بعد حصوله على البكالوريوس ثم الدكتوراه، قضي 20 عامًا في العمل الأكاديمي في السعودية والصين، كما عمل في قطاع الاتصالات، والقطاع المصرفي؛ حتى أصبح تنفيذيًا في القطاع التقني وإدارة المعرفة، ولشغفه بالعلاقات الاقتصادية بين السعودية والصين، تولَّى رجل الأعمال؛ فهد العرجاني رئاسة لجنة ريادة الأعمال بمجلس الأعمال السعودي الصيني؛ فكان معه هذا الحوار..
–ما أهم الخدمات التي تقدمها لجنة ريادة الأعمال بالمجلس السعودي الصيني؟
تعتمد ريادة الأعمال بشكل كبير على المعرفة والابتكار؛ لذلك نهتم بنقل المعرفة لرواد الأعمال والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة؛ بتنظيم ورش عمل مع رواد الأعمال الصينيين؛ لزيادة التبادل المعرفي بين بلدين، وتسهيل عمل الشركات الكبرى في التقنية الصينية لتوجيه مبادراتها المجتمعية تجاه الشباب؛ لصقل مهاراتهم التقنية والابتكارية، والتي بطبيعة الحال سترفع الكفاءة الذاتية لشبابنا؛ لنشاهد المزيد من رواد الأعمال يطلقون مشاريعهم.
ريادة الأعمال في المملكة
كيف ترى واقع ريادة الأعمال في المملكة؟
أصبحت رؤية 2030 كالعجلة الضخمة التي تقود خلفها الوعي الوطني بشكل متسارع؛ ما شجع رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة على النمو- ليس محليًا فقط – بل ودوليًا، لتساهم بشكل كبير في ظهور أجيال من الشباب لا يبحثون عن عمل فحسب، بل ويخلقون الوظائف، ويساهمون بشكل مباشر في الناتج المحلي الوطني؛ والذي بطبيعة الحال سيؤثر في المنطقة بشكل عام.
ما أوجه التشابه بين ريادة الأعمال في المملكة والصين؟
أرى أنَّ البيئة المؤسسية في كلا البلدين داعمة بشكل واضح لريادة الأعمال؛ من خلال متابعة رفع جودة قطاع التعليم الذي يُعد البنية الأساسية لبيئة ريادة الأعمال، كما أنَّ الأسواق في كلا البلدين في نمو متسارع، يجذب أصحاب التوجّه الريادي، لإطلاق مشاريعهم التي توائم رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق الصينية.
المبادرة والابتكار
من وجهة نظرك، ما صفات رائد الأعمال الناجح؟
هناك صفات أساسية لرائد الأعمال الناجح؛ كروح المبادرة، والابتكار، والاستعداد للمجازفة ومواجهة المخاطر، خاصةً أن استدامة المشروع تحتاج بخلاف ما سبق إلى تحلي رائد الأعمال بالصبر، والالتزام، وانتهاز فرص النمو، وليس التركيز فقط على هامش الربح الوقتي.
كيف تعزّز الزيارات المتبادلة بين البلدين نمو قطاع ريادة الأعمال؟
تحشد الزيارات الرسمية الجهود في مختلف القطاعات؛ لفتح الأسواق، وتسهيل سياسات دخول الاستثمار المباشر، وتعزيز الثقة المتبادلة بين رواد الأعمال في البلدين، وتسليط الأضواء على القطاعات الحيوية التي توائم توجهات التنمية الشاملة.
خطط التعاون مع الصين
كيف تتوافق خطط التعاون مع الصين مع مستهدفات رؤية 2030؟
من المعلوم أنَّ مبادرة الحزام والطريق ذات طابع إقليمي ودولي مؤثر، وتنشط في أكثر من 100 دولة حول العالم. وقد تجاوزت استثمارات الصين نحو تريليون دولار منذ اعتماد المبادرة في عام 2017م؛ حيث استهدفت قطاعات بنية تحتية، وخدمات لوجستية وصناعية، والاقتصاد الأخضر، وتقليل انبعاثات الكربون، والاقتصاد الدائري.
وكل هذه خطط تتواءم مباشرة مع رؤية المملكة 2030 التي تطمح المملكة من خلالها إلى تعزيز مكانتها الاقتصادية الدولية، في مختلف القطاعات، بما يحقق الاستدامة الاقتصادية الشاملة، واستقرار بيئة الأعمال.
ما أهم الجهود المبذولة لتعزيز دور لجنة ريادة الأعمال بمجلس الأعمال السعودي الصيني؟
جهود المجلس طموحة لتعزيز وتمكين لجنة ريادة الأعمال لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة؛ أهمها تنظيم المنتدى الاقتصادي السعودي الصيني السنوي، الذي سيكون منصة لرواد الأعمال في كلا البلدين، علاوة على توقيع اتفاقيات تسهل بيئة بداية إطلاق المشاريع الناشئة في كلا البلدين، مع التنسيق لإقامة ورش عمل تشمل قطاعات واعدة وديناميكية؛ لخدمة رواد الأعمال في فهم الأسواق المحلية، وآخر مستجداتها ومستقبلها.
كيف يتغلب رواد الأعمال على العقبات التي تواجههم؟
لا تخلو الحياة من التحديات والعقبات، ولكن الإصرار، والمواظبة، والتعلّم من الأخطاء، هي من تقدم لرائد الأعمال وسيلة الوصول. والتحديات اليوم كثيرة جدًا، فالدول التي تنمو بشكل متسارع- كالصين والسعودية- تتغير وتُحدَّث فيها السياسات بشكل مستمر.
وأهم العقبات التي تواجه رواد الأعمال: الاعتماد على الغير في متابعة السياسات والأنظمة، التي قد تجعل رائد الأعمال ضحية لإهماله لها؛ لتصبح مؤثرة سلبيًا على الخطط طويلة المدى في مشروعه الريادي.
بمَ تنصح رواد الأعمال؟
الاستدامة أصبحت اليوم عنصرًا استراتيجيًا تسويقيًا مرتبطًا برائد الأعمال ونجاحه، وأثرها مباشر على أداء المشروع ماليًا وسوقيًا؛ لذا يجب أن يهتم رائد الأعمال بالجانبين البيئي والبشري كاهتمامه بالأرباح؛ لاستمرار نجاح مشروعه ماليًا ومجتمعيًا.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
الدكتور ماجد العظيمان: ريادة الأعمال قفزت بشكل هائل مع التحول الرقمي
الخبيرة التقنية جوانا طلال: استخدام البريد الإلكتروني يحقق عوائد قيمة للشركات بشروط
أروى شفي مديرة مسرعة “تقدّم”: انطلقنا منذ 6 سنوات ويتخرج منها 27 شركة سنويًا
د.علي بن محمد السبهان: توطين 85% من واردات المملكة من الصناعات الغذائية
أحمد العمودي: العلامة التجارية تُعرِّف الجمهور بالمنتج وتعزز ميزاته التنافسية