لقد نما قطاع ريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية بشكل كبير حتى أصبح هناك العديد من الفرص المتاحة لرواد الأعمال المخضرمين والمبتدئين على حدٍ سواء؛ حيث تضاعف عدد المنظمات التي تهدف إلى دعم رواد الأعمال، ويُعتبر معهد الملك سلمان لريادة الأعمال من المراكز الواعدة في المملكة التي تعمل على نشر ثقافة العمل الحر، واحتضان المشاريع الريادية.
وفي ظل الاضطرابات الاقتصادية في المنطقة، ونقص الوظائف والرغبة المتزايدة للاستقلال بين الشباب خلال العامين الماضيين، تكتسب ثقافة ريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة؛ حيث تُشجع حكومة خادم الحرمين الشريفين -أيدها الله- الشباب وأصحاب الفكر الريادي على الاتجاه إلى العمل الحر لتعزيز الدخل، والاستفادة من الطلب المتزايد في جميع أنحاء العالم.
ومع وجود عدد كبير من السياسات والتدابير والمبادرات الصديقة للأعمال لا يُنظر إلى المملكة العربية السعودية بأنها مركز عالمي لريادة الأعمال والشركات الناشئة فحسب، بل تجتذب أيضًا بعضًا من المواهب الأكثر إثارة للإعجاب إلى المنطقة، وبحسب إحصاءات الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” فإن عدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة العربية السعودية وصل إلى 800 ألف منشأة بنهاية يونيو 2022.
وتضم منطقة الرياض 4.35% من إجمالي عدد المنشآت، فيما جاءت منطقتا مكة المكرمة والشرقية كثاني أكبر عدد للمنشآت الصغيرة والمتوسطة بنسبتي 0.21% و7.12% من الإجمالي على التوالي.
وفي هذا الصدد نتناول في «رواد الأعمال» أبرز المعلومات عن معهد الملك سلمان لريادة الأعمال.
اقرأ أيضًا: قمة رايز أب.. فرصة للحصول على أفكار ريادية ناجحة
معهد الملك سلمان لريادة الأعمال
تأسس معهد ريادة الأعمال في 27 ديسمبر 2008؛ حيث قدم العديد من المبادرات والبرامج التي تُعزز من ثقافة ريادة الأعمال في المملكة، وفي مطلع عام 2010 حظي المعهد بموافقة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- على تسمية المعهد باسم “معهد الملك سلمان لريادة الأعمال”، وفي خطوة رسمية وافق مجلس جامعة الملك سعود على تحويل المعهد إلى معهد الملك سلمان لريادة الأعمال، وذلك بجلسته الثالثة بتاريخ 10 فبراير 2010.
وتأتي خطوة إطلاق معهد الملك سلمان لريادة الأعمال تعبيرًا عن حرص المملكة العربية السعودية على دعم التنمية المستدامة، في ضوء التوجهات العالمية التي بدأت تركز على اقتصاد المعرفة؛ اعتمادًا على التكنولوجيا والإبداع كأساس لدعم المركز التنافسي للدول عالميًا، وتتمثل سياسة المعهد في نشر ثقافة العمل الحر واحتضان المشاريع الريادية وتقديم الفرص التدريبية اللازمة، وتشجيع المبدعين والمبتكرين والمخترعين وتحويل أفكارهم إلى منتجات ذات قيمة في منظومة الاقتصاد المعرفي السعودي، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.
أهداف معهد الملك سلمان لريادة الأعمال
يهدف معهد الملك سلمان لريادة الأعمال إلى بناء ثقافة ريادة الأعمال وتنمية قدرات العناصر الريادية لتمكينهم من إنشاء وإدارة المنشآت الصغيرة والمتوسطة بنجاح، وترسيخ ثقافة ريادة الأعمال لتنمية الدافع إلى العمل الحر بالتعاون مع الجهات المختصة وذات العلاقة في المجتمع، والمساهمة في تفعيل دور المنشآت الصغيرة لإيجاد وظائف وفرص عمل تستوعب خريجي مؤسسات التعليم والتدريب بالمملكة.
ليس هذا فحسب، بل هو يحرص أيضًا على المساهمة في بناء مجتمع المعرفة والاقتصاد المعرفي من خلال التعليم التطبيقي المتوافق مع أهداف وخطط التنمية بالمملكة، وتعزيز القدرات الريادية لدى طلاب المراحل التعليمية المختلفة؛ لإيجاد أفكار ريادية لمشاريع مستقبلية، إلى جانب تحقيق التطوير والتنمية المستمرة للقدرات البشرية والفنية والنظامية للمعهد بجودة فائقة.
