تنعقد خلال شهر مايو المقبل، فعاليات المؤتمر الدولي الأول حول التجارة الإلكترونية واللوجيستيات بالعاصمة الإدارية بمصر، بتنظيم من «تريو إل إل سي»؛ إحدى أكبر مؤسسات التسويق الأمريكية، على أن تُقام النسخة الثانية للمؤتمر في السعودية؛ لما تمثله المملكة من إمكانيات ومقومات اقتصادية كبيرة، ولاهتمامها بالشركات الناشئة التي وفق رؤية 2030؛ لذا كان حوارنا مع طارق جعرور؛ رئيس مجلس إدارة «تريو إل إل سي» حول فعاليات المؤتمر..
- ماذا عن فعاليات المؤتمر؟
سيكون المؤتمر بمثابة طاولة لطرح الخبرات والأفكار للمشاريع التي لم تتحقق على أرض الواقع، وتحتاج إلى مزيد من الخبرة والتشجيع والتمويل، بجانب المشاريع الناشئة والصغيرة والمتوسطة، التي تسعى إلى التطوير من دون الخروج عن هدفها الحقيقي الذي أنشئت من أجله، وتصحيح مسارها.
يشارك في المؤتمر مؤسسات تمويل عالمية، وشركات لوجيستيك عالمية، وشركات ناشئة وصغيرة ومتوسطة، ومنظمات دولية معنية بسلاسل الإمداد، ورجال أعمال ومستثمرين.
وكتجربة فريدة، يضم المؤتمر جميع العلامات التجارية الإلكترونية من جميع أنحاء العالم؛ للتعرف على أحدث الاستراتيجيات التي تركز على eBiz، والتكامل مع بعضها البعض، وإيجاد شركاء لديهم حلول؛ لمساعدتهم في الارتقاء بأعمالهم إلى المستوى التالي بتحول رقمي ناجح.
- ولماذا يحمل شعار “استثمر في اللوجيستيات”؟
لأن التجارة الإلكترونية تحتاج إلى لوجيستيات إلكترونية؛ لذا نؤكد على أهمية استثمار القطاع الخاص في قطاع اللوجيستيات، خاصة أنه يُدار عالميًا من خلاله؛ كون المتغيرات لحظية في هذا القطاع، سواء في التقنيات أو أسعار خدماته؛ ما يتطلب مرونة في تحديد هامش الربح من ناحية، والاستحواذ أو الاندماج مع كيانات أخرى من ناحية أخرى؛ وهو عامل رئيس لبناء كيانات اقتصادية كبيرة، تواجه تحديات السوق وتقلباته.
كذلك، يتمتع القطاع الخاص بالمرونة لإبرام مثل هذه الصفقات نيابةً عن القطاع الحكومي، الذي تحكمه عوامل محلية أو دولية؛ مثل المسؤولية، والالتزام، والبيروقراطية، وتحمل أعباء الصراعات أو تقلبات السوق.
لذلك نجد اليوم – في مصر أو السعودية – اهتمامًا من القطاع الخاص بالاستثمار، وكذلك الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، التي تمثل الدعامة الأساسية للاقتصاد الوطني.
وسيكون الملتقى بالفعل أول مؤتمر تكنولوجي لوچيستي، يقدم حلولًا تكنولوجية مبتكرة في مجال اللوجيستيات، ويسلط الضوء على الميكنة والرقمنة، وتخفيض تكلفة الحلول التجارية والصناعية والصناعات اللوچيستية؛ لتكون هناك بنية رقمية للتصنيع الذكي، تتماشى والتحديات الجدية مع الثورة الصناعية الرابعة؛ حيث الذكاء الاصطناعي، والأتمتة، وإنترنت الأشياء، والبلوك تشين، وغيرها.
مصر والسعودية
- لماذا اخترتم انطلاق النسخة الأولى في مصر، والثانية في السعودية؟
مصر والسعودية محطتان رئيستان في عالم التجارة والأعمال محليًا، وإقليميًا، وعالميًا؛ لما يتمتع به البلدان من بنية لوجيستية ومينائية، وموقع جيو استراتيجي كملتقى لحركة التجارة العربية، كما أنهما يكملان بعضهما البعض فى سلاسل الإمداد؛ حيث سوق النفط والغاز بالمملكة، فيما نجد مصر سوقًا للخبرات والعمالة؛ وبهذا يكملان دائرة الأعمال معًا.
المؤتمر بمثابة ملتقى عالمي، يضم كافة الشركات العالمية المتخصصة في مجال التحول الرقمي، كما يمثل إضافة قيِّمة للاقتصاد المصري، ويساهم في دمج الشركات الناشئة.
كذلك، يمثل الملتقى فرصة لطرح الفرص الاستثمارية في مصر والسعودية، في مجال يعد العمود الفقري للتجارة؛ وهو اللوجستيات والموانئ البحرية والجافة والبرية، وطرحها للحوار؛ لدعم فكرة المركز اللوجستي، خاصةً أن رؤية 2030 في البلدين أن يصبحا أكبر مركز لوجيستي بالمنطقة.
