منال الكلالي وبيان شاكر: عشقنا التصوير.. ولن يمنعنا شيء من تحقيق طموحنا
منال الكلالي وبيان شاكر ثنائي نسائي سعودي استطاع اختيار المجال الذي يحقّق طموحاتهما بعد أن جمعتهما المصادفة، ووحّدت بينهما الرغبة في النجاح. أقامتا مشروعاً للتصوير بدأ صغيراً ثم توسّع، واكتسبتا الخبرة والشهرة لتميّزهما. في هذا الحوار نتعرّف تجربتهما، والمحطة التي بلغتها، والطموحات التي تحملانها للمستقبل.
* كيف كان التقاؤكما واتفاقكما على مشروع التصوير؟
– تقول منال: بداية اللقاء كانت خلال مدة عملي مسؤولة توظيف في إحدى الشركات؛ ففي أثناء تجوالي في الشركة لأتفقد وضع الموظفات الجدد التقيت بالموظفة وشريكتي بيان شاكر؛ ليدور بيننا حوار حول طبيعة العمل في الشركة؛ لأنها كانت أول تجربة عملية لها، وأخبرتني أنها كانت تبحث عن مصوّرة فوتوغرافية محترفة لعمل جلسة تصوير خاصة بها، وفوجئت بأن ترشيح موظفات الشركة وقع عليّ، ثم توالت الأحداث حول موضوع التصوير، ومدى اهتمامها الشديد بهذا المجال، فقالت بيان: إنها سبق أن فكّرت في بدء مشروع للتصوير الفوتوغرافي، خصوصاً أن لها تجارب سابقة على صعيد التصوير بأنواعه، إضافةً إلى أنها موظفة تصميم في الشركة، والحس الفني والابتكار لديها عاليان جداً، وشجّعنا التوافق بيننا على الصعيدين الشخصي والعملي على التفكير معاً بعد مدة زمنية ليست ببعيدة في بدء مشروع التصوير الفوتوغرافي.
* ما التجربة السابقة لكلّ منكما في هذا المجال؟
– تقول منال: كانت أول تجربة لي مع إحدى الصديقات التي ربطتني بها علاقة وطيدة في أثناء مرحلة دراستي في الجامعة؛ فقد قرّرنا بعد التخرّج خوض تجربة تصوير المناسبات معاً على الرغم من البعد الكلي لهذا المجال عن مجال دراستي في جامعة الملك عبدالعزيز؛ إذ تخرّجت من كلية الاقتصاد والإدارة، قسم إدارة أعمال، تخصّص موارد بشرية. واختارتنا إحدى العائلات العريقة خلال هذه المدة لتصوير حفل زفاف ابنتهم في المدينة المنورة، وكانت بالنسبة إليّ أصعب تجربة؛ لأنها التجربة الأولى لي، ولأنها كانت خارج مدينة جدة التي أعيش بها. ولله الحمد تمّت بنجاح، وكانت النتائج أكثر من رائعة. لكن في مدة لاحقة باءت تجربتنا بالفشل؛ لحدوث بعض الاختلافات، فقرّرت إيقاف الشراكة والتصوير، والاكتفاء بالعمل في إحدى الشركات الخاصة. ومع أنني خضت تجربة فاشلة خلال تلك المدة إلا أنها لم توقفني عن المضيّ قدماً والسعي إلى تحقيق طموحي إلى أن تم لقائي بيان، وتم البدء بجدّية في مشروع التصوير كما ذكرتُ سابقاً. وأخصّ بالشكر عائلتي، وبالتحديد والدتي، وشريكتي بيان؛ لدعمهم وثقتهم بقدراتي، ودفعهم لي لخوض مجال التصوير من جديد؛ فلولاهم ولولا ثقتي بنفسي وإيماني بقدراتي بعد الله لم حقّقت شيئاً من أهدافي؛ فكل تلك الأسباب ساهمت في نجاحي.