ويسعى معهد الملك سلمان لريادة الأعمال باستمرار إلى توفير بيئة إيجابية لاحتضان الأفكار الإبداعية والأعمال الرائدة للطلاب والخريجين داخل جامعة الملك سعود وخارجها، والعمل على تكوين جيل من الرياديين قادر على إيجاد فرص عمل استثمارية له ولغيره، وتقديم نماذج أولية شبه صناعية تساعد في الانتقال السلس للأفكار من البحوث الأساسية إلى تطوير المنتجات ودخولها الأسواق.
اقرأ أيضًا: معهد ريادة الأعمال الوطني.. جهود حثيثة لنشر ثقافة العمل الحر
وبفضل الخطط البرامجية والتدريبية الحديثة نجح معهد الملك سلمان لريادة الأعمال في تعزيز ونشر ثقافة الابتكار بين فئات المجتمع السعودي، وتحفيز المبدعين والمخترعين والاستثمار في ابتكاراتهم ومواهبهم بهدف تحويلها لمنتجات اقتصادية، وتسويق الابتكارات والأفكار البحثية المتميزة داخليًا وخارجيًا على النطاق الإقليمي، وإطلاق الشركات القائمة على التقنية المطورة محليًا.
برامج وأنشطة معهد الملك سلمان لريادة الأعمال
منذ انطلاقه لأول مرة يُقدم معهد الملك سلمان لريادة الأعمال حزمة من المبادرات والبرامج التدريبية المتنوعة التي من شأنها العمل على تعزيز ثقافة العمل الحر وتشجيع الأفراد في المملكة على الدخول إلى عالم ريادة الأعمال، وهذه البرامج على النحو التالي:
-
برنامج الريادة عن بُعد
يُعتبر برنامج الريادة عن بُعد من أهم البرامج التي يُقدمها معهد الملك سلمان لريادة الأعمال؛ حيث يُوفر الفرص التدريبية لمجموعات من الشباب الطموح المتنوعين في الخبرات للعمل بروح الفريق، كما يتولى تحفيز ذلك الإبداع والابتكار من خلال التدريب المباشر أون لاين.
ويهدف برنامج الريادة عن بُعد إلى توليد الأفكار الإبداعية والابتكارية من البيئة المحلية، والمشاركة الإلكترونية عن بُعد لتحقيق الإبداع والابتكار، إضافة إلى تكوين الفرق الإبداعية بين المشتركين، والخروج بخطة عمل للمشاريع الريادية، كما يستهدف البرنامج أيضًا فئات الشباب ورواد الأعمال والممارسين والمستشارين في ريادة الأعمال.
-
حملة “اصنع وظيفتك”
إدراكًا منه بأن الشباب السعودي يُعد مصدرًا مهمًا من مصادر التنمية الوطنية أطلق معهد الملك سلمان لريادة الأعمال حملة “اصنع وظيفتك”؛ حيث تعمل على تنمية أفكار الشباب وتوجيهها الوجهة الصحيحة لتشق طريقها نحو الإيجابية والعمل الحُر وعدم الانتظار في طوابير البطالة الطويلة، إضافة إلى توفير الوظائف وصناعتها من خلال التفكير خارج الصندوق، والتفاعل المثمر بين رواد ورائدات الأعمال من الشباب الطموح.
-
نادي رواد الأعمال
يأتي نادي رواد الأعمال ضمن البرامج التي يُقدمها معهد الملك سلمان لريادة الأعمال، والذي يهتم بتنمية مهارات جميع طلاب جامعة الملك سعود في مجال ريادة الأعمال والعمل الحر.
وهو يهدف إلى تكوين شبكة لطلاب الجامعة ممن توفر لديهم السمات الريادية، وتعارف رواد الأعمال فيما بينهم، والشعور بالانتماء لهذه الجهة التي دعمت مشاريعهم، وتبادل الخبرات والتجارب في سوق العمل وحل المشكلات المشابهة، إضافة إلى تنمية روح التعاون بين الرياديين فيما يعود عليهم جميعًا بالمنفعة.
اقرأ أيضًا:
أهمية ريادة الأعمال.. سبل دعم الاقتصاد السعودي
ملتقى ميزانية 2023.. الطريق إلى الاستدامة المالية
ميزانية السعودية 2023.. رؤى ثاقبة وإنجازات تتحقق
تأثير ريادة الأعمال في الاقتصاد السعودي
إنجازات المملكة في 2022.. استمرار مسيرة التطوير والتنمية
اقرأ أيضًا المزيد على موقع الجوهرة: