبحاث إلى أنّ الأحداث الإيجابية تساعد الدماغ على تطوير مسارات عصبية جديدة؛ ما يرفع من شأن التعليم، ويجعل الناس ينفتحون على الأفكار والمشاعر الجديدة؛ بينما يقلّل التفكير السلبي من الأداء المعرفي؛ وبالتالي قد يؤدي إلى هبوط في الجهاز المناعي؛ ما يجعل الإنسان عرضة للمرض.
ويسمّي ريتشارد بوياتزيس هذه التأثيرات بـ”نظرية العلاج المعتمد”، ويقول: إما أن نتحرك باتجاه الجاذب الإيجابي المعتمد (PEA)أو باتجاه الجاذب السلبي المعتمد (NEA) . وللأسف ،فإن الجزء القديم من أدمغنا مرتبط بتوقع الخطر ورؤية الأشياء بصورتها السلبية. ومع ذلك، نستطيع من خلال رفع مستوى الوعي لدينا، وإدارة عواطفنا، التحرك بوعي باتجاه الحفاظ على الجاذب الإيجابي المعتمد PEA)).
فلماذا كل هذه الأهمية؟
- تزيد من الطاقة الإنتاجية وتعمل على تحسينها.
- تزيد السعادة في مكان العمل وتدعمها.
- أصبح ينظر إلينا على أننا ودودون؛ ما يساعدنا على بناء علاقات أكثر فعالية في مكان العمل.
- تخلق مساحة تتيح لنا التعامل مع التحديات أوالنكسات بصورة إيجابية؛ أي تؤدي إلى الصمود.
بالتأكيد، نمر بأوقات قد يكون موقفنا فيها سلبيًا، وأخرى يكون فيها إيجابيًا، ولاشك أن لتلك المواقف تأثير كبير على نجاحنا، ليس فقط على صعيد حياتنا المهنية، بل أيضًا على مستوى حياتنا الاجتماعية.
” حياتنا هي ما تصنعه أفكارنا لها” – ماركوس ـأوريليوس”.
وكون أهدافك واضحة بشأن ما تعمل من أجله، قد يعتبر جزءًا هامًا من بناء الموقف الإيجابي وأخلاقيات العمل المثالية، فإن كنت غير متأكد بما تعمل من أجله ، فقد يكون من الصعب، أن تستثمر استثمارًا كاملًا في مشروع أو في تطوير مهاراتك. وإليك بعض الأفكار من المهارات الشخصية العشر التي تحتاجها:
- خذ وقتًا لتوضيح أهدافك الشخصية، سواء كانت تتعلق بالمشاريع المحدّدة، أوبحياتك المهنية.
- حدّد أهدافك بدقة ، ثم ضع الخطط المناسبة لتحقيقها.
- اربط أهدافك بمهامك ومسؤولياتك اليومية؛ وبذلك تجعلها تحت نظرك.
- إذا كنت تعمل مع فريق، فحدّد له أهدافًا واضحة.
- تعرف جيدًا على دور عمل كل عضو في الفريق، وما يعمله الفريق إجمالًا.
- أوجد السبل الكفيلة بالاستمرار لربط المهام الفردية أوالخطوات بالأهداف الشاملة للفريق، وبالأهداف الشخصية للأفراد.
واعلم أن تحقيق هذه النقاط بدقة، يحقق لك النجاح المأمول في أي مسعى من مساعيك.