وتقول بيان: كانت أول تجربة تصوير لي هي مناسبة عقد قران ابنة خالتي؛ فعلى الرغم من كثرة المصورات المحترفات في هذا المجال إلا أنها اختارتني لأوثّق أهم ليالي عمرها؛ لعلمها المسبق باهتمامي بهذا الفن، ومدى تعلّقي بالكاميرا الخاصة بي، التي شددت ساعدي عليها، فنسيت بها رهبة الموقف، وتغلبت على أحاسيس الخوف التي اجتاحتني، ورأيتني أتصرّف بكلّ احترافية، وكانت النتائج خير برهان.
* كيف كان ردّ فعل مَن حولكما عندما قرّرتما خوض هذه التجربة؟
– بصراحة، لم تكن الفكرة محبّذة كثيراً في بداية الأمر، وهذا الأمر طبيعي؛ لأن مجتمعنا المحافظ مازال لا يتقبل فكرة خروج الفتاة للعمل حتى وقت متأخر من الليل، وبحكم طبيعة عملنا فنحن نغطّي عادةً الأعراس التي تمتد -حسب عاداتنا- إلى الفجر، فضلاً عن النظرة الدونية لما يطلق عليه مصطلح (المصوراتية)، وهو مصطلح غير لائق من وجهة نظرنا؛ لأنه يغفل تماماً مدى صعوبة هذه المهنة، وما تحمله من حسّ فني وجمال ودقة واحتراف، لكن استطعنا -بفضل الله- إقناعهم لما لاحظوا النتائج، ومستوى الإبداع، وارتفاع نسبة الطلب، وإطراء الناس الذي كان له دور كبير في تغيير ردود أفعال كثير ممن حولنا، وبحمدٍ من الله حقّقنا النجاح، وانهالت علينا عبارات الفخر منهم؛ مما حفزنا أكثر إلى التوسّع وتغطية جميع مجالات التصوير المختلفة، وأهمها تصوير المناسبات.
* كيف تدرّبتما على التصوير؟ ومتى قرّرتما المضيّ في هذا المشروع قدماً؟
– تقول منال: تدرّبنا على التصوير بدايةً من خلال ممارستنا له هوايةً، والتحاقنا بمعاهد كبيرة ، وحضور ورش عمل، وعمل جلسات تصوير مجانية، إلى أن أصبحنا أخيراً نعقد اتفاقات مع شركات كبرى للتصوير الدعائي، ومنسّقي الأفراح، ودور الأزياء، بمساعدة أخواتي؛ فالكبرى (ميادة الكلالي) كان لها الفضل بعد الله في مساعدتنا على خوض تجربة تصوير الأزياء، ووضع لمساتها؛ لأنها خبيرة ماكياج، ولن أنسى دور توأمي (مدى) ومساندتها، وأماني مقبول -الأخت التي لم تلدها أمي- في أثناء التصوير الخارجي؛ فهذا الفريق المتكامل بعد الله هو ما سهّل علينا العمل، وساهم في إخراج صور ذات جودة عالية وعلى قدر كبير من الاحترافية والجمال. وقرّرنا المضيّ في المشروع بعد أول طلب تصوير لنا لمناسبة عقد قران في شهر مايو عام 2014م؛ فبدأنا بدراسة جدوى المشروع، وخوضه رسمياً، وطرح أعمالنا في وسائل التواصل الاجتماعي، ثم لاحظنا الإقبال، وتزايد الطلبات والاتصالات ولله الحمد؛ مما دفعنا إلى المشاركة في معرض شباب الأعمال السابع، وهو أول تجربة خضناها في مضمار المعارض بإشراف الجهة المنظمة للجنة شباب وشابات الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية بجدة تحت شعار (شبابنا والنعم)، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، ودشّن الافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، وكان -ولله الحمد- حدثاً كبيراً لنا، حقّقنا من خلاله نجاحاً باهراً، وأضاف لنا الكثير حتى على الصعيد الإعلامي؛ إذ أجرينا عدة مقابلات مع قنوات ومجلات وصحف، وتعرفنا على مختلف الشرائح من العملاء وأذواقهم، واستمتعنا بسماع آرائهم الرائعة حيال ما قدمناه خلال المعرض، واختلطنا بأصحاب الفكر والتوجهات والمشروعات الجديدة.
* كيف وفّقتما بين العمل الرسمي والعمل الخاص؟
– شكّل ذلك تحدياً صعباً لنا؛ لأن عدد ساعات دوامنا في العمل الرسمي تتجاوز تسع ساعات يومياً، ما عدا يومي الجمعة والسبت، فضلاً عن معاناتنا من زحمة الطرق في أثناء العودة لنكمل بعدها يومنا في العمل الخاص بعد أن استهلكنا طاقتنا ومجهودنا، لكن خلال المدة الأخيرة وجدنا أن الوظيفة شيء روتيني تحدّ من إنجازنا بشكل كبير، وتمثّل عائقاً كبيراً أمامنا، وهي من أكبر أسباب ضياع الفرص؛ إذ لا نستطيع التوفيق دائماً بينها وبين عملنا الخاص، وكما يقول المثل: «صاحب صنعتين كداب»، فقد اتّخذت كل منا قراراً جريئاً بتقديم استقالتها؛ حتى نتفرغ تماماً لعملنا الخاص، ونسخّر له طاقتنا وحماسنا، ونسعى في أرزاقنا نحو المستقبل الجديد بإذن الله.
* لكما فلسفتكما في هذه المهنة.. فهلا أوضحتما هذه الفلسفة؟
– نحن نوثّق أهم اللحظات وليالي العمر بعيوننا المبدعة؛ فالصورة انعكاس لقصة واقعية ورواية للحدث، وتوثيقها بأسلوب حديث -على الرغم من قِدَم هذه الثقافة واستهلاكها- له أساليب وتقنيات حديثة، إضافةً إلى الحرفية والنظرة الفنية؛ فكلّ ذلك يساهم في إخراج صور راقية تناسب جميع الأذواق؛ فنحن أولاً وأخيراً نريد أن نكون محطة لجميع شرائح المجتمع، وأن نخلّد صورة في كل بيت.
* هل هناك صعوبات واجهتماها في العمل؟
– طبعاً، أولها صعوبة التعامل مع مختلف الشخصيات، ومحاولة إرضائهم، خصوصاً أن «العميل دائماً على حق»، وأن «إرضاء الناس غاية لا تدرك»، ومع ذلك فنحن نحاول قدر الإمكان أن نرضي جميع الأذواق والفئات، وأن نسير عكس التيار، خصوصاً أن سوق التصوير مملوء بالمنافسين، لكن فخامتنا في أسلوب تصويرنا هو ما يميّزنا. ولأننا من العنصر النسائي فنحن نواجه صعوبات كثيرة في استخراج التصاريح والمعاملات الحكومية، لكن لن يعيقنا شيء؛ فالإصرار ملازم لنا، والنجاح حليفنا بإذن الله.
* ما الذي تنصحان به قريناتكما من الشابات اللائي يتردّدن في دخول مجال العمل الخاص؟
– نصيحتنا لكل شابة أن تحدّد أهدافها، وأن تكون رؤيتها واضحة؛ لتتمكن من السير بخطى صحيحة، وأهم نقطة هي الابتكار، وتجنّب النمطية، أما الالتزام والإيمان بالقدرات الذاتية والعزم والإصرار فهي مفاتيح النجاح.
* كلمة في الختام؟
– نحمد الله سبحانه وتعالى؛ فهو مَن له الفضل والمنة، ونسأله عزّ وجلّ أن يوفّقنا وإياكم، ونتوجّه بجزيل الشكر إلى مجلة (رواد الأعمال) والقائمين عليها؛ لدعمها نشر الثقافات، وإبراز القدرات والدماء الشابة ضمن كوكبة رواد الأعمال.
عناوين
– منال الكلالي و بيان شاكر تشكران والدتيهما لثقتهما بقدراتهما ودعمهما لهم..
– منال وبيان تدرّبتا على التصوير، ومارستاه هوايةً، والتحقتا بمعاهد كبيرة، وحضرتا ورش عمل، ووقّعتا على اتفاقات مع شركات كبرى للتصوير الدعائي ومنسّقي الأفراح ودور الأزياء..
– منال وبيان: نواجه صعوبات كثيرة في استخراج التصاريح والمعاملات الحكومية لأننا نساء.
تعليق واحد
كل عام وانتما بخير. اهنئ لكل منكماعلى افنجاز ارغب في الإطلاع على اعمالكما في مجال التصوير ان أمكن وزيارة مقر عملكما ان وجد.