هي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة «إيكو سيستم للاستشارات الإدارية» بدولة الكويت، والمؤسسة والرئيسة التنفيذية لمبادرة «مسرّعة الأعمال الخليجية الافتراضية الذكية» التابعة للشركة ذاتها. إنها الدكتورة “هنادي المباركي” التي تملك أكثر من 20 عامًا من الخبرة في ريادة الأعمال البحثية، والتنمية الاقتصادية، والحاضنات، والابتكار، والتنمية المستدامة.
في الحوار التالي تجيبنا عن العديد من الأسئلة المهمة حول ريادة الأعمال والاقتصاد الرقمي.
كيف بدأت رحلتك كاستشارية في مجال دعم منظومة الابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال؟
أودّ أن أبيّن أنني دومًا مبتكرة في جميع مراحل حياتي، وأطبّق الابتكار في العمل، والدراسة، واتخاذ القرار، وحصلت على المركز الأول في درجتي البكالوريوس والماجستير، وبدأت قصتي عندما قررت دراسة الدكتوراه؛ حيث تخصصت في التنويع الاقتصادي؛ عبر برامج الاقتصاد الرقمي مثل برامج حاضنات الأعمال، ودرستُ جميع البرامج العالمية، واطلعت على البرامج الناجحة للدول الأوروبية، والأمريكية، والخليجية، وأعددت دراسة هي الأولى في العالم التي تقارن بين برامج الاقتصاد الحديث للدول المتقدمة وبرامج الاقتصاد الحديث للدول النامية، ووضعت خارطة الطريق للتطبيقات الناجحة.
وقد انتقلت إلى دراسة وتحليل برامج مسرعات الأعمال، وكذلك اطلعت على التجارب العالمية واستفدت منها، وعملت على برامج الابتكار، وبرامج ريادة الأعمال وكيفية دعمهم للنمو الاقتصادي الذكي والتنويع الاقتصادي، ثمّ عملت على دراسة برامج نقل وتسويق التكنولوجيا، وجميع هذه البرامج تعنى بالتنويع الاقتصادي، والنمو الذكي المستدام، والتحول الرقمي، وتعمل على رفع المؤشرات التنافسية للدول الخليجية والعالمية.
من هنا بدأت قصة الدكتورة هنادي المباركي؛ ولديَّ عشرات الكتب على منصة أمازون، ومئات المشاركات في المجلات والمؤتمرات العالمية، ونقلت جميع برامج الاقتصاد الرقمي إلى الدول الخليجية، ومن ثم إلى الدول العربية.
من أين جاءت فكرة شركة «إيكو سيستم للاستشارات الإدارية»؟ وما أهمّ الخدمات التي تقدمها؟
بعد خبرة أكثر من 20 عامًا في برامج الاقتصاد الرقمي، مثل برامج ريادة الأعمال، والابتكار، ومسرعات وحاضنات الأعمال، قررت في عام 2019م الاستثمار في هذا المجال، والاستفادة من جميع الخبرات والاستشارات العالمية بإنشاء شركة استشارية باسم «إيكو سيستم للاستشارات الإدارية»؛ لتتخصص في منظومة الابتكار وريادة الأعمال، وتقدّم برامج للحكومات والشركات، وللمؤسسات الأكاديمية والبحثية على المستويين المحلي والخليجي ثم العالمي.
وتعمل شركة «إيكو سيستم للاستشارات الإدارية» على تقديم مجموعة مميزة من الخدمات الابتكارية العالمية؛ من أجل تحقيق التنويع الاقتصادي، والتنمية المتمركزة حول البيانات، واتخاذ القرارات المالية بصورة تضمن استدامتها محليًا وعالميًا؛ وتتمحور في التالي:
- النمو الذكي، الذي يبدأ بالتصميم، والتطوير، والتنفيذ لبرامج الابتكار وريادة الأعمال وحاضنات مُسَرِّعات الأعمال، وكذلك نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتحقيقها الأرباح، ووصولها للعالمية. إضافة إلى نقل وتسويق التكنولوجيا؛ لزيادة نسبة براءات الاختراع وتحويلها إلى منتجات وخدمات ذات قيمة مضافة.
- الخدمات التنفيذية، والتي تقدّم الخدمات الاستشارية باستخدام نماذج عالمية؛ من أجل بناء الحلول التطبيقية الفعّالة عبر استراتيجية الأعمال، وكذلك نقدّم التدريب التنفيذي، وإدارة المشاريع، وإدارة الشراكات العالمية.
- التميّز، الذي يشمل التدريب المهني باستخدام أحدث أدوات التكنولوجيا، لزيادة كفاءة المؤسسات، والشركات، ورواد الأعمال، إضافة إلى التطوير؛ الذي يعمل على تحسين المنتجات أو العمليات، أو نظم الأداء أو الخدمات؛ من أجل زيادة مبيعات شركتك أو نموها.
