دشّن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز؛ أمير منطقة الرياض عن بُعد مساء يوم الاثنين الموافق 2 نوفمبر، حفل انطلاق فعاليات الدورة الخامسة من منتدى أسبار الدولي 2020 التي تعقد بعنوان: “مستقبل المستقبل”، بمشاركة 90 متحدثًا محليًا ودوليًا.
وبدأ حفل منتدى أسبار الدولي فعاليته بعزف السلام الملكي، ثم تليت آيات من القرآن الكريم، عقب ذلك شاهد الحضور فيلمًا وثائقيًا يحكي مسيرة تأسيس مركز أسبار للبحوث والدراسات، كما شاهدوا فيلمًا حول منتدى أسبار الدولي تضمن عرضًا لدوراته الماضية إضافة للدورة الحالية.
من جهته، أكد أمير منطقة الرياض أن المستقبل بالنسبة للمملكة لم يعد حلمًا بعيدًا أو خيارًا صعب التحقيق؛ بل إنه واقع نعيشه اليوم، وهو مسار عمل حددته قيادتنا الرشيدة منذ انطلاق رؤيتها 2030 لخدمة مجتمعنا، وتحقيق طموحات الأجيال للوصول إلى تنمية شاملة ومستدامة.
وأضاف أن منتدى أسبار الدولي تميز من خلال دوراته الماضية بجمع أفضل العقول، وحشد أبرز الخبراء، على مستوى العالم، ضمن القطاعات الاستراتيجية المهمة؛ لطرح الأفكار، واقتراح المبادرات الرائدة عالميًا، لاستكشاف حلول لتحديات المستقبل، وتحويل التحديات إلى فرص تحقق الاستدامة في التنمية، وتدعم التقدم العلمي، وتعزز مكانة المملكة لتكون نقطة جذب للباحثين والعاملين في مجالات استشراف المستقبل العديدة.
بدوره، أوضح الأستاذ بندر الخريف؛ وزير الصناعة والثروة المعدنية أن المملكة من خلال تبنيها لرؤية 2030 اختارت قطاع الصناعة والثروة المعدنية ليكون أحد القطاعات الأساسية لتنويع اقتصادها، مؤكدًا أن المملكة تمتلك مقومات عديدة تمكنها من تطبيق حلول الثورة الصناعية الرابعة على نطاق واسع لتحقيق الاستفادة القصوى منها، ومن تلك المقومات التركيبة السكانية الشابة والمتعودة على استخدام التقنيات الحديثة، والبنية التحتية الرقمية المتطورة.
كلمات مهمة في منتدى أسبار الدولي الافتراضي
على جانب آخر، رحب الدكتور فهد العرابي الحارثي؛ رئيس مجلس إدارة منتدى أسبار الدولي، بسمو أمير منطقة الرياض، مقدمًا شكره على رعايته وتدشينه للمنتدى، كما رحب بأصحاب المعالي والسعادة والضيوف.
وأوضح الحارثي أن رسالة منتدى أسبار الدولي في دورته الخامسة التي تحمل عنوان: “مستقبل المستقبل” تستهدف أن يدرك الشباب أن مضمار السباق لعقولهم الفذة سيكون المستقبل ببشائره وتحدياته المختلفة، لافتًا إلى أن هذه الدورة التي تأتي استمرارًا للنجاح الذي حقّقه المنتدى في دوراته الماضية، تعقد للمرة الأولى افتراضيًا؛ تماشيًا مع ما تشهده المملكة والعالم أجمع من تحديات جراء تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19”.
وتقدم رئيس مجلس إدارة منتدى أسبار الدولي باسم كل من ساهم في إنجاز هذا العمل، بالشكر الجزيل والعرفان الصادق المخلص إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وإلى سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان _ حفظهما الله _ على ما يوليانه لهذه البلاد وأهلها من اهتمام ورعاية وحرص وعلى ما يقومان به من جهود تهدف إلى خدمة أمتهما بل والإنسانية جمعاء.
من ناحيته، أشاد الدكتور عبد الله دحلان؛ رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا المنتدى باختيار موضوع “مستقبل المستقبل” في منتدى أسبار الدولي الذي يتماشى مع توجيهات قيادة المملكة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسموه ولي عهده الأمين اللذين رسما مستقبل المملكة بوضع خطط تسابق الزمان للتطور والتطوير في مختلف المجالات.
