تعد المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة من أكثر المواضيع التي تشغل العالم اليوم، وتسعى الشركات إلى تحقيقها بشكل مستمر. ومن المعروف أن الحوكمة المؤسسية تلعب دورًا كبيرًا في تحقيق المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة في الشركات.
بشكل عام يمكن القول إن الحوكمة المؤسسية هي الأساس الذي ترتكز عليه المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة، وعامل حاسم يؤثر بشكل كبير في سمعة الشركة وعلاقتها بالمجتمع وتأثيرها في البيئة. ومن خلال تطبيق الممارسات الصحيحة للحوكمة المؤسسية يمكن للشركات تحقيق المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة وتعزيز دورها في المجتمع.
الحوكمة المؤسسية والمسؤولية الاجتماعية
تعني الحوكمة المؤسسية إدارة الشركات والمؤسسات بشكل فعال ونزيه؛ حيث تتمثل في مجموعة من الممارسات والسياسات التي تحدد كيفية إدارة وتوجيه الشركة وتحديد أدوار ومسؤوليات الإدارة والمساهمين والموظفين وغيرهم من الأطراف المهمة. وتهدف إلى تحقيق الشفافية والمساءلة والعدالة والمصلحة العامة.
تلعب الحوكمة المؤسسية دورًا حاسمًا في تحقيق المسؤولية الاجتماعية؛ إذ تساهم في تحقيق الشفافية والمساءلة والعدالة في عمليات الشركة.
ومن خلال تحقيق هذه المبادئ تتمكن الشركات من تحقيق المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة. ومن أهم الأدوات التي تستخدمها الشركات لتحقيق المسؤولية الاجتماعية هي تكوين مجالس إدارة مؤهلة ومتنوعة، تحديد وتطبيق معايير السلوك الأخلاقي، تطوير إجراءات رصد وتقييم الأثر الاجتماعي والبيئي للشركات.
اقرأ أيضًا: المسؤولية الاجتماعية للشركات وحل مشاكل المجتمع
نوضح في «رواد الأعمال» بعض المسؤوليات التي تقع على عاتق الحوكمة المؤسسية وذلك على النحو التالي:
-
وضع القوانين واللوائح
تضع الحوكمة القوانين واللوائح التي تحدد المعايير اللازمة لتحقيق المسؤولية الاجتماعية، وتشجع الشركات على الالتزام بها وتحد من الممارسات غير الأخلاقية وغير المسؤولة.
-
المراقبة والتفتيش
تتولى الحوكمة مراقبة وتفتيش عمل الشركات للتأكد من الالتزام بالمعايير واللوائح المحددة، وتتخذ الإجراءات اللازمة ضد الشركات التي تخالف هذه المتطلبات.كذلك تشجيع الشركات على التطوع في المسؤولية الاجتماعية.
كما تشجع الحوكمة الشركات على التطوع في المسؤولية الاجتماعية وتقديم الدعم والتشجيع المناسب لتحقيق ذلك، وتعمل على توفير الدعم المالي والتقني للشركات التي ترغب في تنفيذ مشاريع تنموية مستدامة.
-
توفير الدعم التقني والتدريب
توفر الحوكمة الدعم التقني والتدريب للشركات لتمكينها من تحقيق المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة، وتساعدها في تحديد الممارسات الصحيحة والمبادئ المستدامة التي يجب عليها اتباعها.
-
التعاون مع الجهات الأخرى
تعمل الحوكمة على التعاون مع الجهات الأخرى، مثل: المنظمات الدولية والمجتمع المدني والشركات الأخرى؛ لتحقيق المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة، وتعزيز الشراكات المجتمعية.
اقرأ أيضًا: هل المسؤولية الاجتماعية ميزة تنافسية؟
-
تكوين مجالس إدارة مؤهلة ومتنوعة
يعتبر تكوين مجالس إدارة مؤهلة ومتنوعة أحد العوامل الرئيسية في تحقيق المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة. حيث يجب أن يتمثل أعضاء المجلس في مجموعة متنوعة من الخلفيات والثقافات والجنسيات، وأن يكونوا مؤهلين وذوي خبرة في مجالات مختلفة. وبذلك، يتمكن المجلس من اتخاذ القرارات المهمة بشكل فعال ومتوازن، وتلتزم الشركة بالمعايير الأخلاقية والبيئية العالية. ويمكن للشركات تحقيق ذلك من خلال تنظيم دورات تدريبية لأعضاء المجلس وتحديد معايير واضحة لانتقاء أعضاء المجلس بناءً على الخبرات والكفاءات المطلوبة.
-
تحديد معايير السلوك الأخلاقي
تعتبر معايير السلوك الأخلاقي أحد العوامل الرئيسية في تحقيق المسؤولية الاجتماعية؛ حيث تضمن الالتزام بالمعايير الأخلاقية المناسبة والمتعلقة بالأعمال. ويمكن تنفيذ هذه المعايير من خلال إعداد وتطبيق سياسات وإجراءات داخلية للشركة، توفير التدريب والتوعية للموظفين والإدارة بشأن معايير السلوك الأخلاقي، تعزيز التحول الثقافي داخل الشركة لدعم هذه المعايير.
-
تطوير إجراءات رصد وتقييم الأثر
يجب أن تتخذ الشركات إجراءات واضحة وفعالة لرصد وتقييم الأثر الاجتماعي والبيئي لأعمالها. يمكن تحقيق ذلك من خلال تنفيذ دراسات الأثر البيئي والاجتماعي، تطوير خطط العمل المستدامة، تحديد مؤشرات الأداء البيئي والاجتماعي المناسبة ورصدها بشكل دوري. ومن خلال تحديد ومراقبة هذه المؤشرات تستطيع الشركات تحسين أدائها وتحقيق المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة.
اقرأ أيضًا:
الاقتصاد الدائري.. تعريفه وأهميته
مبادئ الاستدامة.. لماذا يجب أن تلتزم بها الشركات؟
شركة الزمازمة.. مساعٍ مُبتكرة لخدمة ضيوف الرحمن
وزارة الحج والعمرة.. جهود في المسؤولية الاجتماعية
مفهوم الاستدامة الاقتصادية.. 5 مبادئ لدعم التنمية والازدهار