شهدت السنوات الأخيرة تركيزًا متزايدًا على التنوع الوظيفي؛ إذ اختلفت المسارات وتعددت وفقًا للأحداث العالمية التي قد تقف حائلًا دون بلوغ الأحلام، وتظل الحاجة إلى تطوير الذات متزايدة باستمرار؛ من أجل الحصول على مستقبل مشرق.
وأدت جائحة كورونا المستجد “كوفيد 19” إلى العديد من المناقشات حول مستقبل العمل، كما ظهرت الكثير من الأمور الجديدة التي يمكن الاعتماد عليها؛ ما أكد أن الحاجة إلى تطوير الذات ضرورة ملحة، فمشهد العمل العالمي يتغير بسرعة كبيرة، فضلًا عن اقتصاد المعرفة، وتطور المؤسسات كافة لتلبية احتياجات المستقبل.
ووسط الأفكار والمناقشات على مستوى الأنظمة حول تحديد الفرص ضمن التغيير الحتمي تأتي الحاجة إلى تطوير الذات بمثابة الخطوة الأولى نحو السيطرة على مجريات الأمور، والاستعداد جيدًا، إضافة إلى تحديد موقعك الفعلي للمستقبل.
كيف تكون مبرمجًا ناجحًا؟.. خطوات تجعلك في الصدارة
قد تتساءل عن كيفية التحضير لمجموعة واسعة من الوظائف، علمًا بأن هناك تغييرات يومية تطرأ على متطلبات العالم، لعل أبرزها: البرمجة وعلم البيانات في الآونة الأخيرة، وكيف كانت مغمورة خلال العقد الماضي، يمكنك أن تبدأ بواحد من أهم جوانب التطوير الوظيفي، في الوقت الذي تستدعي فيه الحاجة إلى تطوير الذات إلى فهم علاقتك بالعمل، ومسؤوليتك المدنية ورؤيتك.
الحاجة إلى تطوير الذات
تُعتبر الحاجة إلى تطوير الذات أمرًا مهمًا لتطوير حياتك المهنية لعدد من الأسباب؛ حيث تُعد معرفة الذات بمثابة محك في بيئة العمل المتغيرة ومشهد التوظيف.
لذلك من المحتمل جدًا أن تتنقل في العديد من الوظائف بمختلف القطاعات خلال حياتك المهنية، وأثناء التعامل مع وظائف ومؤسسات متنوعة يجب أن تكون مدركًا لذاتك.
على سبيل المثال: ما هي جوانب العمل الأساسية غير القابلة للتفاوض والتي تحتاجها للبقاء؟ ما هي بعض جوانب العمل غير المرغوب فيها التي يمكنك تحملها بجرعات معقولة؟ سيؤدي التفكير في هذه الأسئلة إلى توجيهك في عملية الإقصاء ويساعدك في التركيز على أنواع معينة من الوظائف التي تناسبك.
وتنبثق الحاجة إلى تطوير الذات من متطلبات التوصل لذاتك الأصيلة، مع التعامل بطريقة صحيحة مع أصحاب العمل المحتملين.
في طلبات التوظيف وأثناء المقابلات يُتوقع من المرشحين إظهار اهتمامهم بمنصب أو منظمة معينة. فالباحثون عن عمل الذين يقضون الوقت في تقييم كيفية توافق الوصف الوظيفي وثقافة المؤسسة مع قيمهم واهتماماتهم يمكن أن ينقلوا اهتماماتهم بصدق واتساق.
يمكن أن تساعدك الحاجة إلى تطوير الذات في تجاوز “مشاكل الجاذبية”. ففي كتابهما “Designing Your Life” عرّف بيل بورنيت وديف إيفانز مشاكل الجاذبية بأنها تلك الخارجة عن إرادتك وبالتالي فهي غير قابلة للتنفيذ.
وتتضمن معرفة الذات تقييمًا لمؤشر الذكاء العاطفي، وكفاءاتك ونقاط قوتك بالإضافة إلى أهداف التطوير المهني الخاصة بك.
