في إطار زيارته إلى الرياض للمشاركة في ملتقى بنك التنمية الاجتماعية لريادة الأعمال وأنماط العمل الحديث التقى “رواد الأعمال” مع البروفيسور محمد يونس؛ مؤسس بنك “جرامين” في بنجلاديش، الحاصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2006.
وفي حديثه أكد “يونس” أهمية دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة باعتبارها محركًا أساسيًا للنمو الاقتصادي وتقليص الفقر، كما أشار إلى أهمية الاستثمار في القطاعات التقنية؛ حيث تلعب التكنولوجيا دورًا مهمًا في تحسين الإنتاجية وخفض التكاليف.
وقال يونس: “إن الإبداع والابتكار هما الحل لتقليص الفقر. فعندما نمنح الفقراء الفرصة لإطلاق العنان لإبداعهم فإننا نمنحهم القدرة على تحسين حياتهم ومستقبلهم”.
وإلى نص الحوار:
في العصر الذي يشهد إفلاس كثير من البنوك.. هل لا يزال هناك أمل لتمويل المشاريع الصغيرة؟
لا تقرض كل البنوك أموالًا مقابل أموال؛ فنحن عندما بدأنا كنا نقرض لوازم ومعدات للعمل، مثل: آلة خياطة أو معدات للبناء، وتسديدها بالأقساط دون فوائد. وعند شراء كمية كبيرة من الآلة الواحدة يتم حسابها من قِبل المورد بسعر منخفض، وربما يكون هذا أفضل من إقراض المال؛ لأن الحرفي في مهنة معينة يجيد عملها ولكنه لا يُحسن تسويقها.
يعاني كلٌ من الصين والهند اليوم من البطالة بسبب دخول الروبوتات إلى المصانع.. فما فرصة المستثمر الصغير في بنجلاديش؟
كلا البلدين يصنع منتجات بجودة مختلفة وفقًا لما يتطلبه السوق، وتوجد في كل بلد علامات تجارية يثق فيها زبائن معينون. واليوم في ظل توافر وسائل التواصل الاجتماعي وتحسين سلاسل التوريد صارت هناك فرصة للتواصل مع الزبون بدون وسيط، وكذلك معرفة رأيه في المنتج من خلال التعليقات. واليوم مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي وتحسين سلاسل التوريد أصبح هناك طلب على احتراف مهنة واحدة.
ما هي الضمانات التي يحصل عليها البنك من المقترض؟
عندما تقرض الحرفي آلة ويتم تزكيته من قِبل بعض زملائه فهو إما أن ينجح في السوق أو يردها؛ لأنه لا يريد أن يخسر سمعته أمام أصحاب العمل. وبالنسبة لي ربما يكون هذا أفضل من رهن البيت أو الممتلكات.
ما القطاعات التي من المفترض أن تدعمها الحكومات الغنية لتقليص الفقر؟
أصبح هناك تطور تقني في جميع القطاعات، مثل: الزراعة والخياطة واستخراج المواد الخام. وكلما زاد نمو المستوى التقني في كل القطاعات تقلّص الفقر. فعلى سبيل المثال: قبل 10 سنوات لا يستطيع ذوو الدخل المحدود امتلاك جوالات، ولكن اليوم أصبح الكثير يمتلك منها. كما صار كثير من الدول الفقيرة لديها تغطية إنترنت.
كيف وجدتَ السعودية في السنوات الأخيرة؟
عندما وصلتُ قبل يومين إلى السعودية لم أصدق أنها نفسها التي زرتها قبل 9 سنوات؛ فقد أصبح البناء فيها متطورًا، كما أن مستوى المشاريع لديها صار متنوعًا وحديثًا. وعندما تحدثت لعدد من السعوديين والسعوديات اكتشفتُ أن لديهم طموحًا عاليًا من أجل تحقيق مزيد من النجاح.
وتعتبر المشاريع الصغيرة والمتوسطة محركًا أساسيًا للنمو الاقتصادي وتقليص الفقر. والاستثمار في القطاعات التقنية بات ضرورة؛ حيث تؤدي التكنولوجيا دورًا مهمًا في تحسين الإنتاجية وخفض التكاليف.

اقرأ أيضًا:
شركة المهيدب للضيافة: المملكة تعيش طفرة بالقطاع السياحي ونطوّر سلسلة فنادقنا لمواكبتها
حوار| د. عبد الله الفرساني: اكتشفنا نباتًا يكافح سرطان المبيض بدلًا من العلاج الكيميائي
المصوّر السعودي سلطان بن عبد المحسن السلطان: أحلم بتصوير سمو ولي العهد ولقطة الكعبة الأهم في مسيرتي