- ما الجديد بالمؤتمر في ظل التحديات العالمية في صناعة اللوجيستيات؟ وما أهم محاوره؟
تضم أجندة المؤتمر جلسات متنوعة؛ لمناقشة الجديد في اتجاهات الصناعة، والاستماع إلى آراء الخبراء، والتعرف على المنتجات والاحتياجات الجديدة للمستهلك، ودراسة متغيّرات السوق في الفترة المقبلة، وتحدياته المستمرة.
ويتضمن البرنامج أيضًا جلسات نقاشية، تتعلق بمجالات الصناعة، كما تقام على هامشه ندوات وورش عمل، وموائد مستديرة حول العديد من القضايا المالية والاقتصادية والتجارية في مصر وغيرها من دول العالم.
مستقبل التحول الرقمي
- وهل تتضمن فعاليات المؤتمر فرصًا للشركات الناشئة؟
يعرض مؤتمر eGlobExpo مستقبل التحول الرقمي في العالم، والتعرف على أحدث التقنيات والرؤى من العلامات التجارية الرائدة ومقدمي الخدمات؛ لمساعدة الشركات على بناء استراتيجية تحول رقمي ناجحة، خاصةً أن المؤتمر يضم آلاف المحترفين وأصحاب الخبرة من جميع المجالات، ومقدمي الحلول حول العالم؛ ما يتيح فرصة لرواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة للتواصل معهم، والتعلم من خبراتهم،؛ حتى ترتقى أعمالهم في ظل المنافسات العالمية، ودعمها سواء بالتمويل المباشر، أو بالتمويل من خلال الاستحواذ على حصص في هذه الشركات، خاصة أن التحول الرقمي هو مستقبل جميع الأعمال والصناعات.
البنية الرقمية
- البنية الرقمية أحد أهم محاور المؤتمر ونقل التكنولوجيا الحديثة للشركات الناشئة، فإلي أي مدى سيتم تنفيذ خلال فعاليات المؤتمر؟
يمثل المنتدى فرصة لإتاحة فرص للشراكة والاندماج، وتبادل الإمدادات والبيانات الرقمية في المجال الإلكتروني، والتجارة بأذرعها الأساسية من المعالجات الإلكترونية، وأنظمة التحصيل، وتسليم البضائع من الباب إلى الباب، مثل التكنولوجيا اللوجستية، والتعامل الرقمي والفوترة للمعاملات الإلكترونية الأخرى؛ ما يعني نقل هذه التقنيات الحديثة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة في السوق المصري.
- التمويل أحد أهم مشكلات الشركات الناشئة، فهل لديكم حلول لها؟
للتمويل أوجه عديدة؛ منها التمويل المباشر، والتمويل من خلال الاستحواذ على حصص في هذه الشركات؛ وهو جانب أساسي أبدت مؤسسات كبيرة ودولية اهتمامها به، واستعدادها لأخذ خطوات عملية تجاهه.
ملف التجارة الإلكترونية
- وماذا عن ملف التجارة الإلكترونية في المؤتمر؟
تمثّل التجارة الإلكترونية بالفعل أحد أهم مكونات حركة التجارة العالمية فى ظل دخولنا عالم الرقمنة، التي أصبحت جزءًا من حركة «الحياة» الآن، كما أنها تجارة متنامية في العالم؛ حيث تمثل ملياري مسوّق إلكتروني في العالم.
- لماذا جاء اهتمامكم بقطاع النقل البري والنقل متعدد الوسائط؟
قطاع النقل البري والنقل متعدد الوسائط بمثابة «رئة» حقيقية لخدمة قطاع اللوجيستيّات، ففي مصر اهتمت الحكومة بإنشاء البنية التحتية لهذا القطاع الحيوي، وربطه بالموانئ البحرية أو الجافة كامتداد لوجيستي يكمل سلاسل الإمداد.
وفي المملكة – وفق رؤية 2030 – جاء الاهتمام به كأهمية استراتيجية لحركة التجارة؛ حيث تمت زيادة مجموع أطوال السكك الحديدية المستقبلية، وتنفيذ مشروع «الجسر البري»، من أهم مكونات الاستراتيجية، وربط موانئ المملكة على ساحلي الخليج العربي والبحر الأحمر بمراكز لوجستية حديثة، ومراكز للأنشطة الاقتصادية والمدن الصناعية والأنشطة التعدينية؛ ما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة، وخلق شبكة ربط آمنة ذات كفاءة عالية، ويخفف الضغط على الطرق البرية، كما يخلق منظومة إمدادات ونقل كفؤة داخل المملكة، وتتعاظم أهميتها وكفاءتها بربطها بالشبكة الخليجية مستقبلًا.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
الدكتور ماجد العظيمان: ريادة الأعمال قفزت بشكل هائل مع التحول الرقمي
الخبيرة التقنية جوانا طلال: استخدام البريد الإلكتروني يحقق عوائد قيمة للشركات بشروط
أروى شفي مديرة مسرعة “تقدّم”: انطلقنا منذ 6 سنوات ويتخرج منها 27 شركة سنويًا
فهد العرجاني: المجلس السعودي الصيني يركز على نقل المعرفة للشركات الصغيرة
لميس باكودح مدربة ريادة الأعمال: التوجيه السليم أساس المشاريع الناجحة