يعد مفهوم اقتصاديات الترفيه بمثابة بوابة سحرية تفتح آفاقًا اقتصادية واسعة، وتُشكل رافعة قوية لنمو وازدهار الدول؛ ففي رحلة البحث عن الاستجمام تُنسج خيوط اقتصادية متينة، تُترجم إلى فرص عمل متزايدة ونمو في الناتج المحلي الإجمالي، وتعزيز للشمول الاجتماعي، وارتقاء بجودة الحياة.
ويساهم قطاع الترفيه، بصفته واحدًا من أهم القطاعات الاقتصادية المؤثرة، بشكل مباشر في زيادة الناتج المحلي الإجمالي؛ من خلال إيرادات شباك التذاكر، والاستثمارات في المشاريع الترفيهية، وتأثيره المضاعف في الاقتصادات المحلية، كما تُعد صناعة السينما أحد أهم فروع الترفيه، ولها تأثير اقتصادي كبير في الدول؛ ففي عام 2023 حققت إيرادات شباك التذاكر العالمية 117 مليار دولار، ومن المتوقع أن تُصبح هذه الصناعة أكثر ازدهارًا في السنوات القادمة.
وأدى توافر الترفيه المجاني عبر الإنترنت المدعوم بإيرادات الإعلانات إلى تغيير سلوك المستهلك بشكل كبير؛ حيث أصبح الناس يقضون وقتًا أطول على الإنترنت؛ ما أدى إلى زيادة الإنفاق على الإعلانات، ويُتوقع أن يساهم الترفيه المجاني عبر الإنترنت في زيادة معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي الحقيقي بمقدار 0.2% سنويًا.
اقتصاديات الترفيه
تُؤدي اقتصاديات الترفيه دورًا حيويًا، تُنسج خيوطه من إبداعٍ لا ينضب، ففي الواقع تُشبه هذه الصناعة فسيفساءً فنيةً تُزين لوحة الاقتصاد، مُتكوّنة من قطعٍ متناغمة، بدءًا من الأفلام وصولًا إلى الرياضة، مرورًا بالموسيقى والمسرح، وهي تُقدم باقةً غنية من أشكال الترفيه التي تُبهج القلوب وتُنعش العقول، وتُسهم بالوقت ذاته في تحفيز النمو الاقتصادي.
وتُعد اقتصاديات الترفيه بمثابة نبعٍ صافٍ يُغذي خزائن الدول؛ حيث تُدرّ مليارات الدولارات من الإيرادات كل عام؛ ففي عام 2019 وحده بلغت إيرادات شباك التذاكر العالمي 42 مليار دولار أمريكي، بينما حققت صناعة الموسيقى 21.5 مليار دولار أمريكي.
مُحرك قوي لصناعة فرص العمل
ولكن فوائد هذه الصناعة لا تقف عند حدود المال بل تتعدّاها لتُصبح مُحرّكًا قويًا لتوفير فرص العمل؛ ففي الولايات المتحدة وحدها توظّف صناعة الترفيه ملايين الأشخاص في مجالاتٍ متعددة، بدءًا من الإنتاج وصولًا إلى التوزيع.
وتُشكل اقتصاديات الترفيه داعمًا قويًا لصناعاتٍ أخرى، مثل: السياحة والضيافة؛ فالأفلام الكبرى والمهرجانات الموسيقية تُشكل مغناطيسًا يجذب السياح من جميع أنحاء العالم؛ ما يُنعش الاقتصاد المحلي ويُعزز ازدهاره.
وتُسهم صناعة الترفيه في تنمية صناعاتٍ أخرى، مثل: التسويق والإعلان والتكنولوجيا، التي تُساعد بدورها في ترويج منتجات الترفيه وتوزيعها على نطاق واسع.
إبداعٌ يُنير شاشة الاقتصاد
تُمثّل شاشة السينما لوحةً تُرسم عليها قصص تُلهم المشاعر وتُثير الخيال، بينما يُشبه التلفزيون نافذةً تطل على عالمٍ من المعلومات والترفيه، وبلا شك تُسهم هذه الصناعة بشكلٍ فعّال في تحفيز النمو الاقتصادي؛ حيث قدُّرت حصيلة شباك التذاكر المحلي في الولايات المتحدة بـ 9 مليارات دولار لعام 2023، وهو أعلى مستوى منذ الوباء، وفقًا لشركة الأبحاث “Comscore”.
