اتخاذ القرارات من أهم مهام الإدارة لدى رواد الأعمال؛ إذ يلعب المدير دورًا حاسمًا في خدمة قراره، حيث يعتمد نمو المنظمة أو فشلها على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب.
كل قرار إداري؛ مثل: “التخطيط والتنظيم والتوظيف والتوجيه”، كلها أجزاء من عملية اتخاذ القرار، والقرار هو عملية يتم اختيارها بوعي من بين مجموعة من الخيارات المرغوبة لتحقيق النتيجة.
وهناك أنواع مختلفة من القرارات يتعين على المديرين أو غير المديرين اتخاذها في مرحلة ما لتحقيق أهداف مؤسستهم. يتم تصنيف هذه القرارات بشكل أكبر.
أنواع اتخاذ القرار في المؤسسة
يتطلب العمل في مجال الأعمال الاجتماعية اليوم مهارات وقدرات خاصة. إذ يتعين على الممارسين أن يكونوا مستعدين لمواجهة التحديات المتزايدة وتطوير حلول مبتكرة للمشكلات الاجتماعية.
1- القرارات المبرمجة والغير مبرمجة
القرارات المبرمجة هي قرارات روتينية ومتكررة بطبيعتها، وتتعامل هذه القرارات مع مشاكل شائعة ومتكررة الحدوث في المنظمة مثل سلوك الشراء لدى المستهلكين، ومنح أنواع مختلفة من الإجازات للموظفين، وقرارات الشراء، وزيادة الرواتب، وما إلى ذلك.
إن القرارات غير المبرمجة ليست قرارات روتينية أو شائعة بطبيعتها. وهي تتعلق بمواقف استثنائية لا يتم فيها تحديد المبادئ التوجيهية أو الإدارة الروتينية.
وعلى سبيل المثال، المشاكل الناشئة عن انخفاض حصة السوق، وزيادة المنافسة في بيئة الأعمال. وتندرج غالبية القرارات التي يتخذها المديرون ضمن هذه الفئة غير المبرمجة.
2- القرارات التشغيلية والاستراتيجية
القرارات التشغيلية هي مجرد سير العمل الطبيعي للمنظمة. لا تتطلب هذه القرارات الكثير من الوقت وتستغرق وقتًا أقصر مقارنة بالقرارات الأخرى المتخذة.
ويتم تفويض قدر كبير من المسؤوليات إلى المرؤوسين. القرار الرئيسي هو خلق الانسجام في المنظمة ومعرفة ما إذا كانت الإدارة مناسبة أم لا.
وتشمل القرارات الاستراتيجية جميع القضايا والمشكلات الحالية. والفكرة الرئيسية هي تحقيق ظروف عمل أفضل ومعدات أفضل واستخدام فعال للمعدات الموجودة، وما إلى ذلك.
وكل هذا يندرج تحت هذه الفئة. وعادة ما تتخذ القرارات الاستراتيجية من قبل الإدارة العليا.
ويتخذ كبار المديرين القرار الاستراتيجي بعد الكثير من التحليل والدراسة والبحث عن الحقائق. وذلك لأن مثل هذه القرارات تؤثر على الأداء الكامل للمنظمة وهي بالغة الأهمية بطبيعتها.
3- القرارات التنظيمية والشخصية
إذا تم اتخاذ القرار بشكل جماعي مع مراعاة الهدف التنظيمي، ويعرف ذلك بهدف المنظمة، وإذا اتخذ المدير أي قرار بصفته الشخصية (مؤثرًا على حياته) ويعرف ذلك بالقرارات الشخصية.
وقد تؤثر هذه القرارات أحيانًا على عمل المنظمة أيضًا. على سبيل المثال، إذا قرر الموظف ترك المنظمة، فقد يؤثر ذلك على المنظمة. لا يمكن تفويض سلطة اتخاذ القرارات الشخصية وهي تعتمد على الفرد نفسه.
4- القرارات الكبرى والصغرى
تصنف هذه القرارات على أنها نوع من أنواع اتخاذ القرارات في الإدارة حيث يكون القرار المتعلق بشراء مبنى جديد قرارًا رئيسيًا. وتتخذ هذه القرارات الإدارة العليا في حين أن شراء القرطاسية قرار ثانوي، ويمكن أن يتخذ المشرف القرارات الثانوية.
