الثقة، في مفهومها المطلق، تُمثل الإيمان القوي والراسخ بمصداقية شخص ما، وفي عالم الأعمال تُمثل امتلاك القوة والقدرة على تقديم خدمة أو منتج ما؛ لأنها تعتمد على الاستقلالية والتعاون الفعال والاحترام المتبادل وتبني قنوات اتصال مفتوح. وحتى تتمكن من كسب ثقة العملاء، فأنت حتمًا تحتاج إلى كل جهد عضلي وكل خلية من خلايا مخك؛ للتفكير في كيفية تطوير إدارة مشروعك الريادي وفريق عملك لتربح تلك الثقة.
لذلك اسع دومًا لجذب العملاء حول منتجك أو خدمتك، على سبيل المثال: إن اشترى العميل منتجك مرة واحدة فقط فأنت لم تنجح في كسب ثقته؛ أما إن تمكنت من كسبه كعميل دائم؛ فأنت نجحت في الفوز بثقته.
إن قدرتك على خلق أفكار جديدة، وسرعتك في اتخاذ القرارات، وبراعتك في قيادة استراتيجية مشروعك الريادي، وتنفيذ كل ذلك للعملاء متجاهلاً عامل الثقة لن يبلغك النجاح، ولكن بكسب ثقة عملائك ستتمتع بإنتاج أكثر إبداعًا وحرية أفضل لأعمالك.
وهناك عدة نصائح لتتمكن من بناء ثقة مع عملائك الجدد..
– إيميلات بطريقة احترافية
لبناء ثقة مع عملاء جدد مُحتملين، فأنت لست بحاجة إلى أن تكون رسميًا أثناء تقديم نفسك في اتصالاتك الأولية معهم، وقدم نفسك كمالك محترف ورجل أعمال، عند مراسلتهم.
يجب أن تكون رسالتك الإلكترونية ودية وفعالة وموجزة، واعلم أنها أكثر أهمية من كونها وسيلة للتواصل. تحدث مع عميلك عن الطريقة التي ستستخدمها لتؤدي عملك، وكيف يستطيع أن يستفيد منك.
وأخيرًا وليس آخرًا، تأكد من أن نصوصك الكتابية صحيحة إملائيًا، لأنها قد تفقدك العميل.
– وسائل الجذب
من أقوى وسائل جذب عملاء جدد لمشروعك الريادي، شهادات وتعليقات عملائك الحاليين والسابقين، على اتباعك لقواعد تسليم أعمالك في ميعادها، والتزامك بقواعد العمل.
أنت لا تعرف من ينظر في بياناتك، لذلك اصنع أعمالاً خاصة بكل مجال حتى إن لم يكُن لك عمل بذلك المكان، فهذه العينات تساهم في استقطاب العملاء.
اطلب من عملائك الحصول على تعليق يشهد بجودة منتجك أو خدمتك، وشارك تلك التعليقات الإيجابية على حسابات شركتك الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي؛ لتصبح مرجعًا لأي عميل ينوي شراء منتجك أو طلب خدمتك.
– شهادات العملاء
أنواع العملاء الذين عملت معهم، طريقتك وأسلوبك في أعمالك الماضية، شغفك لعملك، التزامك بمواعيدك النهائية، قدرتك على التواصل، هي كلمات مرورك؛ لكسب ثقة عملائك الجدد.
فشهادات عملائك السابقين على موقع شركتك الإلكتروني أو حسابها الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي، ستساعدك على بناء الثقة حتى قبل أن تتحدث إلى عملائك المُحتملين.
– اهتم بردود الأفعال
اطلب التعليقات من عملائك بشكل صريح إن لم يعرضوها عليك، سيعزز ذلك من عملك ويجعلك أهلاً لمنصبك، ويُظهر أنك مُنفتح على التعلم والنمو كمحترف، ويثبت أنك تهتم بآرائهم حول أعمالك، وما إذا كانوا سعداء أم لا، وأنك ملتزم بتلبية التوقعات وتجاوزها؛ ما يزيد من احتمالية توسيع نطاق عملك والتعاون معهم في المستقبل.