وأكد أن أفضل الطرق لاستشراف المستقبل هي أن يخترعه الإنسان بنفسه، داعيًا الجميع للمشاركة في صناعة المستقبل وترك السلبية القائمة على انتظار ما ستأتي به الأيام، ثم انتظار كيفية التعامل معها.
فيما قال الدكتور طلال أبو غزالة؛ رئيس ومؤسس مجموعة طلال أبو غزالة العالمية إن المملكة بدأت مستقبلًا جديدًا يفخر به في العاصمة السعودية عام 1974م من قصر إمارة الرياض عندما تشرف بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حينما كان أميرًا للرياض الذي وجه _حفظه الله_ بتدشين مكتبنا في الرياض وهو اليوم من بين أكبر مكاتب الشركة العالمية المئة في العالم.
وأوضح أبو غزالة أنه تشرف في العام 2001 برئاسة الشبكة العربية الإقليمية لفريق الأمم المتحدة لتقنية المعلومات والاتصالات، مضيفًا أنه حينما تم اختياره لذلك المنصب أدرك أنه يتجه إلى عالم جديد شارك في صياغة مستقبله، مؤكدًا أن المستقبل يعتبر متحركًا متطورًا ومستمرًا، ويصنعه التقدم التقني المستمر الذي لا يسير إلا إلى الأمام، كما أن كل اختراع جديد تنتج عنه عدة تقنيات أكثر تقدمًا؛ فالثورة الزراعية تبعتها ثورة صناعية ثم ثورة معلوماتية وصولًا إلى الثورة المعرفية الرابعة التي نشهدها اليوم والتي مهدت الطريق لتغييرات جذرية في الطريقة التي نعيش بها، موضحًا أن أبرز ما قدمته لنا تلك الثورة حتى الآن، الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والطابعات الثلاثية، والروبوتات وتقنية النانو وتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز.
في حين تحدث الأستاذ الدكتور فاروق الباز؛ العالم العربي المعروف عن التجربة الناجحة التي شارك فيها وهي وصول الإنسان إلى القمر لأول مرة من خلال رحلة “أبولو”، مشيرًا إلى أن عدة عوامل أدت إلى نجاح هذا البرنامج، مثل اختيار أفضل المتخصصين، تحديد وقت محدد لكل عملية، وحسن اختيار القادة، الاعتماد الكلى على الشباب، لامتلاكهم الطاقة والرغبة والقدرة على إثبات الذات وتحقيق النجاح والقدرة على تحمل ساعات العمل الطويلة؛ وهي مقومات تساهم في نجاح أي مشروع جديد.
فعاليات منتدى أسبار الدولي
وانطلقت فعاليات المنتدى بإقامة جلسة نقاشية تحت عنوان “تقنيات المستقبل: تنبؤات لعالمنا في عام 2050” أدارها الدكتور محمد بن عطية الحارثي؛ أستاذ التعليم الإلكتروني بجامعة الملك سعود، وشارك فيها الأستاذ محمد المخلفي؛ الوكيل المساعد للأنظمة وتطوير الأعمال بوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والسيد باسيرو عبدول؛ المنسق والعضو المنتدب chez Diamniadio IT Park والبروفيسور سليم علويني؛ المتخصص في علوم وهندسة الحاسوب والكهرباء والرياضيات والدكتورة رانيا باعشيرة؛ رئيس قسم هندسة البرمجيات جامعة الاعمال والتكنولوجيا.
وسلطت الجلسة الضوء على تجربة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في بناء نموذج قياس إنتاجية العاملين عن بُعد، ومراكز التقنية (تجربة مشروع IT Park)، كما تناولت نماذج لبعض المدن والمجتمعات المستقبلية شديدة الارتباط، وكيف تعمل تقنية Nanobot على ربط أدمغتنا مباشرة مع السحابة المعلوماتية.
من جهة أخرى، قدمت السيدة تيريزا مارتن ريتورتيلو روبيو؛ الرئيس التنفيذي للسلطة التنفيذية التعليم بجامعة Business IE الإسبانية، دروسُا متقدمة بعنوان “ما وراء إعادة تشكيل المهارات وبناء المرونة لمواجهة تحديات مستقبلية غير معروفة”.
اقرأ أيضًا:
غرفة أبها تبرم اتفاقية لتوطين الوظائف الإدارية بعسير
“كاوست” تطلق برنامجًا لخدمات الابتكار للمنشآت الصغيرة والمتوسطة
غرفة المدينة المنورة تعلن عن عدد من الوظائف الشاغرة