أضرار التمويل الشخصي على المدى البعيد‎

ليس من السهل بدء مشروع بدون الحصول على تمويل، وفي الوقت نفسه يمكن الإشارة إلى الكثير من أضرار التمويل الشخصي؛ أي إطلاق مشروع اعتمادًا على أموالك الخاصة.

والحق أن أي رائد أعمال أو ذي خبرة في هذا المجال يدرك قطعًا أن التمويل يأتي، عادة، في مرحلة لاحقة؛ فلا بد من تكبد بعض الأموال خاصة في المراحل الأولى من عمر المشروع؛ كيما تقنع هذا الممول أو ذاك بجدوى الاستثمار في مشروعك.

إذًا لن تطلق مشروعك من دون المساهمة فيه ببعض من أموالك الخاصة، وما نحاول التركيز عليه هنا هو بعض أضرار التمويل الشخصي؛ فعندما تقرر إطلاق المشروع اعتمادًا على أموالك فلا شك أنك تخاطر بعدة أشياء، على رأسها هذا الرأسمال الذي قررت استثماره في المشروع.

اقرأ أيضًا: الاكتتاب العام.. أنواعه والاستثمار فيه

مشاريع الاعتماد الذاتي

على الرغم من أن كل رواد الأعمال تقريبًا يلجأون إلى خيار التمويل _بمعناه الواسع_ في مرحلة ما من عمر المشروع، إلا أن هناك من يؤثرون إنشاء مشاريعهم بدون الاستعانة بأموال أحد، تلك المشاريع التي أطلقنا عليها «مشاريع الاعتماد الذاتي».

ولئن كان صحيحًا أن أضرار التمويل الشخصي حاضرة وبقوة _وسنأتي على ذكرها بعد قليل_ إلا أننا حين نفكر بشكل عملي نجد أن عدم الاعتماد على التمويل أفضل؛ لا سيما أن الممولين يملون عليك _كطالب للتمويل_ اشتراطاتهم، وقد يخرجون المشروع عن أهدافه الأساسية؛ ما يعني أنك لن تكون حرًا معهم بشكل كامل.

علاوة على أن بعضهم يطلب حصة في ملكية المشروع، ومنهم من يملي عليك وجهة نظره الخاصة، وفوق هذا كله فإن أدمغتهم موجهة نحو مكافحة خوف أساسي هو عدم خسارة رؤوس أموالهم، وتاليًا تحقيق أرباح من خلال الاستثمار في مشروعك.

وإن كان لهم الحق في التفكير بهذه الطريقة إلا أن طريقة التفكير تلك قد تكون ذات آثار سلبية في المشروع على المدى البعيد؛ فمن يركز على الربح حصرًا قد لا يعنيه ولاء العملاء ولا درجات رضاهم عن المنتج أو الخدمة.

إن «مشاريع الاعتماد» _حتى وإن كنا سنتحدث بعد قليل عن أضرار التمويل الشخصي_ هي تلك المشاريع التي ينأى أصحابها بأنفسهم عن سلبيات ومخاطر جمة.

وإنما قلنا إن الاعتماد على التمويل الذاتي للمشاريع خيار صعب لأن الذهاب إلى الممولين _وإن كان إقناعهم عملية صعبة وتتطلب فنًا ومهارة مخصوصين_ أسهل بكثير من تدبير المال اللازم لبدء التشغيل دون الاعتماد على أحد.

اقرأ أيضًا: تمويل المشاريع الناجحة.. هل هو حقًا ضرورة؟

أضرار التمويل الشخصي

وإن كنا قد عرّجنا فيما سبق على إيجابيات «مشاريع الاعتماد الذاتي» فسوف نرصد في «رواد الأعمال» أهم أضرار التمويل الشخصي وذلك على النحو التالي..

• انعدام اليقين حول التدفق النقدي

أحد أبرز أضرار التمويل الشخصي هو انعدام اليقين حول التدفق النقدي؛ إذ ليس ممكنًا بالنسبة لك ضمان استمرار التدفق النقدي للمشروع بشكل ثابت ومطرد.

صحيح أنه من الممكن أن تتوقع معدلات أرباحك خلال فترة زمنية بعينها، إلا أن هذه التوقعات قد لا تكون دقيقة بنسبة 100% دائمًا، كما أن المشروع نفسه قد يتعرض لأزمات تجعل من التدفق النقدي أمرًا عسيرًا.

اقرأ أيضًا: أسرار تمويلية يجب على رائد الأعمال معرفتها

• مخاطر على رأس المال الأصلي

لكن أبرز أضرار التمويل الشخصي أن رأس المال الأساسي _طالما أنك تعمل برأسمالك الشخصي_ معرض للفقدان.

وقد يقال إن الاستثمار والمخاطر يأتيان يدًا بيد، لكن المخاطر في هذه الحالة كبيرة وقد تكون كارثية، وإن كان صحيحًا في الوقت ذاته أن الذهاب إلى خيار التمويل ينطوي على مخاطره الخاصة، ولكن لا مجال الآن لبسط القول فيها.

اقرأ أيضًا: أهم 5 جهات داعمة لرواد الأعمال في المملكة

• ضغوطات شخصية

ومن ضمن أضرار التمويل الشخصي أن يكون رائد الأعمال الذي قرر إطلاق مشروعه اعتمادًا على أمواله الخاصة عرضة للكثير من الضغوط والقلق والمشكلات الشخصية والعائلية؛ فقد وضع كل أمواله تقريبًا في هذا المشروع، ولا شك أن هذا قد يؤثر في التزاماته الأخرى.

وربما يتم التغلب على هذه المعضلة عبر الإدارة الجيدة للمال، مع الإبقاء على قدر منه مخصص للعائلة واحتياجاتها، ولكننا آثرنا الإشارة إلى هذه النقطة لأنها موجودة بالفعل وتؤرق الكثير من رواد الأعمال.

علاوة على أن خسارة المشروع قد تضطرك إلى بيع أو رهن بعض ممتلكاتك الخاصة، كالمنزل أو السيارة أو ما إلى ذلك.

اقرأ أيضًا:

البنك المناسب للحصول على التمويل.. معايير التحديد والاختيار

التدفق النقدي.. مفهومه وأهميته

التطبيقات المصرفية.. التكنولوجيا الأسرع للمعاملات المالية