ليس من قبيل المبالغة في القول إن العمل الجماعي يلعب دورًا مُهمًا -إن لم يكن أساسيًا- في نجاح الشركات أو المنظمات، خاصة في عالم اليوم الرقمي للغاية، وفي خضم ذلك تُشير مُعظم الدراسات الأوروبية إلى أن المؤسسات التي تُركز على العمل الجماعي تبتكر بشكل أسرع، وترى الأخطاء بشكلٍ أفضل، وتجد حلولًا مُناسبة لكل المشكلات، وتحقق إنتاجية أعلى.
في بيئات عمل متطورة بامتياز عادة ما يبني العمل الجماعي علاقات قوية مع الموظفين لأنه كلما زاد عدد الموظفين الذين يعملون بالقرب من بعضهم البعض كانت هناك فرص حقيقية لتعزيز الترابط وتقوية العلاقات مع بعضهم البعض.
وعندما يعملون معًا لفترة طويلة من الزمن يُصبح الفريق بشكل طبيعي أكثر تعاونًا، وهذا يؤدي بلا أدنى شك إلى بيئة عمل أكثر إمتاعًا للجميع، وكما هو مؤكد أيضًا تؤدي بيئة العمل الممتعة إلى إنتاجية أعلى، وهذا يُساعد المؤسسات في تحقيق أهدافها بسرعة.
اقرأ أيضًا: الالتزام بجدول العمل.. كيف يكون؟
العمل الجماعي في الشركات
بغض النظر عن كيفية عمل فريقك -عن بُعد أو بمساحات عمل مشتركة أو مكتب- لا يُمكن بأي حال من الأحوال التقليل من أهمية العمل الجماعي، ونظرًا لأن مُعظم الأوقات يكون فيها عبء العمل ضخمًا أو معقدًا فإنه يُمكن لأعضاء الفريق بسهولة تقسيمه بناءً على عدد الأعضاء ونقاط قوتهم؛ من أجل إكماله بشكل صحيح وبالطريقة التي تُعزز من فرص النجاح وأيضًا المنافسة.
بحسب دراسة أجراها باحثون في جامعة “أوهايو” الأمريكية مؤخرًا فإن الموظفين الذين يعملون كفريق واحد ينجزون المهام بشكل أسرع وأكثر كفاءة من أولئك الذين يعملون بشكل فردي، والعمل كذلك كفريق في مهام مختلفة يُقلل الأعباء من خلال مشاركة الأفكار والمسؤوليات.
وفي كثير من الأحيان يتعرض الموظفون، خاصة مندوبي المبيعات، للكثير من الضغط لتحقيق أهداف المبيعات في نطاق زمني أقصر، ولكن مع العمل الجماعي يُمكن أن يكون هذا الأمر سهلًا؛ لأنه يمكّن فريقك من مشاركة الأفكار والمسؤوليات.
تأثير العمل الجماعي في الشركات
ويوضح موقع “رواد الأعمال” في السطور التالية تأثير العمل الجماعي في الشركات، وذلك على النحو التالي:
العمل الجماعي يزيد الإنتاجية
من الناحية المثالية فإن ثقافة العمل الجماعي تعتمد في الأساس على تقاسم عبء العمل بين أعضاء الفريق ذوي المهارات والخبرات المختلفة؛ إذ يجمع الأعضاء قوتهم معًا لأداء أفضل وفي إطار زمني أقصر، ولا شك أن أسلوب حل المشكلات يختلف باختلاف الأشخاص؛ فالفريق الذي يتسم بالعمل الجماعي دائمًا ما يولّد أفكارًا وحلولًا جديدة من شأنها أن تكون بعيدة عن متناول أي فرد.
زيادة الإبداع
دائمًا ما يجمع العمل الجماعي أفرادًا لديهم إمكانية الوصول إلى تجارب مختلفة؛ ما يوفر أرضية خصبة جدًا للعصف الذهني وحل المشكلات بشكل إبداعي، كما يُمكن أن يُتيح العمل الجماعي للموظفين المساعدة في التغلب على العقبات وتقديم حلول إبداعية للمشكلات.
اقرأ أيضًا: التغلب على التسويف.. خطوات مجربة
يحسن توليد الأفكار
عندما يعمل فريقك سويًا على المشروع فإن ذلك يزيد الحماس بينهم، كما يشجع الجو الأكثر إيجابية وحرية التدفق الجميع على المشاركة في المناقشة من خلال طرح المزيد من الأفكار، وبمرور الوقت سوف يشعر أعضاء فريقك براحة أكبر مع بعضهم البعض وسيبذلون المزيد من الجهد في عملية توليد الأفكار.
يوسع الآفاق
بطبيعة الحال يُساعد العمل الجماعي في توسيع آفاقك من خلال التفاعلات المناسبة للعمل، فعندما تعمل ضمن فريق يتم وضعك في مواقف مختلفة تقدم منظورًا جديدًا، ومن خلال مناقشاتك الطويلة ستبدأ في ملاحظة تفرد كل عضو في الفريق، وهو ما قد يقنعك بفعل الأشياء بشكل مختلف، فكلما لاحظت فريقك زاد نموك.
يركز على نقاط القوة
يتعين على الموظفين الذين يميلون إلى العمل بمفردهم ارتداء قبعات متعددة لإكمال المشروع، ومع ذلك قد تستغرق بعض أجزاء المشروع وقتًا أطول من البعض الآخر، إما بسبب عدم ارتياحهم لأداء هذا الدور أو عدم امتلاكهم الخبرة الكافية.
في الفريق يتمتع الموظفون بحرية اختيار أي جزء من المشروع يريدون إكماله، وهو ما يقلل من ضغوط العمل عليهم.
يجعل العمل ممتعًا
قد يكون تعزيز العلاقات في مكان العمل أمرًا صعبًا في بعض الأحيان، خاصةً كموظف جديد؛ لكن العمل في فريق يعزز المرح والفكاهة والصداقة والسلوك الإيجابي، كما تشجع وجبات غداء وأنشطة بناء الفريق على توفير مكان عمل ديناميكي.
اقرأ أيضًا:
أسرار النجاح.. استراتيجيات مهمة للتألق
كيف ينجح مدير الموارد البشرية؟.. طُرق فعالة
التعامل مع الزميل الكاذب.. كيف يكون؟
المنافسة الشريفة في العمل.. أهم المزايا
تنظيم وقت الموظف.. أدوات مُهمة لزيادة الإنتاجية



