يعاني رواد الأعمال في بداية خوض هذه التجربة من الكثير من المشكلات والعراقيل والعقبات، وبطبيعة الحال، هناك الكثير من الأمور التي يمكن فعلها للتخفيف من حدة هذه الصعوبات، لكن ما يصبو إليه أي رائد أعمال محنك هو العثور على حل مستدام للمشكلة التي تؤرقه، ومن هنا جاء حديثنا عن دور المسؤولية الاجتماعية للشركات في ريادة الأعمال.
إن انتهاج هذه الطريقة _لعب دور مجتمعي بهدف تسويقي_ ليس سهلًا، لكنه يضمن حلًا مستدامًا وجذريًا للمشكلات التي تؤرق رواد الأعمال، ومن ثم يمكن القول إن دور المسؤولية الاجتماعية في ريادة الأعمال هو، قبل كل شيء، خيار الضرورة، أي أن هؤلاء المغامرين والداخلين حديثًا إلى هذه التجربة من الواجب عليهم دفع شركاتهم للعب دور اجتماعي إيجابي؛ أملًا في كسب ثقة الجمهور المستهدف والتأثير فيه.
اقرأ أيضًا: استثمار القيمة الاجتماعية.. إشراك الجميع في المهمة
اختصار الطريق
صحيح أن الحديث عن المسؤولية الاجتماعية ليس حديثًا محببًا لدى كثير من رجال الأعمال، سوى أن هذا النمط من رجال الأعمال ليس محنكًا كفاية، ولا ملمًا بقواعد اللعبة في الوقت الراهن؛ فالسوق تغير، والمنافسون ازدادوا قوة وشراسة، ومن ثم يجب عليك _كرجل أعمال مخضرم أو رائد أعمال مبتدئ_ أن تبحث عن طريقة تميزك عن غيرك.
ومن هنا يأتي دور المسؤولية الاجتماعية للشركات، والتي هي ليست طريقًا سهلًا، بل هي طريق الجادة _إن أردت الدقة_ لكن اتباع هذا الطريق يعفيك كرائد أعمال من تجربة الكثير من الطرق الأخرى والتي ربما لا تكون مجدية، أو قد تؤدي حلولًا مؤقتة فحسب.
وإذا كان كذلك، فإن أداء رواد الأعمال دورًا إيجابيًا في المجتمعات التي يعملون فيها سيعمل على ادخار الوقت لهم، ومن ثم توجيههم الوجهة الصحيحة.
اقرأ أيضًا: استراتيجية العمل الخيري والإسهام في الرفاه الاجتماعي
ميزة تنافسية
عليك أن تعي، منذ البداية، أنهم ما لم تكن ميزة تنافسية، أو لم ينطو منتجك على قيمة مضافة حقيقية، فعلى الأرجح لن تجد لك موطئ قدم في السوق، وإذا كانت الكثير من الاستقصاءات التي أجريت خلال السنوات القليلة الماضية تشير إلى أن الأجيال الحديثة أكثر ميلًا للتعامل مع الشركات الملتزمة بلعب دور اجتماعي إيجابي في المجتمع، فإن المسؤولية الاجتماعية للشركات يمكن أن تكون ميزتك التنافسية، والقيمة المضافة التي تقدمها شركتك للمجتمع بشكل عام وعلى المدى البعيد.
ناهيك عن أن كل الجهات التي ستكون مضطرًا للتعامل معها ستفضل الشركات التي لديها برامج اجتماعية، وسياسات مسؤولة، وهو الأمر الذي سيسهل عليك الكثير من القضايا، مثل الرغبة في الحصول على التمويل، والاستحواذ على صفقة ما.. إلخ.
اقرأ أيضًا: القيمة الاجتماعية للشركات.. معيار النجاح في الألفية الجديدة
خفض التكاليف
الحديث عن التكاليف في ظل المسؤولية الاجتماعية للشركات غالبًا ما يكون شائكًا؛ إذ إن البرامج الاجتماعية التي تقوم بها هذه الشركات دائمًا ما تكون مكلفة، صحيح أنها استثمار على المدى الطويل لكنها تبقى تكاليف في نهاية المطاف.
ولكن ثمة أمر آخر حريّ بنا الالتفات إليه، وهو ذاك المتعلق بكون التزام هذه الشركة أو تلك بتقليل استخدام الموارد والنفايات والانبعاثات، يمكنه أن يساعد البيئة ويوفّر المال أيضًا. إن أخلاقيات الأعمال _والتي تظهر في أمور شتى؛ من بينها إعادة تدوير المخلفات والنفايات المختلفة_ تنعكس على شكل أموال مدخرة.
ومن هنا فإن دور المسؤولية الاجتماعية يظهر في خفض التكاليف التي كان على رواد الأعمال وأصحاب الشركات تكبدها ما لم ينتهجوا نهجًا اجتماعيًا إيجابيًا.
اقرأ أيضًا: المسؤولية الاجتماعية وتحسين نوعية الحياة
الحفاظ على الموظفين الموهوبين
تلك ميزة كبرى، خاصة للشركات الناشئة التي ما فتأت تتلمس طريقها؛ فمن شأن الموظفين الموهوبين تفضيل العمل لصالح مؤسسات آلت على نفسها إصلاح المجتمع وتنميته والدفع به قُدمًا. وبالتالي فإن الشركة الملتزمة اجتماعيًا وبيئيًا ستضمن ليس فقط الحفاظ على ما لديها من موظفين أكفاء، وإنما جذب موظفين موهوبين جدد.
يتمثّل دور المسؤولية الاجتماعية للشركات، اعتمادًا على هذا الطرح، في صنع الحافز لدى الموظفين للبقاء على قوة الشركة لفترة أطول، وبالتالي تقليل تكاليف التوظيف وإعادة التدريب.
اقرأ أيضًا: ممارسة المسؤولية الاجتماعية للشركات.. 3 مبادئ أساسية
سهولة الحصول على التمويل
التمويل واحد من أبرز العقبات التي تواجه رواد الأعمال، لكن الجهات المانحة والممولة تفضّل، في الغالب، تقديم الدعم ومد يد العون، لشركات ذات سمعة جيدة، ومن ثم سيمسي الحصول على الربح سهلًا، إلى حد كبير، بالنسبة لشركة قررت إحداث فرق على الصعيد الاجتماعي.
اقرأ أيضًا:
ثقافة العدالة في المؤسسات.. تعزيز للإبداع وزيادة بالإنتاجية
المسؤولية الاجتماعية قيمة مضافة وسلاح سري للشركات الناشئة
المسؤولية الاجتماعية المتبادلة.. وحدة الأهداف وتعدد المصالح