أظهرت تقرير حديث لـ”نايت فرانك” أن قطاع التعليم الأساسي الخاص في المملكة العربية السعودية يشهد نموًا كبيرًا، مدفوعًا بتدفّق عائلات الأجانب الذين تجذبهم الفرص الوظيفية في مشروعات التطوير الكبرى.
وقالت الشركة الاستشارية العقارية إن عدد الأجانب من أصحاب الاختصاصات الملتحقين بوظائف في المملكة، تضاعف 6 مرات خلال الفترة بين مارس وسبتمبر 2022، ليصل إلى نحو 1.2 مليون موظف.
وأشارت الشركة في تقريرها إلى أن المدارس الخاصة التي تقدم مناهج دراسية دولية شهدت نموًا بنسبة 24.4% خلال الفترة من عام 2018 إلى 2022؛ حيث تتوقع الشركة أن تتزايد الحاجة إلى 214 ألف مقعد دراسي إضافي في هذه المدارس حتى عام 2035، لتصل السعة الإجمالية إلى مليون مقعد، مع توقعات لإضافة نحو 64 ألف مقعد جديد في الرياض وحوالي 43 ألف مقعد في جدة.
وأكدت “نايت فرانك” إلى أن هذا النمو يفرض عددًا من التحديات، يتمثل أبرزها في محدودية مساحات البناء بسبب النشاط الاقتصادي المتزايد وارتفاع الطلب عليها، فضلاً عن تكلفة البناء المرتفعة بسبب نشاط التطوير الذي منح الموردين قدرات تفاوضية عالية لزيادة أسعارهم، وكذلك ارتفاع تكلفة رأس المال في ظل أسعار الفائدة المرتفعة.
وأوضحت أن عدد الطلاب الملتحقين بالمدارس في المملكة يتجاوز عدد من هم في سن الدراسة في منطقة الخليج بنحو ثلاثة أضعاف، مشيرة إلى أن الحاجة إلى زيادة عدد المقاعد الدراسية قد تتضاعف بالنظر إلى خطط الحكومة الطموحة لزيادة عدد سكان الرياض إلى 15 مليون نسمة على الأقل بحلول عام 2030، وهو ما يعني حاجة العاصمة إلى أكثر من 254 ألف مقعد، أي ما يعادل تقريباً خمسة أضعاف التقديرات الأساسية للاحتياجات الحالية.
وبحسب تقرير “نايت فرانك” فإن المملكة خصصت لقطاع التعليم في ميزانية العام الماضي نحو 52 مليار دولار؛ حيث احتل التعليم على مدى السنوات الأخيرة أحد أعلى ثلاثة مجالات من حيث الإنفاق العام في المملكة.
وعلى الرغم من أن أيًا من هذه الأموال لم يُخصص لبناء مؤسسات تعليمية جديدة بحسب بنود الميزانية، فإن الحكومة رصدت ميزانية تقدر بنحو 7 مليارات دولار لتشييد عدد من المدارس والمنشآت التعليمية الأخرى بحلول 2030. كما تسعى المملكة إلى ترخيص أكثر من 40 كلية أهلية خلال العام الجاري.
وأضاف التقرير أن المملكة تطبق مبادرات عدة لتحفيز الاستثمار في قطاع التعليم، ومنها على سبيل المثال تحوّل وزارة التعليم من مقدم للخدمة إلى منظم لها، ويُتوقع أن يسهم ذلك في تحفيز الطلب على المدارس الخاصة، خصوصاً في المدن الرئيسية مثل: الرياض وجدة.
اقرأ أيضًا:
انبعاثات السعودية من غازات الدفيئة أقل بـ73% من تقديرات الوكالة الدولية للطاقة
“إنفاذ” يعرض 165 عقارًا للبيع والتصفية في 7 مناطق بالمملكة
خلال 9 أشهر.. “التدريب التقني” توفر 80 ألف وظيفة لخريجيها
جامعة الجوف تحقق قفزة نوعية في تصنيف شنغهاي العالمي للتخصصات