في عصر يتسارع فيه التطور باتت الكفاءة والتأثير ضرورة لا غنى عنها لضمان القيادة الفعالة وتحقيق النجاح المستدام في المجتمع والعالم من حولك؛ لذا فإن اعتماد خمس طرق لتكون مؤثرًا يُمكن أن يصبح الخطوة الأولى نحو تحقيق ذلك.
برز مصطلح “المؤثر” كظاهرة عصرية مع ازدهار منصات التواصل الاجتماعي وتوسع رقعة التأثير الرقمي، وصار تأثير هؤلاء الأفراد في آراء الجمهور بمختلف المجالات لا يمكن إنكاره؛ ما يثير تساؤلات حول ثقل هذا اللقب ودوره في المجتمع.
ويُمثل المؤثرون عنصرًا مهمًا في حياتنا، سواء على المستوى المهني أو الشخصي، فمن خلال قنوات التواصل التي يمتلكونها يُمارسون تأثيرًا هائلًا في عملية صنع القرار.
جواز عبور نحو التألق والقيادة
بات امتلاك القدرة على التأثير في الآخرين عنصرًا مهمًا لتحقيق القيادة والتألق بمختلف مجالات الحياة، فمن خلال التأثير يمكننا بناء علاقات قوية قائمة على الثقة، وتحقيق أهدافنا بسهولة أكبر، وقيادة المؤسسات بكفاءة؛ وتعزيز ثقتنا بأنفسنا، ونيل احترام وتقدير الجمهور.
-
بناء علاقات قوية راسخة
يُشكل التأثير حجر الأساس لبناء علاقات قوية وموثوقة مع الآخرين، فعن طريق التأثير الإيجابي نصبح أكثر قدرة على التواصل الفعال، وإلهام الآخرين، وتكوين تحالفات راسخة تحقق الأهداف المشتركة.
-
تحقيق الأهداف بيسر وفعالية
يُمكّن التأثير من فتح أبواب النجاح أمامنا؛ ما يُسهّل تحقيق أهدافنا على المدى الطويل، ونصبح أكثر قدرة على حشد الدعم والمساندة من الأشخاص المحيطين بنا، وهذا يُساعدنا في تخطي العقبات وتحقيق طموحاتنا.
-
القيادة الفاعلة وإلهام مبدع
تُعد مهارات التأثير ضرورية لقيادة المؤسسات بنجاح، فالقائد المؤثر يتمتع بقدرة فائقة على تحفيز وتحريك فريقه، وتوفير بيئة عمل إيجابية تحفز الإبداع وتعزز الإنتاجية.
-
تعزيز الثقة بالنفس
كلما زاد تأثيرنا ازدادت ثقتنا بأنفسنا ورضانا عن قدراتنا، فالشعور بقدرتنا على التأثير في الآخرين يعزز احترامنا لذاتنا ويُحفزنا على تحقيق المزيد من الإنجازات.
-
نيل احترام وتقدير المجتمع
يتيح لنا التأثير الإيجابي اكتساب مكانة مرموقة في نظر الآخرين، ونيل احترامهم وتقديرهم، فالشخص المؤثر يُنظر إليه كنموذج يُحتذى به وقائد يُلهم من حوله.
خمس طرق لتكون مؤثرًا
إذا كُنت تتطلع إلى أن تكون بارزًا في مجال القيادة وشخصًا إيجابيًا ومؤثرًا في مجتمعك فيجب عليك اعتماد خمس طرق لتكون مؤثرًا، وتشمل:
سمات تُشكّل سمعة قوية
يُعرف الشخص ذو السمعة القوية بكونه موثوقًا به ومحترمًا وجديرًا بالثقة؛ فهو يتسم بالأمانة في تعاملاته، ونزاهة سلوكه، والالتزام بمسؤولياته؛ كسبًا لثقة من حوله واحترامهم وتقديرهم؛ ما يُمّهد الطريق أمامه لتحقيق النجاح في مختلف المجالات.
