معظم الاتصالات التي نقوم بها للتواصل مع الآخرين، هي في النهاية اتصال بين فرد و آخر، سواء كنت ضمن عائلة، أو موقع اجتماعي، أو بيئة عمل.
ويتسم الاتصال بين فردين بدقة أكبر؛ لأن رد الفعل من الشخص الآخر يبين ما إذا كنت قد فهمت بدقة أم لا، فيما يتطلب التواصل بفعالية أكثر من مجرد دقة.
إنّ الغرض من معظم وسائل الاتصال هو التأثير على مواقف وسلوك من نخاطبهم. ولأنّ الجنس البشري عبارة عن مليارات الأفراد ، فلكل منهم طريقته للاستجابة؛ فليس هناك نهج واحد عالمي فعّال في هذا الإطار؛ لذلك ينبغي أن تتعلم التعبير عن نفسك بدقة، وبالطريقة التي ستنجز بها أهدافك إزاء من تخاطبه.
العملية الأساسية للتواصل
لتحقيق الدقة والفعّالية في التواصل، ينبغي أن تفهم جيدًا العملية الأساسية للتواصل، والتي لها أربعة متطلبات:
- نقل الرسالة.
- استلام الرسالة.
- الاستجابة للرسالة.
- فهم الرسالة.
دعونا نلقي نظرة على المتطلبات مرة واحدة:
نقل الرسالة:
لكل منا لهجة ذهنية خاصة به. إنّها اللغة العامة للثقافة التي ننمو بها، والتي تتعدل وفقًا للخبرات الفريدة في الحياة. فتجارب حياتنا تضيف ألوانًا وظلالًا للمعنى بكلمات مختلفة.
فعندما تتحدث لهجتك الذهنية تترجم إلى لهجات المستمع؛ وبذلك تكتسب الكلمات التي تتحدث بها لونًا مختلفًا عندما تخترق مسامع من يسمعك.
استلام الرسالة:
المطلب الأساسي الثاني لعملية الاتصال الأحادي من فرد لآخر، هي تلك الرسالة التي يتم استلامها وفهمها، فالمتواصل الفعّال يعلم أن معنى رسائله لن تصل، حتى يتأكد من أن الشخص الآخر قد استلم رسالته تمامًا كما أرسلت، كما يقوم بإجراء اختبار عبر مجموعة أسئلة وملاحظات؛ للتأكد من أنّ المعنى الحقيقي الذي يريد إيصاله، قد تم استلامه.
الاستجابة للرسالة:
الهدف من جميع الاتصالات هو الحصول على الاستجابة المطلوبة. فأنت تريد أن تفصح عن شيء بصورة صحيحة، ولديك المستمع الذي يفهم ماذا تعني من وراء هذا الإفصاح، لكنك تريد أيضًا منه أن يفعل شيئًا يبين به مدى الاستجابة.
فهم الرسالة:
بمجرد أن يتم تسليم الرسالة والاستجابة لها، ينبغي تقييم تلك الرسالة؛ إذ لاتكتمل دورة التواصل، إلا عندما تصل الرسالة كما تريدها للطرف الآخر.