5- القرارات الفردية والجماعية
عندما يتخذ الفرد قرارًا ما، يتم تصنيفه على أنه قرار فردي. وعادةً ما يتخذ الأفراد القرارات الروتينية ضمن إطار السياسة المتبعة في المنظمة. تتخذ القرارات الجماعية من قبل مجموعة من الأفراد في شكل لجنة دائمة.
وبشكل عام، يتم نقل أنواع مهمة من القرارات في الإدارة إلى هذه اللجنة. والهدف الرئيسي من اتخاذ القرارات الجماعية هو إشراك أكبر عدد ممكن من الأفراد في عملية اتخاذ القرار.
6- القرارات التكتيكية والتشغيلية
وتعرف القرارات المتعلقة بمختلف المسائل المتعلقة بالسياسة في المنظمة باسم قرارات السياسة. وتتخذ هذه القرارات من قبل الإدارة العليا ولها تأثير طويل الأمد على المنظمة. وعلى سبيل المثال، القرارات المتعلقة بموقع المصنع أو حجم الإنتاج. هذه قرارات تكتيكية.
والقرارات التشغيلية هي كل القرارات اليومية التي يجب اتخاذها من أجل الأداء السليم للمنظمة وتشغيلها. ويمكن اتخاذ هذه القرارات من قبل المديرين من المستوى المتوسط أو الأدنى.
وعلى سبيل المثال؛ فإن حساب المكافآت الممنوحة لكل فرد هو قرار تشغيلي ويتم تنفيذه من قبل المديرين من المستوى المتوسط أو الأدنى.
وكانت هذه هي أنواع القرارات الإدارية التي اتخذتها الإدارة العليا والمتوسطة والدنيا في المنظمة لإنجاز الأمور بشكل متوافق وتحقيق الهدف التنظيمي بشكل فعال وكفء.
سلوك اتخاذ القرار الشرائي
هناك قرارات أخرى ذات صلة يجب النظر فيها في أي منظمة. أحدها هو قرارات الشراء. فيما يلي سنناقش أنواع قرارات الشراء في المنظمة، والمعروفة أيضًا باسمB2B.
هناك ثلاثة أنواع من اتخاذ القرار عند الذهاب إلى عمليات شراء:
1- مهمة جديدة:
يقوم مشتري الأعمال بالشراء لأول مرة ويتم تقديمه للمنتج أو الخدمة الجديدة لأول مرة في مؤسسته.
2- إعادة الشراء المعدلة:
إنه موقف شراء تجاري حيث يرغب المشتري في تعديل مواصفات المنتج أو الخدمة أو السعر أو الشروط والأحكام.
3- إعادة الشراء مباشرة:
في هذه الحالة، يقوم المشتري بإعادة الطلب بشكل روتيني دون الحاجة إلى أي مواصفات أو تعديلات. تحدد هذه المواقف الثلاثة بشكل كبير عمليات الشراء بين الشركات. وهناك عوامل أخرى أيضًا تؤثر على نوع سلوك قرار الشراء؛ وهي كما يلي:
– الوعي حول العلامة التجارية المتنافسة في مجموعة المنتجات.
– معايير اتخاذ القرار للعملاء.
– يتم التقييم واتخاذ القرار بشأن اختيار المستهلك.
أساليب اتخاذ القرارات
هناك أربعة أساليب لاتخاذ القرار في أي منظمة، وهي مقسمة على النحو التالي:
1- التوجيهي: يستخدم التفكير السريع لاستنتاج النتائج. يتمتع صانع القرار التوجيهي بقدرة تحمل منخفضة وأفكار سريعة.
2- التحليلي: يقوم صناع القرار التحليليون بتحليل الموقف ثم التوصل إلى الاستنتاجات بعد ذلك. وهم قادرون على التكيف والتفكير بعناية وسوف يستثمرون الوقت في الوصول إلى استنتاج عادل.
3- مفاهيمي: يتخذ هؤلاء المبتكرون القرارات مع وضع الإطار الزمني الطويل في الاعتبار وهم على استعداد لتحمل المخاطر. يقومون بتقييم النتائج والاحتمالات المختلفة ثم يتخذون أي قرار.
4- السلوكية: يركز صناع القرار هؤلاء على العلاقات أكثر من المهام؛ فهم يقيمون مشاعر الآخرين ويتخذون القرارات وفقًا لذلك.