ولا تقف فوائد تلك الصناعة عند حدود المال بل تتعداها لتصبح عاملًا لتوفير المزيد من فرص العمل؛ ففي كل فيلم يُنتج تُوظف أعداد كبيرة من الممثلين والفنيين وطاقم العمل، بدءًا من الإنتاج وصولًا إلى التوزيع.
وتُعزز صناعة السينما والتلفزيون ازدهار الصناعات المرتبطة بها، مثل: تقديم الطعام والمواصلات والإعلان؛ فكل فيلمٍ يُعرض يُجذب إليه جمهورٌ عريضٌ يُنفق أمواله على مختلف الخدمات المُقدمة.
صناعة الموسيقى
من حفلات موسيقية تُحيي الروح إلى إصداراتٍ جديدة تُنعش المشاعر تُساهم صناعة الموسيقى بشكلٍ فعال في تحفيز النشاط الاقتصادي.
وقد شهدت صناعة الموسيقى عامًا استثنائيًا في 2023؛ حيث بلغت إيرادات بيع تذاكر حفلات أكبر 100 جولة موسيقية 12.4 مليارات دولار، بحسب مجلة “بولستار” المتخصصة، في رقمٍ قياسي مدفوعًا بالنجاح الكبير لجولة تايلور سويفت “The Eras Tour” التي تخطت عائداتها مليار دولار.
وتُمثل هذه الأرقام القياسية قفزةً نوعيةً في صناعة الموسيقى؛ حيث ارتفعت إيرادات الحفلات بنسبة 46% مقارنة بالعام السابق، وسجّل متوسط إيرادات الحفل زيادةً بنسبة 53%، وارتفع عدد الحاضرين 18%، وارتفع متوسط سعر التذكرة 23%.
وفي صدارة التصنيف تألقت جولة تايلور سويفت “The Eras Tour”؛ حيث تجاوزت لأول مرة في تاريخ الموسيقى مليار دولار في 60 حفلة فقط، وتُؤكّد هذه الأرقام القياسية التأثير الكبير لصناعة الموسيقى في الاقتصاد.
ولا تقتصر فوائد هذه الصناعة على الحفلات الموسيقية فحسب بل تُسهم بشكلٍ فعال في توفير المزيد من فرص العمل؛ ففي كل أغنيةٍ تُنتج تُوظف أعداد كبيرة من الموسيقيين والفنيين وطاقم العمل، بدءًا من الإنتاج وصولًا إلى التوزيع.
وتُعزّز صناعة الموسيقى من ازدهار الصناعات المرتبطة بها، مثل: التسويق ومبيعات البضائع؛ فكل أغنية تُصدر تُجذب إليها جمهورٌ عريضٌ يُنفق أمواله على مختلف الخدمات المُقدمة.
تحالفٌ يُثمر ازدهارًا
تُدرك الحكومات أهمية اقتصاديات الترفيه في تحفيز النمو الاقتصادي؛ لذلك تسعى إلى دعمها من خلال تقديم حوافز ضريبية وإعانات، فقد تُقدم الحكومات إعفاءات ضريبية لإنتاج الأفلام أو تخفيضات ضريبية لمشاريع البنية التحتية الجديدة، كما يُمكن تقديم إعانات لدعم مشاريع أو فعاليات محددة ذات قيمة ثقافية أو اقتصادية.
وتُساهم الاستثمارات الحكومية في البنية التحتية والمرافق في جذب المزيد من الزوار وتحفيز النمو الاقتصادي بالمنطقة المحيطة، وتُقدم بعض الحكومات منحًا وقروضًا لدعم صناعة الترفيه؛ ما يوفر صناعة ترفيه أكثر حيوية واستدامة تعود بالفائدة على كل من الاقتصاد والمجتمع ككل.
