بالطبع لا تُعتبر جهود التوطين في المملكة العربية السعودية حديثة ولا مستحدثة، صحيح أنه يتم تكثيف العمل في هذا الاتجاه خاصة بعد إطلاق رؤية 2030، وإنما هذه الجهود المباركة موجودة منذ زمن بعيد.
أضف إلى ذلك أن نتائج التوطين في المملكة ليست هي الأخرى وليدة اللحظة، وإنما نتاج عملية مستمرة منذ سنوات؛ إذ بدأت أولى خطوات واستراتيجيات التوطين للوظائف بمختلف المهن في القطاعات الحكومية والخاصة منذ مطلع الربع الثاني من عام 1975م.
وكان يوجد لدى القطاع الخاص في السابق موظف سعودي واحد مقابل 3 موظفين من الأجانب، وهو ما أدى إلى إطلاق تحدٍ كبير من أجل توظيف المواطنين والمواطنات من أبناء المملكة في الوظائف المختلفة؛ من خلال عدد من البرامج التي تهدف إلى تعزيز عملية التوطين في المملكة.
اقرأ أيضًا: انطلاق هاكاثون رأس المال البشري للشركات الناشئة
جهود التوطين في المملكة 2022
وعندما نتحدث عن التوطين في المملكة أولى بنا أن نشير إلى أن أحمد الراجحي؛ وزير الموارد البشرية، قال في وقت سابق إن الوزارة تعتزم الإعلان عن 30 قرار توطين جديدًا هذا العام؛ وذلك ضمن معايير محددة لاختيار المهن الموطنة.
وأكد الوزير أن نسبة التزام القطاع الخاص بالمهن الموطنة بلغت 95%، مشددًا على أن الوزارة مستمرة في قرارات التوطين حتى يتم توطين معظم الأنشطة والمهن، وبيّن أن عدد من دخل سوق العمل لأول مرة في عام 2021 بلغ نحو 400 ألف شاب وشابة، وهو ما يزيد عن مخرجات التعليم.
وأوضح أن من مستهدفات استراتيجية سوق العمل رفع نسبة المشاركة الاقتصادية للمواطنين والتي كانت 40%، والهدف في 2030 أن تصل إلى 60% واليوم وصلت إلى نسبة مشاركة 50%.
وأشار «الراجحي» إلى أن هناك مؤشرًا عالميًا تحت مسمى “كفاءة سوق العمل”، وهذا المؤشر مهم جدًا لجذب الاستثمار المحلي والدولي، مبينًا أن السعودية تهدف ضمن استراتيجية 2030 إلى أن تصل لأفضل 20 دولة في العالم ضمن مؤشر كفاءة سوق العمل.
وقال: “أطلقنا في عام 2021م 32 قرار توطين عبر التركيز على التوطين النوعي لا الكمي، مثل مهن: المحاسبة، والمحاماة، والتعليم، والتسويق، وطب الأسنان.. وغيرها، لتوفير 200 ألف وظيفية”، مشيرًا إلى أنه في العام نفسه وفر هذا التوطين ضعف العدد المستهدف، وأثبت أبناء وبنات الوطن تواجدهم وإبداعهم في جميع المجالات والأنشطة.
اقرأ أيضًا: صنع في السعودية.. المعرض والبرنامج
استراتيجيات التوطين
وتحرص حكومة المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- على إطلاق المزيد من البرامج والقرارات التي تعمل على تعزيز عملية التوطين في المملكة، وعلى مدى الأعوام الماضية نجحت حكومة المملكة في توفير عشرات الآلاف من الوظائف للمواطنين والمواطنات من أبناء المملكة في قطاعات التجزئة والتعليم والاتصالات.
وبالتزامن مع جميع الاتجاهات تعمل وكالة التوطين، التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، على تقديم جميع برامج التوطين للوظائف في القطاعات الاقتصادية الجاذبة للمواطنين السعوديين، ودعم زيادة مشاركتهم في سوق العمل السعودي، بما يتوافق مع احتياجاتهم ومؤهلاتهم ويتناسب مع الميزة التنافسية لكل قطاع أو منطقة، وهو ما يُسهم في توفير مزيد من فرص العمل القيّمة للمواطنين، كما تتجه المملكة العربية السعودية إلى الاستثمار بمجال الموارد البشرية؛ من خلال الاستفادة من قدرات أبنائها وبناء الوطن بسواعدهم.
وتنتهج السعودية رفع نسبة العاملين من أبناء السعودية في المهن ومختلف القطاعات؛ وذلك في إطار رؤيتها لتحقيق رؤية 2030م.
اقرأ أيضًا: الحدائق الشمسية.. مفهوم واسع الانتشار
منافع وإيجابيات
تستهدف جهود التوطين في المملكة تعزيز مشاركة الموارد البشرية الوطنية في الوظائف المتعددة، ورفع كفاءة وتأهيل الموارد البشرية الوطنية، بما يتناسب مع احتياجات ومتطلبات سوق العمل في عدد من القطاعات الاستراتيجية بالمملكة، بالإضافة إلى ضمان استمرارية الموارد البشرية في العمل بما يُحقق تطلعات المهنة، كما يستهدف التوطين أيضًا تحقيق التكامل والتوازن في المجتمع السعودي، ورفع كفاءة وإنتاجية رأس المال البشري، وتحقيق الحياة الكريمة للمواطنين السعوديين ورفع مستوى المعيشة.
ويحد التوطين في المملكة من نسب البطالة ونسب العمالة الوافدة لصالح أبناء الوطن، كما أنه يسمح للخريجين بنسب أكبر للعمل في إطار عدد من المهن التي من بينها: الطب، الهندسة، والبنوك، والصيدلة، وشركات الاستثمار والتأمين، والاقتصاد، والاستثمار.
اقرأ أيضًا:
مؤتمر LEAP.. أكثر من 100 ألف زيارة وصدارة الفعاليات التقنية العالمية
الاستثمار في التعدين بالمملكة.. فرص واعدة
القهوة السعودية.. إرث ثقافي يُثير إعجاب العالم
يوم التأسيس السعودي.. ذكرى وطنية تعتز بالجذور الراسخة للمملكة
رفيق الحريري: أجواء منتدى شباب العالم الإيجابية جمعت ثقافات مختلفة