لا بد من إدراك أن السعي للاستثمار ليس عيبًا أو محفوفًا بالمخاطر دائمًا بل أصبح ضرورة؛ لأن الادخار وحده قد لا يكفي مع تزايد الالتزامات اليومية للحياة، وبما أن التطور التكنولوجي له العديد من الفوائد التي تعود على أصحاب الأعمال بشكلٍ مباشر وغير مباشر؛ فذلك أدى إلى وجود اقتصاد جديد مغاير عن الطرق التقليدية لممارسة الأعمال التجارية.
لكن كل شيء له عيوب ومميزات، وأحد عيوب التجارة الإلكترونية هو عدم إمكانية التحقق من هوية المتعاملين وبالتالي الوقوع في شباك النصب والاحتيال، مع العلم بأنه لا توجد فرص استثمارية قانونية يكون فيها العائد خياليًا وسريعًا؛ لأنها لو كانت موجودة لتنافس العامة وأصحاب رؤوس الأموال للاستثمار بها.
وقد يتم استخدام مصطلحات وطرق علمية معروفة في كتب الاستثمار، فيتم الادعاء بالمضاربة بالذهب أو بتجارة الفوركس “العملة”؛ أو بتسهيل اعتمادات وضمانات لمشروعات كبيرة وهمية، ولزيادة تأكيد مصداقيتهم يتم تحديد رقم خاص لخدمة العملاء حتى إنه قد يتم إنشاء موقع افتراضي مؤقت على الإنترنت لطمأنة الضحية بالمصداقية التامة للوثوق بهم؛ ولأن هذه العصابات أدركت رغبة الضحية في الربح السريع يتم الوقوع في شباكهم بطريقة سهلة ومن ثم توقيع عقود شكلية بأسماء شركات وهمية، وتكون المفاجأة بعد فترة بادعاء هؤلاء المحتالين إفلاسهم أو حتى اختفائهم بصورة مفاجئة.
ووفقًا لتقرير جمعية الإنترنت، التي تهتم بتعزيز أفضل ممارسات الأمن والخصوصية عبر الإنترنت، الصادر في عام 2018م؛ فإن قدرة مجرمي اختراق المعلومات عبر الإنترنت قد تحسنت بشكلٍ ملحوظ وسريع، وزادت تكلفة حوادث الاختراق الإلكترونية على 45 مليار دولار، مع توقع أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير؛ نظرًا لعدم إبلاغ معظم الضحايا عن حوادث الاختراق الإلكتروني التي تعرضوا لها.
لذا؛ أصبح من المهم إلمام المواطنين بخفايا وقوانين الاستثمار الإلكتروني والتفكير بعقلانية واستشارة الخبراء في هذا المجال، وكذلك لا بد من الاستثمار مع شركات نظامية مرخصة محليًا وتجنب الاستثمار مع شركات مشبوهة تعد بأرباح سريعة خيالية، وعدم الوثوق في الإعلانات الوهمية أو المكالمات الهاتفية أو سبل التواصل الاجتماعي المسوقة للاستثمار الإلكتروني الوهمي.
ومن الضروري الرجوع للبنك الذي تتعامل معه للحصول على الاستشارة الضرورية للاستثمار الإلكتروني، ومعرفة مدى مصداقية شركة الاستثمار، ومن الضروري الرجوع لأنظمة وتعليمات البنك المركزي السعودي في هذا الخصوص. وفي حال اكتشافك أنك ضحية لإحدى هذه العصابات الوهمية فمن الضروري إبلاغ الجهات الأمنية فورًا.
اقرأ أيضًا:
أضرار التمويل الشخصي على المدى البعيد
الاكتتاب العام.. أنواعه والاستثمار فيه
تمويل المشاريع الناجحة.. هل هو حقًا ضرورة؟