إلى أين تتجه اقتصاديات الترفيه في الشرق الأوسط؟
في الشرق الأوسط تتجه اقتصاديات الترفيه نحو آفاقٍ رحبةٍ تفيضُ بالأمل والتفاؤل؛ فمع ازدياد الاهتمام الحكومي بهذا القطاع تتفتح براعم النمو لتُزهر في سيمفونية مُنسجمة من فرص واعدة تُبشر بمستقبل مُشرق.
وتُشيرُ التقديراتُ إلى أن نغمة النمو في هذا القطاع ستعزف لحنًا مُبهجًا؛ فمن المتوقع أن يُحقق نموًا قد يصل إلى 7.4% خلال الفترة من عام 2021 إلى عام 2026، ليبلغ 47 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026.
ولكن تبرز تحديات قد تعوق مسيرة القطاعِ الترفيهي في الشرق الأوسط؛ فمنذ فجر الربيع العربي واجهت المنطقة اضطراباتٍ سياسيةً خلفت ندوبًا، ويتباين التركيز على تطوير هذا القطاع بين الدول العربية تبعًا للتحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تُواجهها؛ فبينما تُنفق المملكة العربية السعودية وقطر مبالغ ضخمة على اقتصاديات الترفيه، تُواجه دول أخرى صعوبات في هذا المجال.
السعودية أبرزُ نجوم المسرح
تُشكلُ قطاعاتُ الرياضة والسينما والألعاب نجوم المسرح الترفيهي في الشرق الأوسط؛ ففي المملكة العربية السعوديةِ تُشرق شمس صناعة الترفيه بأفقٍ واسع، حاملةً معها بوادر مستقبلٍ نابض بالحياة؛ فمن خلال خطط مدروسة ورؤية ثاقبة تسعى المملكة لتُصبح مركزًا ترفيهيًا رائدًا على مستوى المنطقة والعالم، تاركةً بصمةً إبداعيةً تُثري الاقتصاد الوطني وتُنعش روح المجتمع.
صناعة الترفيه في رؤية 2030
تُشكل صناعة الترفيه ركيزةً أساسية في رؤية المملكة 2030، إيمانًا من قيادتها الرشيدة بدورها المحوري في تنمية المجتمع وتعزيز الصحة العامة وجذب السياحة الداخلية، ومنذ الإعلان عن خطة تطوير القطاع اتخذت المملكة خطواتٍ حثيثةً لترجمة هذه الرؤية إلى واقعٍ ملموس.
سوق نابض بالحياة
تُزهر صناعة الترفيه في المملكة العربية السعودية؛ حيث بلغ حجم السوق 8.7 مليار ريال العام الماضي، ومن المتوقع أن يُلامس 14.4 مليار ريال بحلول عام 2028، بفضل نمو سنوي مذهل يقدر بـ 10.44%، وتخطط المملكة لتحويل 3% من الناتج المحلي الإجمالي إلى 6% في 2030؛ لتُصبح صناعة الترفيه رافدًا رئيسيًا للاقتصاد الوطني.
لا تُفكر في السفر
في خُطوة مُهمة لتعزيز اقتصاديات الترفيه أطلقت الهيئة العامة للترفيه مبادرة “لا تُفكر في السفر” لتشجيع المواطنين على استكشاف كنوز الترفيه داخل المملكة بدلًا من السفر للخارج، وتُعد هذه الخطوة استثمارًا هائلًا في تنمية السياحة الداخلية وإتاحة فرص جديدة للشباب السعودي.
عودةٌ مُشرقةٌ للسينما
شهدت المملكة عودة مُفعمة بالحياة لدور السينما بعد رفع الحظر عنها، إيذانًا بعصر جديد من الترفيه السمعي البصري، وتطمح المملكة لتصبح وجهة رئيسية لصناعة السينما العالمية، مع توقعاتٍ بوصول عدد دور العرض إلى 350 دارًا بحلول عام 2030، ونمو هائل في قيمة هذه الصناعة، ومن المتوقع أن تُصبح صناعة السينما السعودية بقيمة 3.8 مليار ريال، مُساهمةً في تنويع مصادر الدخل الوطني.