خطوات لتحقيق الفاعلية في اتخاذ القرار
صنع القرار هو عملية اتخاذ الخيارات من خلال تحديد القرار، وجمع المعلومات، وتقييم القرارات البديلة؛ إذ يمكن استخدام عملية اتخاذ القرار خطوة بخطوة لتساعدك على جعل القرارات مدروسة بشكل أكبر من خلال تنظيم المعلومات ذات الصلة و بدائل الدفاع. هذا النهج يزيد من فرص أنك سوف تختار القرار الأكثر إرضاء.
تحديد القرار
أنت تدرك أنك بحاجة إلى اتخاذ قرار. حاول أن تحدد بوضوح طبيعة القرار الذي يجب عليك اتخاذه. هذه الخطوة الأولى مهمة جدًا.
ويذكر أن تحديد طبيعة القرار بشكل واضح ودقيق هو الأساس المتين لاتخاذ قرار سليم وفعال. وعندما ندرك بوضوح ماهية القرار الذي نواجهه، نصبح أكثر قدرة على جمع المعلومات الصحيحة، تقييم الخيارات المتاحة، واختيار الخيار الأمثل.
جمع المعلومات ذات الصلة
اجمع بعض المعلومات ذات الصلة قبل اتخاذ قرارك، ما هي المعلومات المطلوبة، وأفضل مصادر المعلومات، وكيفية الحصول عليها، وتتضمن هذه الخطوة “العمل” الداخلي والخارجي.
كما يجب جمع بعض المعلومات داخلية، سوف تبحث عنها من خلال عملية التقييم الذاتي. إلى جانب المعلومات الأخرى خارجية، وتلك ستجدها عبر الإنترنت، وفي الكتب، ومن أشخاص آخرين، ومن مصادر أخرى.
تحديد البدائل
أثناء قيامك بجمع المعلومات، من المحتمل أن تحدد عدة مسارات عمل محتملة، أو بدائل. ويمكنك أيضًا استخدام خيالك والمعلومات الإضافية لبناء بدائل جديدة. وفي هذه الخطوة، سوف تقوم بإدراج جميع البدائل الممكنة والمرغوبة.
وزن الأدلة
ولتحقيق الفاعلية في اتخاذ القرارات يجب أن تعتمد على معلوماتك وعواطفك لتتخيل كيف سيكون الأمر إذا نفذت كل البدائل حتى النهاية.
ويأتي ذلك من خلال القيام بتقييم ما إذا كانت الحاجة المحددة في الخطوة 1 سيتم تلبيتها أو حلها من خلال استخدام كل بديل. وأثناء مرورك بهذه العملية الداخلية الصعبة.
حينها ستبدأ في تفضيل بعض البدائل: تلك التي يبدو أن لديها إمكانات أكبر للوصول إلى هدفك. وأخيرًا، ضع البدائل حسب ترتيب الأولوية، بناءً على نظام القيم الخاص بك.
الاختيار من بين البدائل
بمجرد تقييم جميع الأدلة، تصبح جاهزًا لاختيار البديل الذي يبدو أنه الأفضل بالنسبة لك. يمكنك حتى اختيار مجموعة من البدائل. من المحتمل جدًا أن يكون اختيارك في الخطوة 5 هو نفسه أو مشابهًا للبديل الذي وضعته في أعلى قائمتك في نهاية الخطوة 4.
اتخاذ الإجراءات اللازمة
في هذه الخطوة ستكون جاهز لاتخاذ بعض الإجراءات الإيجابية من خلال البدء في تنفيذ البديل الذي اخترته في الخطوة الخامسة والتي تتعلق بكيفية اتخاذ القرارات بفاعلية.
المراجعة والمتابعة
في هذه الخطوة الأخيرة، ضع في اعتبارك نتائج قرارك وقم بتقييم ما إذا كان قد حل الحاجة التي حددتها في الخطوة 1 أم لا. وإذا لم يلبي القرار الحاجة المحددة.
فقد ترغب في كرر خطوات معينة من العملية لاتخاذ قرار جديد. على سبيل المثال، قد ترغب في جمع معلومات أكثر تفصيلاً أو معلومات مختلفة بعض الشيء أو استكشاف بدائل إضافية.