التغير هو قدرنا في عالم جامح لا يفهم سوى منطق الانتقال الدائم والسرعة المحمومة، لكن ليس من السهل الإجابة عن سؤال: كيف تتكيف في العمل؟ على الرغم من أن هذه القدرة على التكيف هي وحدها التي تبقيك على قيد المنافسة، أو التي تجعل منك عضوًا صالحًا للعمل في منظومة العمل الرأسمالي.
وثمة مفارقة غريبة حقيق بنا أن نسوقها في معرض إجابتنا عن سؤال: كيف تتكيف في العمل؟ وهي أن القدرة على التأقلم/ التعود هي ما يجعل الإنسان إنسانًا، هذه وجهة نظر ديستوفيسكي على الأقل، ولكن وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الإنسان نفسه لا يبغي سوى الاستقرار وتأبيد الوضع الراهن، ورفض التغير وإنكاره.
لكن المنطقي، رغم لا منطقية المعضلة السابقة، هو أن الإنسان قد يخشى التغير، أو لا يُقبل عليه في البداية، ثم يمسي جزءًا من روتينه الشخصي فيما بعد. فما نعتاده الآن سنضطر للتخلي عنه واعتياد شيء جديد وربما مناقض له، وهكذا دواليك.
اقرأ أيضًا: تحديد القرارات وتحقيق الأهداف لحياة أفضل (1-2)
كيف تتكيف في العمل؟
وسيحاول «رواد الأعمال» الإجابة عن سؤال: كيف تتكيف في العمل؟ وذلك على النحو التالي..
-
فكر بإيجابية
إن الوضع الجديد، الذي أنت مضطر للتأقلم معه، ليس مثاليًا، ولكن تذكر أن وضعك السابق لم يكن كذلك أيضًا. هذه واحدة من الأمور التي تساعد في تقبل التغير وعدم رفضه.
ليس هذا فحسب، بل يمكنك اعتبار هذا التغير كنوع من كسر الروتين والملل، وبالتالي سيكون بمثابة فرصة جديدة للقيام بشيء مختلف، وربما تعلم شيئًا جديدًا. ولئن كانت في الوضع السابق بعض المميزات فلا شك أن هناك البعض منها هنا أيضًا.
اقرأ أيضًا: عادات يومية تجعلك أكثر إنتاجية
-
تقبل الأمر
عليك أن تتعلم كيف تتكيف في العمل؟ طالما آمنت بأن هذا التغيير شيء ثابت، فمهما كان الوضع الحالي فإنه لا بد سيتغير ذات يوم، وهذه في حد ذاتها عقيدة تتيح لك ليس تقبل الأمر الواقع فحسب، وإنما احتمال بعض مما قد لا تراه مناسبًا لك أو لا يروقك؛ فسوف يتغير اليوم أو بعد حين.
المطلوب إذًا أن تتقبل التغيير، هذه كخطوة أولى، ثم أن تحاول، في مرحلة تالية، إدراك المزايا التي تنطوي على الوضع الجديد.
اقرأ أيضًا: كيف تحقق السعادة في حياتك المهنية؟
-
تواصل وتعلم من الآخرين
لست أول من انتقل إلى هذا المنصب الجديد، ولا أول من فرض عليه التغير فرضًا، وطالما أن الحال كذلك، وطالما أنك تريد أن تعرف كيف تتكيف في العمل فلزامًا عليك أن تتواصل مع من سبقوك، أو من كانوا في نفس وضعك هذا من قبل.
لا يتيح لك هذا التواصل التعلم ولا التكيف السريع في العمل/ أو مع التغير الجديد فحسب، وإنما سوف يساعدك في اكتشاف إيجابيات وسلبيات هذا الوضع الجديد، وطرق التعامل معها والاستفادة منها. وبهذا تهون رحلة التكيف عليك.
اقرأ أيضًا: هل تعيش لمهنتك؟.. رهان يكسبه العمل على حساب الحياة الشخصية
-
تكييف الأهداف
لا شك أن لديك أهدافًا شخصية أو مهنية تعمل عليها، وإذا كنت تسعى إلى معرفة كيف تتكيف في العمل فمن المهم أن تعمل أيضًا على تكييف أهدافك مع الوضع الجديد، ربما يحتاج الأمر إلى ضبط وقتك من جديد، أو تأجيل بعض المهام وتعجيل البعض الآخر.
المهم هنا ألا تدع التغير يعرقلك أو يعطل مسيرتك في تحقيق أهدافك، بل إن العكس هو ما يجب أن يحدث؛ إذ يجب أن يكون التغير أو الوضع الجديد دافعًا لك لا معرقلًا، والحق أن ذلك لن يكون إلا إذا كنت إيجابيًا ومتفائلًا في الوقت ذاته حتى ولو لم يكن الواقع الحالي يسرك.
فمن خلال التفاؤل والإيجابية يمكنك أن تحقق إنجازًا في عملك، ومن ثم سيكون سهلًا عليك الترقي ومغادرة هذا الوضع الذي لا يعجبك، أما إذا استغرقت في الرفض والتذمر فلن تبرح مكانك أبدًا.
اقرأ أيضًا: الخوف من المستقبل.. في مديح اللايقين
-
طلب المساعدة
كلما استطعت أن تسأل أكبر عدد من الأسئلة عرفت كيف تتكيف في العمل بسرعة، بشرط أن تكون الأسئلة صحيحة _فالسؤال شطر العلم_ وأن توجه أسئلتك للأشخاص المناسبين، وألا تكف عن طلب المساعدة أبدًا.
فمن شأن صنيع كهذا أن يعينك على إدراك خبايا وأمور كنت تجهلها أو تفهمها على غير النحو الصحيح، كما أنه سيسهل عليك الأمور، فضلًا عن أنه سوف يوصل رسالة عنك مفادها أنك حريص على العمل وعلى أدائه بأفضل طريقة ممكنة.
اقرأ أيضًا:
الإجابات السريعة.. لماذا يصدقك الآخرون؟
المسافة الاجتماعية.. الطريق لصحة العلاقات الشخصية