مع الانتشار السريع للأجهزة التكنولوجية والمنصات الإلكترونية حدثت ثورةَ معلوماتية شاملةً غيّرت طريقة تعاطينا للمعرفة، وأصبحت المعلومة متاحة أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي جعل التعليم الذكي ملاذًا آمنًا لمن استطاع استغلال الفرصة لصقل مهاراته الحياتية والعملية.
لو أمعنا النظر في الكثير من المهارات والقدرات الإبداعية التي يمتلكها بعض الأشخاص، سنلاحظ أنها نتيجة لعملية التعليم الذكي، فهي من الوسائل الحديثة التي يُمكن من خلالها اكتساب المعرفة دون أي تدخل بشري، فالفرد وحده هو من يأخذ زمام المبادرة بالبحث عن المعلومات وكل المفاهيم الحديثة.
ومع ظهور مصطلح «التعليم الذكي» وانتشاره في الآونة الأخيرة، نطرح سؤالًا مهمًا، وهو: هل يُمكن لرواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة الاستفادة من وسيلة التعليم الذكي؟ بكل تأكيد يُمكنهم ذلك، فمع التقدم المذهل الذي تشهده الأجهزة اللوحية والتقنيات الحديثة ووسائل التواصل، مثل “فيسبوك وتويتر وإنستجرام” وغيرها من وسائل التقنية الأخرى، ونفوذها القوي الذي فرضته على كل أفراد المجتمع، تتجه أنظار رواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة إلى ما يُمكن أن تقدمه هذه التقنيات من توفير تجربة جديدة للتعلم غنية وثرية.
لذلك، سنحاول من خلال هذا المقال التحدث عن التعليم الذكي وتأثيره في رواد الأعمال، وما الذي يُمكن تقديمه لريادة الأعمال.
ما هو التعليم الذكي؟
في بادئ الأمر، نود أن نعرف ما هو التعليم الذكي، باستفاضة هو وسيلة تعليمية حديثة تعتمد على استخدام الأنظمة الإلكترونية والاتصالية والأجهزة اللوحية المتطورة، الأمر الذي يساعد رواد الأعمال وأصحاب الشركات على مواكبة المفاهيم الحديثة التي تتعلق بمجالات عملهم ومتابعة منافسيهم والخدمات المنتشرة في السوق التي تتشابه مع خدماتهم التي يقدمونها، والوقوف على المستجدات التي تتولد بشكل لحظي.
التعليم الذكي وتأثيره في رواد الأعمال
بلا شك أن رائد الأعمال بحاجة إلى التعلم وكسب المزيد من المعلومات والاطلاع على كل المفاهيم الحديثة خاصة في مجالات عمله؛ لكي يتمكن من تحقيق الهدف والقدرة على التنافسية، وهذا هو ما يوفره التعليم الذكي الذي ساهم بشكل قاطع في تغيير الطرق التقليدية التي تساهم في إيصال المعلومة، الأمر الذي يؤدي إلى استيعاب المحتوى بشكل أفضل.
إذن؛ يُمكن لرائد الأعمال مراقبة الأسواق وما تأتي به من جديد والوصول إلى أقصى قدر ممكن من المعلومات التي تتعلق بمجال عمله، وإعادة توظيفها وتطويرها والوقوف على المشكلات والبحث عن إيجاد حلول فعلية لها.
إن التقنية الحديثة والأجهزة الإلكترونية ساهمت بشكل كبير في إعداد رواد الأعمال وتزويدهم بكل الخبرات اللازمة من أجل أن يكونوا قادرين على التعامل مع المتغيرات والمخاطر التي قد تقابلهم في مجالات عملهم، كما ساهمت أيضًا في تشجيع رواد الأعمال على أن يشاركوا في المؤتمرات الدولية والمعارض وورش العمل التي تتحدث عن مستجدات الاقتصاد العالمي وأبرز المفاهيم التي تتعلق بعالم ريادة الأعمال.
ثمة دور آخر لعبه التعليم الذكي، وهو جعل رائد الأعمال قادرًا على وضع الاستراتيجيات الصحيحة لشركته أو مشروعه الخاص، وساهم في إعادة بناء مفاهيم العمل بطريقة صحيحة علمية؛ وذلك من خلال الربط بين المعلومات والتحليل وتنمية الفكر عند الموظفين وفريق العمل.
والتعليم الذكي أثر بشكل كبير في رواد الأعمال، لدرجة أنهم أصبحوا قادرين على تنفيذ أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع على أرض الواقع، وتطويرها وإحداث التغييرات اللازمة لها.
تطبيق استراتيجية التعليم الذكي في العمل
إذن؛ فإن عملية تطبيق التعليم الذكي في بيئة العمل، وتطوير المفاهيم لدى فريق العمل، تتطلب تزويد هذا الفريق بالأجهزة اللوحية والمحمولة والتقنيات التي يتم تقديمها لعرض المحتوى الإلكتروني بشكل سهل.
ينبغي أيضًا على أصحاب الشركات، عقد ورش عمل وبرامج تدريبية لفريق العمل وتأهيلهم؛ ليكونوا قادرين على استخدام أدوات التعليم الذكي، والتعامل مع كل الأجهزة الإلكترونية والتقنيات الحديثة.
في نهاية المطاف، لا تتحقق الفائدة من التعليم الذكي إلا من خلال الأدوات والتقنيات الحديثة وتطبيقها بشكل فعلي.
اقرأ أيضًا: التقنيات الناشئة.. حجر الزاوية في تطوير الاقتصاد الإبداعي