في المقابل، عندما تصادف عميلاً مميزًا يطلب منك الحصول على مراجعة أو معلومات حول مهاراته أو عملياته الإدارية، لا تبخل بتقديم أي أفكار لديك مناسبة له، وتأكد أنه كلما تمكنت من تحسين عمليات عملائك وحفظ أوقاتهم وأرباحهم، زادت ثقتهم فيك.
– التزم بمواعيد التسليم
قدم خدمة أو منتجًا جيدًا لعملائك مع الإيفاء بالمواعيد النهائية الخاصة بك، فهي من أفضل الطرق لبناء والحفاظ على الثقة مع عملائك.
أعلم أن مواعيدك النهائية ليست تواريخ عشوائية، إن لم تلتزم بها ستضيع مجهود أعضاء فريقك، بل قد يصل الأمر لتدمير مشروعك الريادي ككل.
إذا طلب منك عميلك الوفاء بمهلة غير واقعية، فأنت لست مُجبرًا على أن توافق على ذلك الموعد، بل اشرح له بكل احترام أنك لن تتمكن من إكمال العمل بحلول ذلك الوقت، إذا قاموا بالرد مرة أخرى، فستتكفل بالشرح المًفصل لما ستؤول إليه المهمة أو المشروع. قابلهم في الوسط، وبالتأكيد، ستكون قادرًا على تقديم تنازلات في تاريخ مناسب لكما.
قد تضطر في بعض الأحيان إلى تغيير كل شيء من أجل مشروع عاجل، فكُن مستعدًا.
– احترم وقت عميلك
عامل الناس كما تحب أن تُعامل، مثلما يجب على الجميع احترام وقتك، بادلهم الاحترام؛ لذلك راعي وقت عملائك، اجعل مهاتفتهم وعقد اجتماعات بهم في مواعيد محددة فيما بينكم مُسبقًا.
لا تحضر إلى ميعادك متأخرًا، كما لا تلغي أو تُعيد جدولة مواعيدك معهم في اللحظة الأخيرة. نتفهم صعوبة التزامك بالمواعيد في حال ازدياد عدد عملائك، ولكن كُن مرنًا في مهاتفتهم، وضع جدول مواعيد تناسب كليكما.
اهتم باجتماعات فريق عملك، وابذل قصارى جهدك لإنجاح تلك الاجتماعات، وتعامل معهم ليس كرائد أعمال ومالك للمشروع، ولكن كجزء منهم وموظف مستقل.
– لا تصطنع
لا تصطنع أي شيء مع العميل، وكُن نفسك، اتركها على طبيعتها، وتمسك بالصدق.
تعامل باحترافية لكن لا تجعل هذه الاحترافية تفقدك شخصيتك.
– التواصل الفعال
اجعل خطوط الاتصال مفتوحة بينك وبين عملائك، قد تحدث أشياء مهنية أو شخصية تتسبب في العديد من التغيرات التي يجب أن تشرحها للعميل؛ سيقلل هذا من فرص انزعاجهم ويجعلهم أكثر استعدادًا لتقبلها والتماس العذر لك.
– كُن شفافًا ومتواضعًا
إذا ساورك الشك في أمرٍ ما، فكُن صادقًا وتحدث مع العميل، إن هذا يساهم في بناء المزيد من الثقة.
ولو وقع خطأ ما، كُن مستعدًا لشرح كيفية حدوثه وما ستقوم به لإصلاحه، كُن شجاعًا ومتواضعًا لا تتردد في الاعتذار، تلك الأشياء إذا قمت بها ستجعل عميلك يتفهم بإمكانية حدوث خطأ لأنك إنسان ولست آلة.
وتأكد أنك كلما سارعت في إبلاغ العميل، كلما كان بإمكانك حل المشكلة بشكل أسرع، وكان ذلك أفضل للجميع.
– مساعدات مجانية
تعاملك مع العميل هو الذي يحدد مقدار بناء الثقة بينكم. لن يضر إن تعاطفت مع عملائك عند العمل معهم، فممارسة بعض التعاطف مع العملاء أمر جيد.
حاول تقديم بعض المساعدات المجانية لعميلك، إن كان لديك وقت إضافي وتستطيع عمل ذلك، فإنك بذلك لن تعمق ثقته بك وولائه لك فحسب؛ بل ستجعله يضمك لقائمة أصدقائه وزملائه المقربين.
اقرأ أيضًا:
اسبق وثابر.. كيف تتفوق على منافسيك؟