وأرباب العمل يقدرون الأفراد الذين يمتلكون هذه الصفات والمهارات. ومن هنا تكمن الحاجة إلى تطوير الذات لتقطع شوطًا طويلًا في التعاون مع أصحاب العمل؛ من أجل التطوير المهني والتقدم في المراحل المهنية المختلفة.
كيف تكتسب المعرفة الذاتية؟
يجب أن تنخرط في عملية التفكير الذاتي تمامًا، وكلما اقتربت من البحث جيدًا ستصبح على علم بمدى الحاجة إلى تطوير الذات وتأثيرها في حياتك ككل، لكن كيف يمكن اكتساب المعرفة الذاتية؟ هذا ما سنحاول في “رواد الأعمال” طرحه خلال السطور التالية:
-
استعادة الأحداث الماضية
يمكن أن تكون استعادة الأحداث الماضية، أو فعل التأمل في ماضيك، خطوة أولى رائعة لاكتساب فهم أكمل لنفسك. كما يمكنك تحديد الموضوعات والدوافع، سواء كانت تعكس العام الماضي أو تاريخك المهني العام، مثل: سبب اختيارك تخصصًا جامعيًا معينًا.
5 أمور جوهرية لبناء عقلية ناجحة
وإذا كانت لديك خبرات سابقة في العمل والتطوع فما الذي دفعك لمتابعة هذه الفرص؟ يساعد الاسترجاع في ربط نقاط المسار الوظيفي بعضها ببعض؛ ولهذا تأتي الحاجة إلى تطوير الذات وأهميته وكيفية تأثيره بالإيجاب في عالمك.
-
سبر أغوار النفس
يتضمن الاستبطان: التفكير في أفكارك ومشاعرك الحالية. بعد التواصل مع ماضيك يجب أن تفحص نفسك الحالية من خلال التفكير في الأسئلة التالية: ما هي أجزاء يومك التي تجعلك سعيدًا وملهمًا ومشاركًا؟ ما الذي يحفزك خلال الأيام الصعبة؟ كيف تؤثر نظرتك للعالم في علاقتك بالعمل؟ فمن خلال هذه الأسئلة تأتي الحاجة إلى تطوير الذات كواحد من أهم الأمور التي يمكنها أن تعدل في سلوكك.
أحد التمارين السهلة هو إعداد قائمة بإبداء الإعجاب وعدم الإعجاب في عملك الحالي لمساعدتك في تحديد اهتماماتك. ستوفر مقارنة الملاحظات من الاسترجاع والاستبطان وسبر الأغوار فهمًا أفضل لنموك المهني والشخصي.
الذكاء العاطفي.. صرخة الحقيقة بين العقل والقلب
-
الاستقراء
هو عملية تقدير المجهول من خلال تطبيق اتجاهات المعروف. بالنظر إلى ماضيك وحاضرك ما هو نوع المستقبل الذي ترغب في المساهمة فيه؟ ما هي المشاكل التي تريد حلها؟ ما هي الأنظمة والممارسات التي ترغب في تغييرها؟ كيف يمكنك أن تكون قائدًا شاملًا؟
ومن هنا يمكنك قراءة توصيف الوظائف، إجراء مقابلات وتجربة محاكاة الوظائف المتقاطعة. في كل حالة تخيل ما إذا كانت نفسك في المستقبل ستكون سعيدة أو حزينة؛ من خلال إرفاق رموز تعبيرية مجازية أو حرفية بكل من المسؤوليات والمهارات.
5 أسباب تجعل الأمهات رائدات في عالم الشركات الناشئة
وأخيرًا فإن الحاجة إلى تطوير الذات تعتمد على مدى رغبتك في التطور والمضي قدمًا نحو المستقبل بأفضل نسخة من نفسك، التي تعرفت جيدًا على مواطن قوتها وضعفها، وتتخلى عن كل الأمور التي قد تعيق طريق نجاحها.
اقرأ أيضًا:
5 نصائح لتحقيق أقصى استفادة من تدريبك في شركة ناشئة
كيفية إعادة ترتيب الفوضى في حياتك
كيف تكون مقنعًا في مقابلة التوظيف؟.. استراتيجية القبول المضمونة