خديجة الهاشمي من بيت علم ودين، نشأت في بيت يُتلى فيه القرآن بشكل دائم، كانت تجلس مع والدها وتستمع له أثناء التلاوة، ثم بدأت تقرأه على يديه يوميًا، وكان لهم مجلس للقرآن بين صلاتي المغرب والعشاء لا يزال والدها محافظًا عليه إلى يومنا هذا، وأيضًا كانت منذ طفولتها تجلس مع الوالد للقراءة في كتب الحديث والفقه والسيرة النبوية، فتكوَّنت لديها حصيلة ممتازة من علوم الدين، بدأت بحفظ سورة البقرة عام 2020م، وبعدها حصلت على إجازة بالسند.
بدأت خديجة الهاشمي انطلاقتها من هذا المحيط في عالم الأعمال؛ وهو ما نتحدث عنه بالتفصيل في الحوار التالي:
- كيف نما شغفك لريادة الأعمال؟
أثناء حفظي لسورة البقرة تعرفت على صديقتين من بريطانيا وصديقة من سيرلانكا، واقترحتا عليَّ أن أعلمهما اللغة العربية، ومن هنا بدأت انطلاقتي، واكتشفت مهارتي في إيصال المعلومة بالرغم من عدم إجادتي اللغة الإنجليزية.
- من أين جاءت فكرة المنارة للتعليم عن بعد؟
بدأت أسجل في مواقع التعليم كمعلمة مستقلة، وكانت أول طالبة طفلة بعمر ٤ سنوات من كندا، واكتشفت نفسي ومهاراتي معها، وفي الوقت نفسه كان الوالد يبحث لنا عن مبنى لإنشاء مدرسة، واقترحت عليه أن نلغي فكرة المدرسة الحضورية ونبدأ في اقتحام عالم الأونلاين؛ خاصة أنَّ العالم متجه للتحول الرقمي، وعلينا أن نواكب العصر. وبعد موافقة الوالد كوّنت فريق عمل وبدأنا -بفضل الله- في صيف ٢٠٢١م.
- كيف ترين واقع التعليم عن بعد؟ وهل يمكنه أن يكون بديلًا عمليًا؟
ليس بالضرورة أن يكون بديلًا للتعليم الحضوري، ولكن هو إضافة ونقلة عصرية ورائعة للتعليم، خصوصًا لأبناء المغتربين والأسر المسلمة في الغرب، ولمن يريد الاستفادة من وقته وتنمية مهاراته في كل المجالات العلمية.
- ما أهمّ المعوقات التي واجهتكِ؟ وكيف تغلبتِ عليها؟
في عالم ريادة الأعمال دائمًا هناك تحديات، والناجح هو من يحوِّل المشكلات إلى حلول. في البدايات كانت أكبر مشكلاتنا عدم إجادة اللغة الإنجليزية، وبفضل الله تعلمنا مهارات اللغة، وأيضًا مهارة التواصل البصري والجسدي مع الأطفال، واكتشفنا أنَّ القرآن يخرج من القلب ويصل للقلب. استطعنا تعليم ما يزيد على ١٣٠ طالبًا، منهم غير ناطقين بالعربية من كندا وأمريكا وبريطانيا وماليزيا، ومعظم طلابنا من السعودية والإمارات، من رواد المدارس العالمية.
- ما هي استراتيجيتك للتسويق؟
أهمّ الاستراتيجيات: المرونة، الالتزام بالوقت، الرد السريع على العملاء، الحصص التجريبية مجانًا، التعليم +الترفيه واللعب، الابتسامة والخلق الحسن في التعامل مع الطلاب وأولياء الأمور.
- ما هي طموحاتك؟
طموحي أن تصل المنارة لكل بيت وطفل، وأن يصل صوتي وأنا أتلو القرآن لجميع أنحاء العالم.
- حدثينا عن دور مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج للمشاريع من وجهة نظرك؟
لا شك في أنَّ الميديا اليوم جزء لايتجزأ من عالمنا؛ فمعظم الناس تستخدم الأجهزة الذكية، وأصبح العالم يتجه للتسوّق والطلب (أونلاين)، ومن المهم جدًا معرفة الفئة المستهدفة، وإنشاء محتوى مناسب بهدف الترويج للمشروع وانتشاره.
- من أين جاءت فكرة استغلال المساحات لدعم المشاريع الناشئة؟
من بداية دخولي للمساحات كنت أتابع حسابات رواد وحاضنات الأعمال، وأحرص على أن أكون موجودة وأروّج لعملي بشكل مستمر، وبعدها تعرفت على مجموعة بنات، وبدأنا نفتح المساحات لدعم الأسر المنتجة والمشاريع الناشئة الخاصة بالسيدات.
- كيف تنظمين وقتك بين العمل واحتياجات المنزل؟ وما نصيحتك للمرأة العاملة القيادية في هذا الشأن؟
ربما أنا محظوظة في هذا الجانب؛ كوني أعمل من المنزل فعملي لا يؤثر في التزاماتي وواجباتي العائلية، وأحرص على تنظيم جدولي بين العمل والاهتمام والعناية بنفسي وصحتي، وأبنائي، ومنزلي.
نصيحتي للمرأة العاملة والقيادية:
أثناء السير وتحقيق الأهداف تذكري أنكِ قيادية بالفطرة، وأنَّ نجاحك يبدأ من إدارتك لذاتك وأسرتك وأبنائك، لاتنسي أنكِ أنثى، وأنكِ سر توازن هذا الكون.
- كيف ترين واقع دعم المشاريع الناشئة؟ وما الذي تحتاجه للنجاح؟
باعتقادي أنَّ المشاريع الناشئة أصبحت جزءًا من اقتصاد ونهضة الدول، ورأيتُ كثيرًا من الصفقات والشراكات لمشاريع منزلية، تمت من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وسر النجاح الاستمرارية، والتجديد، وتحويل التحديات إلى حلول.
- نصيحة لكل رائدة أعمال؟
لا تخافي من البدايات أو الفشل، ولا تخجلي من السؤال أو التعلُّم، ومهما واجهتِ من صعاب وشعرتِ باليأس فلا بأس.. خذي نفسًا واستعيني بالله واستمري، وهدفك النجاح والتوفيق.
اقرأ
أيضًا من رواد الأعمال:
الدكتور ماجد العظيمان: ريادة الأعمال قفزت بشكل هائل مع التحول الرقمي
الخبيرة التقنية جوانا طلال: استخدام البريد الإلكتروني يحقق عوائد قيمة للشركات بشروط
أروى شفي مديرة مسرعة “تقدّم”: انطلقنا منذ 6 سنوات ويتخرج منها 27 شركة سنويًا
د.علي بن محمد السبهان: توطين 85% من واردات المملكة من الصناعات الغذائية
أحمد العمودي: العلامة التجارية تُعرِّف الجمهور بالمنتج وتعزز ميزاته التنافسية