يتمتع القادة ومتخصصو تنمية المواهب، بواسطة أدواتهم المتنوعة بالقدرة على إحداث تغيير إيجابي لدى الموظفين، ربما أكثر من أي شخص آخر، باستثناء المديرين التنفيذيين.
على سبيل المثال، رفع مهارات الموظفين في جميع أنحاء الشركة، وتمكينهم من دمج التغييرات الصغيرة لتحسين الاستدامة البيئية والعدالة الاجتماعية.
والآن، أصبحت الساحة مهيأة بالفعل للنخبة من تلك الفئة لتغيير العالم نحو الأفضل، لأنهم يستطيعون بالفعل مساعدة الشركات على تقديم حلول للتحديات الرئيسة التي تواجهها الشركات.
أهداف الاستدامة والعدالة الاجتماعية
نجد أن نحو 83% من الشركات لديها أهداف تتعلق بالاستدامة والعدالة الاجتماعية، و81% من قادتها يحصلون على تعويضات مرتبطة بالأهداف، ولكن أقل من 32% من تلك الشركات لديها خطط كافية لتحقيق هذه الأهداف.
وعلى الرغم من وجود تفاوت ثقافي بين بعض الدول حول قضايا “الاستدامة البيئية والاجتماعية والمؤسسية” (ESG)، معظم الشركات التي تستخدم المصطلح سالف الذكر على نحو أقل، لا تزال تلتزم بالتحسينات الاجتماعية والبيئية.
وهو ما يدفعنا للتساؤل حول: لماذا تتخلف إجراءات الشركات عن التزاماتها إلى هذا الحد؟
من السهل إلقاء اللوم على قوى الشركات أو المساهمين أو الافتقار إلى السياسة، إلا أن هناك تحديًا حقيقيًا وقائمًا آخر على جميع مستويات الشركات، وهو عدم تدريب الموظفين على دمج الابتكار الاجتماعي والبيئي في عملهم.
واليوم، وفي عالم الأعمال سريع التطور، أصبحت مفاهيم الاستدامة والإنصاف ذات أهمية قصوى بالنسبة للمؤسسات التي تسعى إلى الازدهار مستقبلاً، لإعداد القادة استعدادً لمواجهة التحديات والفرص التي تنتظرهم.
لذا، فمن الضروري تزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة للتنقل عبر التقاطعات المعقدة، خصوصًا بين الأعمال والمجتمع والبيئة.
ورغم تزايد شعبية مثل تلك المفاهيم، لم تصبح مفاهيم الابتكار الاجتماعي والمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة والمؤسسات الاجتماعية، سائدة في المراكز التعليمية للأعمال والهندسة التي تفرز قادة اليوم والغد.
إذًا، كيف يمكننا بناء مهارات أولئك القادة ومعارفهم وقدراتهم لدمج عملية صنع القرار الاجتماعي والبيئي في العمل اليومي وعندما تكون هذه المفاهيم غير مألوفة لدى العديد من الموظفين؟
تتمثل الإجابة ببساطة في: أن أفضل طريقة لبناء هذه المعرفة خلال التجربة الحقيقية، ولكن لفاعلية أكبر لمتخصصي تنمية المواهب، يجب مراعاة العوامل الخمسة التالية:
1- تحديد وحدات الأعمال المجهزة
بالطبع، يعرف كل من المديرين التنفيذيين، ومجلس الإدارة، ورئيس قسم الاستدامة، ورئيس قسم الموارد البشرية، وحدات الأعمال المجهزة.
وقد يساعد التعاون معهم على تركيز الجهود التدريبية لهذه الوحدات، ما يساعد في تحديد المكاسب السريعة.
2- تثقيف الموظفين
يجب أن يكون كل موظف على دراية بالعوامل المتعلقة بالجوانب البيئية والاجتماعية والحوكمة التي يتقاطع معها مجال عمله.
وبالطبع يشمل ذلك المجالات التي يساهمون فيها إيجابيًا أو لديهم فيها عوامل خارجية سلبية.
جدير بالذكر، أنه غالبًا ما يُساء فهم المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة كونها معقدة للغاية، ومع ذلك، توجد أدلة مجانية وبسيطة في العديد من المؤسسات التعليمية، مثل مؤسستي MovingWorlds ،TRANSFORM Support Hub للمساعدة في مشاركة تلك المفاهيم الأساسية والبقاء بعيدًا عن الاختلافات الثقافية.
3- تقديم فرص واقعية لبناء خبرة الموظفين
لا توجد طريقة أفضل وأكثر فاعلية لحصول موظفيك على خبرة واقعية في مجال المسؤولية الاجتماعية إلا من خلال التحاقهم بالعمل التطوعي الأقل تكلفة والقائم على المهارات مع الشركات الناشئة والمؤسسات الاجتماعية المؤثرة.
يساعد ذلك الموظفين على فهم الشكل الذي يبدو عليه الابتكار الاجتماعي في مجال الأعمال، تطبيقًا للقول القديم المأثور بأن “التجربة والتكرار هما أفضل معلم”.
لذا، تعاون على مشاركة موظفيك ونظرائك في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات للمساعدة في توفير مثل هذه التجارب.
4- مساعدة الموظفين على دمج التأثير في وظائفهم
تفشل العديد من البرامج التطوعية للموظفين في فهم المشاركة كتجربة معاملات فقط.
ومع ذلك، قد تكون هذه التجارب تحويلية إذا ما نفذت التعليم والبرمجة الشاملة، بحيث يعرف الموظفون أن بإمكانهم تعلم مفاهيم جديدة أثناء العمل التطوعي وتشجيعهم على إعادة الرؤى الخاصة بهم وتطبيقها في العمل.
5- إنشاء اتصالات مركبة
تتمتع وحدات الأعمال المتعددة في الشركة بالقدرة على التفاعل مع المؤسسات الاجتماعية المختلفة.
ومن ثم، يمكن لفرق المشتريات بشركتك توظيفهم، وأيضًا لفرق الابتكار الشراكة معهم، كما يمكن لفرق التوزيع البيع من خلالهم، وما إلى ذلك.
بالطبع، توفر جميع نقاط الاتصال فرصًا للتعليم والمشاركة، ورغم عدم إمكانية تحديد المؤسسات الاجتماعية المتوافقة فقط مع أعمال مؤسستك التي يمكن لموظفيك التطوع فيها، ولكن يمكنك أيضًا العثور على طُرق لإبقائهم منخرطين ومتصلين للمساعدة في خلق المزيد من كفاءات الأعمال والابتكارات والفرص.
من المؤكد، أن متخصصي تنمية المواهب في عالم اليوم يتمتعون بإمكانات هائلة لبناء المهارات الاجتماعية والبيئية التي يحتاجها قادة الأعمال لإصلاح المشاكل الاجتماعية والبيئية التي تواجه قطاع الشركات، ولك أن تتخيل تأثيرهم الإيجابي في تحسين مهارات مئات الآلاف من الموظفين فيما يتعلق بهذه المفاهيم.