المسئولية الإجتماعية لم تكن فقط مسئولية الشركة تجاه المجتمع المحيط بها , بل أيضا تمتد المسئولية لتشمل العاملين المتواجدين معك بالشركة , وابسط شئ في مسئوليتك تجاه موظفينك هي كلمة “شكرا لك” , فهي قد تكون كلمة بسيطة جدا ولكنها تحمل الكثير من المعاني للعاملين معك , ولكلمة شكرا لك لها تاريخ وذكري جميلة في نفسي فقد كنت من المتابعين لعمل المارشال جولد سميث منذ صدور كتابه ” What Got You Here Won’t Get You There ” في عام 2007 ، وبعدها أتيحت لي الفرصة للمشاركة في ورشته لمدة يومين في عام 2008. و كانت لدي فرصة أيضًا لتيسير التجربة التي وصفها جولد سميث في مقالته ” محاولة الفعل قبل رد الفعل ” لمرات عديدة، كان آخرها قبل بضعة أسابيع.
في هذه التجربة الأخيرة ، قمت بتوجيه المجموعة لتقول فقط “شكرًا لكم،” لا أكثر ولا أقل، بعد تلقيهم للتغذية قبل استجاباتهم ، ومن ثم الانتقال إلى الشخص التالي، و بعد اكتمال التجربة، سألتهم عما وجدوه أكثر صعوبة في هذه التجربة ، جنبًا إلى جنب مع الأشياء الغريبة ،وكان صعبًا التوصل إلى اقتراح مسألة أو تحدٍ للآخر، فقد ذكرت الأغلبية أنه كان أمرًا بسيطًا أن تقول “شكرًا لك”.
لقد أرادوا أن يضيفوا شيئًا آخر للمحادثة، وفي سياق رحلة تدريبية، كان الجانب المستبعد من هذه التجربة هو الحاجة للتأكد من أننا لا نقع في فخ الرغبة في القيمة المضافة؛ إذ من السهل بالنسبة لمن هم في مناصب قيادية منا أن يقدم الإجابات والحلول، ولكن كمدرب فإن هذا الأمر قابل للتغيير.
وتظهر الدراسات أيضًا أنه في بيئات العمل ؛ حيث تكون نسبة التعليقات الإيجابية إلى التعليقات السلبية أكبر من 3-1 تكون أكثر إنتاجية بكثير مع تحول أقل بكثير؛ لأن قول “شكرًا” فقط يمكن أن يكون لها تأثير كبير على أخلاق وتصرفات موظفينك في الشركة , كما أنها تمثل بالنسبة للإدارة العليا مسئولية إجتماعية كبيرة تجاه العاملين بها , حيث تمثل شفاء إجتماعيا لا مثيل له من أمراض الحقد والغل تجاه الإدارة العليا.
لماذا يكون من الصعب جدًا عليك أن تقول “شكرًا لك” ؟ ، ربما يرجع للإحساس ب “الأنا”. مجرد القول “شكرًا لك” ولا شيء آخر هو مثل القول “ليس لدي ما أضيفه إلى الحديث، وهي ليست جيدة لأنني أريد أن أبين لك كم أنا أعرف”. ويمكن أيضًا أن ينظر إليها، مثلما أشار جولدسميث،على أنها مثل الرد الخانع “أنا مستسلم”.
وهنا جانب آخر من القصة، فقول “شكرًا لك” له تأثير قوي جدًا؛ إذ أظهرت عدة دراسات أن التقدير أمر حاسم لاستبقاء الموظفين وزيادة الإنتاجية. وأكد كل من كوزس و بوسنر (2012) لشركة محاماة ، أنهما أضاعا قيمة كبيرة في السنة الأولى للشركاء؛ لأنهما لم يشعرا بالتقدير من قبل الشركاء”.
هل تعلم أنك إذا بحثت على “جوجل ” عن قول شكرًا لك” فستجد ملايين المواقع حول هذا الموضوع، منها موقع : “كيف تقول شكرًا لك” ، والذي يوفر إرشادات حول كيفية قول “شكرًا لك” بشكل شخصي، عبر الهاتف أو من خلال نص مكتوب. إننا بحاجة فعلية إلى موقع لمساعدة الناس على تعلم كيفية قول شكرًا، ويوضح مدي قيمتها بالنسبة للعاملين بأي مؤسسة , وللأسف نجد أن البعض منا إذا قال “شكرا لك ” ، فإنها غالبًا ما تقال بعد تفكير.
كن على استعداد لإسقاط الأنا الخاصة بك، والاستماع حقًا إلى ما يقوله الآخرون، والتوقف لإضافة تعليقات إضافية (القيمة المضافة) ، وقل “شكرًا لك” عندما يمنحك شخص ما ، فكرة أو أسدى إليك نصيحة، فإذا فعلت ذلك، فستجد أن الناس يقولونها لك لتعود إليك مرة أخري .