ما هي المبادرة الخليجية التي أطلقتيها؟ وما أهدافها؟
أطلقت المبادرة الخليجية عام 2020م، وهي تركز على الارتقاء بمنظومة الابتكار، وريادة الأعمال، والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، ورفع المؤشرات التنافسية الخليجية، والتنويع الاقتصادي، وتنقسم إلى أربعة أجزاء رئيسية:
أولًا: عقد المؤتمر الخليجي والعالمي سنويًا؛ لتبادل التطبيقات الناجحة.
ثانيًا: انطلاق المجلة الخليجية «تكنوبارك» باللغتين العربية والإنجليزية.
ثالثًا: انطلاق مسرعة الأعمال الافتراضية الخليجية الذكية؛ لتقدّم برامج خليجية.
رابعًا: إصدار سلسلة من الكتب على منصة أمازون، وهي تعدّ خارطة الطريق للتطبيقات العالمية الناجحة للاقتصاد الرقمي الحديث.
وتسلط المبادرة الضوء على على الاقتصاد الحديث؛ الذي يركز على العديد من الأهداف؛ منها: النمو الاقتصادي والاجتماعي، استحداث قطاعات جديدة صناعية وتكنولوجية، نقل وتسويق التكنولوجيا، زيادة ونمو عدد الشركات الجديدة، إيجاد فرص عمل جديدة ومستدامة، خفض معدل فشل الشركات الناشئة، زيادة الدخل والإنتاجية، تطوير المدن الذكية، بناء القدرات الابتكارية، استحداث الأسواق الجديدة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ما الذي تحتاجه ريادة الأعمال في الخليج خاصة والوطن العربي عامة؟
حققت منظومة ريادة الأعمال الخليجية نجاحًا مميزًا على مدار السنوات السابقة، ونحن في حاجة إلى تكامل الجهود بين رواد الأعمال؛ حتى نكون مكمّلين لبعضنا البعض، ولا يخفى على الجميع أننا في القرن الواحد والعشرين وهو القرن التكنولوجي، وقرن الاندماجات العالمية بين الشركات لتحقيق العوائد المالية الضخمة.
ما أهداف مؤتمر دعم منظومة الابتكار وريادة الأعمال على النطاقين الخليجي والعالمي؟
المؤتمر الافتراضي الخليجي والعالمي يركز على ثمانية أهداف: تمكين مهارات الابتكار وريادة الأعمال والموهبة، تفعيل وتمكين دور المجتمع المحلي والخليجي في أنشطة الابتكار والاختراع وريادة الأعمال، استدامة النمو الذكي من خلال التكنولوجيا وتطبيقات استراتيجيات الابتكار في التعليم، الشراكات الفعّالة وتبادل الخبرات في مجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال، تنفيذ الاستراتيجيات لتسريع الآثار الاجتماعية والاقتصادية للابتكار والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال على جميع المستويات، تحديد التحديات والفرص لبرامج الابتكار والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال، تمكين التنويع الاقتصادي عبر برامج الاقتصاد الحديث، وتمكين الاقتصاد القائم على المعارف والرقمنة.
كيف ترين واقع رائدات الأعمال في المنطقة العربية؟ وكيف يمكن دعمهنَّ؟
إن واقع رائدات الأعمال في المنطقة العربية ممتاز ومتألق، ولهنَّ دور بارز في دعم الاقتصاد المحلي والعالمي، وهنَّ بحاجة إلى الدعم الإعلامي؛ لإبراز نجاحاتهنَّ المميزة حتى يكنّ قدوة لمن يلحق بهنَّ.
كيف ترين ريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية؟
تحظى ريادة الأعمال باهتمام كبير في المملكة العربية السعودية من قِبل الحكومة السعودية وكبار رواد الأعمال؛ حيث أطلقت المملكة مؤخرًا مجموعة من المبادرات المحفّزة والداعمة، وزيادة التمويل اللازم، والاستمرار في تقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي، والعمل على توفير البنية التحتية والتشريعية المناسبة؛ ما جعل قطاع ريادة الأعمال جزءًا لا يتجزأ من اقتصاد السعودية؛ إذ لم يتوقف دعم المملكة لقطاع ريادة الأعمال عند حدٍّ معيّن، بالإضافة الى أنها حرصت على مواصلة تقديم ما بوسعها لتعزيز وانتشار ثقافة ريادة الأعمال في جميع أنحاء البلاد؛ حيث أطلقت عدة برامج داعمة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال.
وتعمل المملكة العربية السعودية كذلك على تقديم الدعم الكامل لرواد الأعمال، وتزويدهم بالاستشارات والبيانات، وتطوير المهارات والقدرات الفردية؛ بما يُمكنهم من تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة على أرض الواقع.