فالشخص الموثوق به يُصبح مرجعًا في الأوقات الصعبة، يشارك أسراره ويفصح عن مشاعره دون خوف من الخيانة أو الإساءة، والشخص المحترم يُعامل بتقدير ومودة ممن يعرفونه؛ ما يُسهّل عليه إنجاز مهامه وتحقيق أهدافه، بينما الشخص الجدير بالثقة تُسند إليه المهام المهمة دون قلق من التقصير أو الإخفاق.
ولكن كيف يُمكن للشخص أن يبني سمعة قوية؟
- الالتزام بالوعود: عندما يُعطي الشخص وعدًا يجب عليه الوفاء به مهما كانت الظروف التي يتعرض لها في يومه.
- الصدق والأمانة: الصدق والأمانة هما أساس أي علاقة ناجحة في الحياة عمومًا، فالشخص الصادق يكتسب ثقة من حوله، بينما يفقد الكاذب مصداقيته ويُصبح غير جدير بالثقة.
- المسؤولية: عادة ما يُدرك الشخص المسؤول واجباته كاملة ويلتزم بها على أكمل وجه؛ فهو لا يُلقي باللوم على الآخرين، بل يُحاول إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهه.
- التواضع: من المهم أن يتواضع الشخص ولا يظهر نفسه أبدًا فوق الآخرين؛ فالتواضع دائمًا ما يُكسبه محبة الناس واحترامهم، سواء كان في الحياة العادية أو العمل.
مهارات تُعزز الكفاءة
لا تقتصر سمات الشخص الناجح على الصفات الشخصية فحسب، بل تمتد أيضًا لتشمل مجموعة مهارات محسنة تُساعده بشكلٍ كبير في إنجاز المزيد من المهام اليومية بكفاءة عالية؛ فالشخص الكفء هو من يتمتع بالذكاء والقدرة على حل المشكلات، واتخاذ القرارات الصائبة.
والشخص الماهر هو من يتقن مهاراته العملية ويُجيد أداء وظائفه على أكمل وجه، بينما الشخص المنتج هو من يُنجز الكثير من العمل خلال وقت قصير دون إهمال للجودة.
ولكن يعزز الشخص كفاءته؟
- التعلم المستمر: من الضروري أن يتعلم الشخص مهارات جديدة في مختلف المجالات بشكل مستمر، فالعالم يتغير بسرعة كبيرة، والشخص الذي لا يتعلم يصبح متخلفًا عن عصره.
- التطوير الذاتي: ينبغي على الشخص أن يسعى باستمرار لتطوير مهاراته الشخصية والمهنية؛ فالتطوير الذاتي يُساعده في تحقيق المزيد من الأهداف بشكل أفضل.
- إدارة الوقت: من المؤكد أن مهارة إدارة الوقت وتنظيمه سمة أساسية في الشخص الناجح، ومن هذا المنطلق يجب أن يحسّن مهاراته في إدارة الوقت لكي يُنجز أعماله بفعالية أكبر.
- التنظيم: دائمًا ما يحظى الناجح بقدرة هائلة على التنظيم؛ لذا من الضروري أن يعمل الشخص باستمرار على تنظيم عمله لكي يُصبح أكثر كفاءة وفعالية.
حضور تنفيذي يلهم الثقة
لا شك أن الثقة تأتي ضمن أفضل خمس طرق لتكون مؤثرًا، فعادة ما يتمتع الشخص ذو الحضور التنفيذي بسلطة نابعة من ثقة بالنفس، وإصرار على تحقيق الأهداف؛ فهو قائد يُلهم من حوله، وواثق من قدراته، وحازم في قراراته.
كيف يمكن للشخص أن يطور حضورًا تنفيذيًا؟
- لغة الجسد: تُعد لغة الجسد من العوامل المُهمة التي تُؤثر في الحضور التنفيذي، فالشخص الذي يتخذ وضعية صحيحة ويحافظ على تواصل بصري مع الآخرين يصبح أكثر ثقة واحترامًا.
- التواصل الفعال: من الضروري جدًا أن يتواصل الفرد بفعالية مع الآخرين؛ لإيصال أفكاره بشكل واضح ومقنع.
- الحماس والإيجابية: ينبغي على الشخص أن يظهر حماسًا وإيجابية في عمله، فالحماس والإيجابية من أهم الصفات التي تلهم الآخرين وتُحفزهم على العمل بجد.
- الذكاء العاطفي: من المهم أن يتمتع الفرد بذكاء عاطفي عالٍ، فالفرد ذو الذكاء العاطفي العالي يُدرك تمامًا مشاعر الآخرين ويُحسّن علاقاته بهم.
شخصية جذابة تثير الإعجاب
تأتي الجاذبية ضمن أفضل خمس طرق لتكون مؤثرًا في مجتمعك، فدائمًا ما يُعرف الشخص ذو الشخصية الجذابة بلباقته في التعامل مع الآخرين، وكاريزميته التي تجذبهم إليه، فهو محفّز يدفع من حوله للعمل بجد، ومتفائل ينشر روح الأمل والإيجابية؛ وذو قوة إقناع عالية جدًا تساعده في تحقيق ما يريد.
ولكن كيف يصبح الفرد أكثر جاذبية؟
- الابتسامة: تُمثل الابتسامة عمومًا عاملًا مُهمًا؛ لأنها تؤثر في جاذبية الشخص، فمن يبتسم بشكل دائم يُصبح أكثر ودًّا ولطفًا مع جميع الأشخاص تقريبًا.
- الاهتمام بالآخرين: لا بد أن يُظهر الشخص اهتمامًا بالآخرين واحتياجاتهم ليُصبح أكثر جاذبية.
- الروح المرحة: عادة ما يكون الشخص ذو الروح المرحة أكثر إيجابية وجاذبية مع الأشخاص الآخرين، سواء في الحياة العادية أو بيئة العمل.
- الثقة بالنفس: من المهم جدًا أن يتمتع الفرد بثقة بالنفس؛ فالواثق بنفسه يصبح أكثر جاذبية واحترامًا، خاصة في بيئة العمل الأكثر تنافسية.
مهارات تواصلية تبني علاقات قوية
لا يخفى على أحدٍ منا أن الشخص الناجح يُتقن فن التواصل بفعالية، فهو مقنع في كلامه، وتعاوني في عمله، يسعى باستمرار إلى التوافق مع الآخرين، ويبني تحالفات قوية تساعده في تحقيق أهدافه.
ولكن كيف يحسّن الفرد مهاراته التواصلية؟
- الاستماع الفعّال: من المهم أن يصغي الشخص للآخرين بشكلٍ فعال، حتى يمتلك القدرة على فهم الآخرين وتلبية احتياجاتهم.
- التواصل غير اللفظي: يجب على الشخص أن ينتبه للغة جسده ونبرة صوته عند التواصل مع الآخرين، فالتواصل غير اللفظي يُؤثر بشكل كبير في فهم الآخرين لما يريده.
- التعاطف: من الضروري أن يظهر الفرد تعاطفًا مع الآخرين ليفهم مشاعرهم ويتواصل معهم بشكل فعّال.
- الوضوح: ينبغي على الشخص أن يُعبر باستمرار عن أفكاره ومشاعره بشكل واضحٍ ومباشر، فالواضح يُصبح أكثر قدرة على إيصال أفكاره للآخرين.
في ختام رحلتنا عبر “خمس طرق لتكون مؤثرًا” نُدرك أنّ التأثير ليس مجرد لقب يُطلق على البعض بل هو مسؤولية عظيمة تتطلب امتلاك مهارات استثنائية وسمات قوية.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
8 طرق بسيطة لإلهام نفسك في العمل
رواد أعمال بدأوا من الصفر.. نجاحات استثنائية