الطاقة المتجددة واحدة من القضايا الجوهرية في السعودية؛ حيث عملت رؤية المملكة 2030 على إرساء عدة مفاهيم جديدة، مثل الطاقة النظيفة، واستدامة الطاقة، والعمل على تنويع مصادر الاقتصاد السعودي، كما تسعى الرؤية، كذلك، إلى فتح شتى الآفاق والمجالات، بما فيها الاستثمار في الطاقة المتجددة، أمام الاقتصاد السعودي.
ويهدف البرنامج الوطني للطاقة المتجددة كذلك إلى الزيادة المستدامة لحصة الطاقة المتجددة من إجمالي مصادر الطاقة في المملكة؛ للوصول إلى 3.45 جيجا وات بحلول عام 2020؛ أي ما يعادل 4% من إجمالي إنتاج المملكة من الطاقة، و9.5 جيجا وات بحلول عام 2023؛ أي ما يعادل 10% من إجمالي إنتاج المملكة من الطاقة.
وتستهدف المملكة، بحلول 2030، إنتاج 200 جيجا وات من الكهرباء من الطاقة الضوئية الشمسية، ومن المرجّح أن تتمكن من ذلك؛ نظرًا لوجود تمويلات استثمارية، بالإضافة إلى توافر المادة الأولية الخام على أراضيها، فهي لا تتمتع باحتياطيات هائلة من النفط فحسب، وإنما موارد أخرى من الطاقة، بما في ذلك طاقة الرياح، وهو الأمر الذي يعني أن الفرصة مواتية للمضي في مشاريع الطاقة الشمسية مهما بلغ حجمها.
اقرأ أيضًا: جامعة أم القرى تُطلق المؤتمر الدولي الأول «مكة في قلب العلوم».. تفاصيل
الطاقة المتجددة في نيوم
سلط جناح المملكة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP26 الضوء على مشروعي الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين في مدينة نيوم، وذلك خلال محاضرة بعنوان “تصميم نظام طاقة متجددة بنسبة 100 % من العدم – مرحبًا نيوم”، والتي حضرها حشد من المهتمين وزوار الجناح.
وتناولت المحاضرة التقنيات الصديقة للبيئة والرائدة التي سيتم استخدامها في مشروع نيوم، والتي تستهدف أن تكون المدينة الوجهة الأولى في العالم بالاعتماد على الطاقة المتجددة بشكل كامل، وأحد أبرز المصدرين للطاقة النظيفة عالميًا.
ويأتي مشروع نيوم في إطار التطلعات الطموحة لرؤية المملكة 2030 بتحول السعودية إلى نموذجٍ عالمي رائد؛ من خلال التركيز على توطين سلاسل القيمة في الصناعات والتقنية، مثل المشروعات التي تعتزم شركة نيوم إنشاءها لاستثمار مزيج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح؛ بهدف جعلها منطقة رائدة في العالم تعتمد على الطاقة المتجددة بشكل كامل.
وقدمت خلال المحاضرة تفاصيل عن مراحل تصميم المشروع شملت توليد الطاقة النظيفة وتسويقها، وتحقيق التوازن والتكامل مع النظم التقليدية، بما في ذلك تحديد الأسعار وقيمة المنتج النظيف، وعمليات التوزيع والبيع، إضافة إلى تطوير وإجازة اللوائح والقوانين المنظمة للمجال.
وركزّت المحاضرة على شرح مشروع الهيدروجين، الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم، وتكمن أهميته في اتساقه مع جهود نيوم لتحقيق الريادة في إنتاج الهيدروجين الأخضر والوقود الأخضر عالميًا، ليكون نقطة محورية في رحلة نيوم حتى تصبح الوجهة الأهم عالميًا في تقديم الحلول المستدامة بطريقة تجذب المستثمرين وأفضل العقول من جميع دول العالم.
وتطرقت المحاضرة أيضًا إلى توقيع شركة نيوم اتفاقًا مع شركتي “إير بروداكتس” و”أكوا باور” بقيمة خمسة مليارات دولار لبناء منشأة في منطقة نيوم لإنتاج الهيدروجين بطريقة صديقة للبيئة، وتصديره إلى السوق العالمية؛ بغرض توفير حلول مستدامة لقطاع النقل العالمي ولمواجهة تحديات التغير المناخي؛ من خلال حلول عملية لتخفيض الانبعاثات الكربونية.
اقرأ أيضًا: عصام الدميني: موسم الرياض يوفر العديد من الفرص لرواد الأعمال
أهداف مشروع نيوم
وإذا كنا نتحدث عن الطاقة المتجددة والأهمية المحورية التي ينطوي عليها مشروع نيوم فأولى بنا أن نقف على أهداف هذا المشروع وغاياته، تلك التي نشير إليها على النحو التالي..
- بناء منظومة مبتكرة خالية من الكربون بدعم من شبكات الطاقة المحلية:
ستبني نيوم شبكات من الطاقة المتجددة قائمة بذاتها وبتكلفة منخفضة؛ حيث ستكون مدمجة بانسجام ومتكاملة مع التصميم المعماري المذهل لمجتمعات نيوم.
وسيتمكن السكان من إعادة الطاقة الفائضة من التوليد إلى الشبكة المحلية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يضمن تدويرًا مستدامًا للطاقة.
- إنشاء المزيج الأمثل للطاقة بتكلفة أقل من متوسط السعر العالمي:
ستزوّد نيوم جميع القطاعات والأعمال والسكان فيها _على حدٍ سواء_ بطاقةٍ نظيفة منخفضة التكلفة، تمدّها أشعة الشمس والرياح الحرارية بأدنى حد ممكن من الانبعاثات وبأعلى مستويات الموثوقية والاعتمادية.
- استثمار في الهيدروجين الأخضر يرسم حدودًا جديدة للطاقة النظيفة:
لن تكتفي أشعة الشمس والرياح بإمداد طاقة مستدامة فحسب، بل ستوفر كذلك مجموعة فريدة من الظروف المواتية لتطوير تقنيات نظيفة جديدة مثل الهيدروجين الأخضر، الذي يُعد أكبر محرك لمستقبل الجهود العالمية للتخلص من الكربون.
- ريادة التطوير والأبحاث والابتكار في الطاقة المتجددة:
ستقود نيوم العالم في مجال قطاعات الطاقة المتجددة والنظيفة ذات الاستهلاك المرتفع؛ من خلال بيئة تتبنى الابتكار وتعزّز النمو؛ ما يوفر مثالًا نموذجيًا بمعايير جديدة للتعامل مع الطاقة والاستفادة المثلى منها تجاريًا.
اقرأ أيضًا:
- سفر عياد: موسم الرياض من أهم الفرص الاستثمارية لرواد الأعمال
- منتدى الأعمال السعودي الإستوني وتعزيز نمو ريادة الأعمال
- ولي العهد: استثمارات الحزمة الأولى من «مبادرة السعودية الخضراء» تمثل 700 مليار ريال
- استراتيجية تحقيق أهداف رؤية 2030 والتنمية المستدامة
- الاستراتيجية الوطنية للاستثمار وتعزيز النمو الاقتصادي