ما أهمية الإعلام الريادي من وجهة نظرك؟
الإعلام الريادي هو عبارة عن إنشاء مؤسسة صغيرة أو كبيرة، يضيف نشاطها صوتًا أو ابتكارًا واحدًا على الأقل إلى سوق وسائل الإعلام. ولكي تُصبح رائدًا في الصناعات الإعلامية يجب أن تعرف كيفية التسويق، والبيع، والترويج، والإبداع. إنه يستلزم أن تكون متقدمًا على المستهلكين والجماهير، وتوقّع ما سيثير اهتمامهم أو يسليهم؛ لذلك تكمن أهمية الإعلام الريادي في أمور عدة، أبرزها:
- القدرة الكبيرة على تحفيز الابتكار، وتوسيع نطاق فرص العمل، وتعزيز القيمة التنافسية.
- إنها تدعم وتقود رواد الأعمال نحو المزيد من الإبداع والابتكار.
- المساهمة بشكل فعّال في ترسيخ مفاهيم ريادة الأعمال، ودعم المبادرات الاقتصادية والاجتماعية، ورفع مستوى الوعي العام بين الشباب.
- نقل وتوثيق التجارب والتحديات والفرص التي تواجه الرواد وأصحاب الأعمال.
كيف يمكن الاستفادة عربيًا من تجربة المؤتمر العالمي لدعم منظومة الابتكار وريادة الأعمال؟
- إنشاء بنك معلومات يربط قواعد البيانات العالمية والخليجية والإقليمية، التي تعني بالابتكار وريادة الأعمال والتكنولوجيا.
- إنشاء منصة الذكاء الاصطناعي؛ لتوفير البيانات والمعلومات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية لرواد الأعمال والمبتكرين والطلاب وأصحاب المشاريع والمستثمرين.
- إنشاء منصة الاستشارات الخليجية والعالمية المجانية، التي تقدّم خدمات استشارية تضاهي جودة المكاتب الاستشارية؛ عبر تطوع الخليجيين المتخصصين في كل المجالات والقطاعات.
- إنشاء برنامج مسرعة الأعمال العالمية الافتراضية؛ لتقدّم برامج قصيرة وطويلة الأجل على مدار العام، بالتعاون مع أكبر المستشارين العالميين والخليجيين، وربط المسرعة الخليجية بمسرعات الأعمال الخليجية والعالمية.
- تطوير وإنشاء بنك للمبادرات، يشتمل على المعلومات والبيانات الأساسية الخاصة بالابتكارات والاختراعات على المستوى المحلي والخليجي والإقليمي، باستخدام آخر التطبيقات في مجال النمذجة.
- تأسيس مكاتب نقل التكنولوجيا في المؤسسات البحثية والجامعات؛ لدعم وتسويق الاختراعات والتكنولوجيات الجديدة؛ لما لها من قيمة مضافة في زيادة عدد براءات الاختراع والملكية الفكرية.
كيف يمكن توفير فرص عمل حقيقية للشباب في دول الخليج؟ وهل يجب توجيههم إلى إنشاء مشاريعهم الخاصة؟
برامج الاقتصاد الحديث، مثل: برامج الابتكار وريادة الأعمال، وبرامج حاضنات ومسرعات الأعمال، وبرامج نقل وتسويق التكنولوجيا، من أهمَّ أهدافها توفير فرص عمل جديدة، وزيادة الإنتاجية، واستحداث قطاعات جديدة. وهذه البرامج هي استثمار طويل الأجل تعمل عليه الدول العالمية في خطوة نحو الاقتصاد الرقمي الذكي المستدام، وكذلك تهدف هذه البرامج إلى التفكير الريادي والابتكار، وهنا القرار بيد رائد العمل أو المبتكر.
بعد خبرة 25 سنة ما الذي تغيّر في طموح الدكتورة هنادي المباركي؟
أطمح إلى أن تتصدّر الدول الخليجية وتبلغ أعلى المستويات في الابتكار وريادة الأعمال والتكنولوجيا؛ لتصل إلى مصاف الدول العالمية. وأن تحقق أعلى المؤشرات العالمية، مثل: مؤشر الابتكار، ومؤشر ريادة الأعمال، ومؤشر الاختراع، ومؤشرات الذكاء الاصطناعي، ومؤشرات العلوم والتكنولوجيا، ومؤشرات البحث والتطوير، ولله الحمد لدينا البنية التحتية القوية، والحكومات الداعمة، والمتانة الاقتصادية، وأتطلع إلى أن تكون شركة «إيكو سيستم للاستشارات الإدارية» من الشركات العالمية المرموقة، التي تقدّم الاستشارات والتدريب على مستوى عالمي.
ما نصيحتك لرواد الأعمال؟
العلم والعمل الدؤوب، والاطلاع على التجارب الناجحة؛ للاستفادة منها، وتخطي المصاعب بالتفكير الريادي، وعدم اليأس من الفشل، وهناك العديد من النصائح والأمور التي يجب العمل بها كرائد أعمال وهذه أبرزها.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال: