على الرغم من أن الثورات التكنولوجية السابقة، كالأجيال “الثاني والثالث والرابع”، ساهمت في تغيير واجهة المجتمعات وبيئات العمل المختلفة، إلا أن العالم يبدو أنه على مشارف ثورة تكنولوجية أخرى يُمكن أن تكون بنفس الأهمية، وهي ثورة تكنولوجيا الجيل الخامس «5G».
قد ينتقد البعض ظهور تكنولوجيا الجيل الخامس باعتبارها مجرد زيادة في سرعة نقل البيانات، ولكن أغلب المعطيات تُشير إلى أن تكنولوجيا الجيل الخامس ستكون بمثابة تقدم تكنولوجي حقيقي، ليس لأنها تعمل على زيادة سرعة نقل البيانات فحسب، بل لأنها ستُمهد الطريق أمام العديد من التقنيات التي تشكل أهمية كبيرة في حياتنا والتقنيات التي تعتمد عليها بيئات العمل المختلفة.
لذلك؛ في هذا المقال سنتطرق تفصيليًا نحو أهمية تكنولوجيا الجيل الخامس في حياتنا وتأثيرها في بيئة العمل المختلفة.
تكنولوجيا الجيل الخامس 5G
في بادئ الأمر، نتعرف على الثورة التكنولوجية الجديدة، وما هي تكنولوجيا الجيل الخامس «5G»؟ باستفاضة تامة تُعرف تكنولوجيا الجيل الخامس بشبكة اتصالات تحتوي على سرعة عالية تُتيح للفرد والآلات المستخدمة إمكانية نقل البيانات بسرعة فائقة وبسهولة تامة، كما ستعمل على ربط كل الأجهزة الذكية المستخدمة ببعضها البعض، سواء في العمل أو المنازل أو السيارات.
إذن، يُمكننا القول بأن تكنولوجيا الجيل الخامس تُعد فرصة حقيقية يُمكن لواضعي السياسات الاعتماد عليها في تمكين المواطنين ومؤسسات الأعمال، وسيكون لهذه التكنولوجيا دور فعال وقوي في تحويل المدن التقليدية إلى مدن ذكية، وهو ما يُمكن المجتمعات من تحقيق الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي يوفرها اقتصاد رقمي متقدم من حيث البيانات، ويتوقع بعض الخبراء في المجالات التكنولوجية بدء تفعيل شبكات الجيل الخامس بنهاية عام 2020.
أثر تكنولوجيا الجيل الخامس في العمل
بلا أدنى شك أن تكنولوجيا الجيل الخامس سيكون لها أثر قوي في الشركات وبيئات العمل المختلفة؛ حيث يُمكن أن تعمل تكنولوجيا الجيل الخامس على توفير المعلومات والبيانات التي تتعلق بالشركة وإمكانية الوصول إليها بسرعة وبدقة عالية وفي أي وقت، ليس هذا فحسب، بل تُساعد أيضًا في اتصال الأجهزة والآلات الإلكترونية ببعضها البعض بشكل آلي ومباشر دون الحاجة إلى تدخل بشري؛ الأمر الذي يُمكّن آلات التشغيل من إجراء التحليلات للمنتج بشكل آلي وإرسال البيانات إلى الجهة المختصة بشكل مباشر.