عروضٌ عالميةٌ تُزهر على أرض المملكة
لا تقتصر خطط اقتصاديات الترفيه على السينما فحسب بل تشمل استضافة عروضٍ عالميةٍ مثل: Maroon 5 وCirque du Soleil، وعروض الأطفال الشهيرة مثل: Care Bears وTeenage Mutant Ninja Turtles، وتُعول المملكة على هذه العروض لجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، وتةفير تجارب ترفيهية متنوعة تثري حياة المواطنين.
شراكاتٌ استراتيجيةٌ تعزز مسيرة التطور
عقدت المملكة شراكات استراتيجية مع شركاتٍ عالميةٍ رائدةٍ مثل: Apple وMicrosoft وGoogle وAmazon وHollywood لتعزيز الاستثمار في مجال الترفيه والتكنولوجيا، وتُعد هذه الشراكات خطوة مهمة لنقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة بهذا المجال.
مشاريعٌ طموحةٌ تُشكل علامة فارقة
أطلقت المملكة أربعة مشاريع ترفيهية ضخمة في الرياض بقيمة تتجاوز الـ23 مليار دولار، تشمل: حديقة الملك سلمان وسبورتس بوليفارد والرياض الخضراء وفن الرياض، وتُهدف هذه المشاريع إلى تحسين جودة الحياة وتوفير فرص عمل للشباب السعودي، وتحويل الرياض إلى مدينة عالمية نابضة بالحياة.
دور محوري لـ “نيوم” في الصناعة
تُعد مدينة نيوم، التي دشنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حجر الزاوية في رؤية 2030.
وتطمح نيوم لِتُصبح مركزًا عالميًا للترفيه والتكنولوجيا والإنتاج الإعلامي، مع التركيز على الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي والروبوتات، وهي تُمثل قفزةً نوعيةً في صناعة الترفيه، وفرصة استثمارية هائلة للمملكة والعالم.
استضافات عالمية تعزز مسيرة التطور
فوز المملكة العربية السعودية باستضافة معرض «الرياض – إكسبو 2030» وكأس العالم 2034 يمثل علامة فارقة في مسيرة صناعة الترفيه؛ فمع توقعاتٍ بوصول 41 مليون زائر له ستُضخ استثمارات ضخمة؛ لتُصبح المملكة وجهة ترفيهية عالمية تُلبي احتياجات جميع الزوار.
مفهومٌ جديدٌ للترفيه
تُؤسس المملكة لمفهومٍ جديد لاقتصاديات الترفيه يُركز على الابتكار والتكنولوجيا والواقع الافتراضي، وتُعد هذه الخطوة استثمارًا مُستقبليًا لتوليد تجارب ترفيهية مُثيرة تُلبي احتياجات جيل المستقبل.
وفي هذا الإطار تُدرك السعودية أهمية الاستثمار في رأس المال البشري لضمان استمرارية مسيرة التطور في صناعة الترفيه، وتُقدم برامج تدريبية مُتخصصة لصقل مهارات الشباب السعودي في مختلف مجالات الترفيه، لتُصبح مركزًا إقليميًا لتدريب المواهب وصقل مهاراتها.
وتُؤمن المملكة العربية السعودية بدور التنوع الثقافي في إثراء اقتصاديات الترفيه؛ حيث تسعى لاستقطاب المواهب من مختلف أنحاء العالم، وإتاحة بيئة ترحيبية تُشجع على التبادل الثقافي والإبداع.
تجارب ترفيهية للجميع
تُولي المملكة اهتمامًا كبيرًا بِضمان مشاركة جميع أفراد المجتمع في تجارب الترفيه المُتنوعة، ومن منطلق ذلك تُقدم برامج ترفيهية مُخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتُشجع على إتاحة فرص الترفيه للجميع دون استثناء.
وتُمثل صناعة الترفيه في المملكة العربية السعودية بوابة نحو مستقبل مُشرق، يُزخر بالابتكار والإبداع والتنوع، وتُؤسس لنموذجٍ فريد لاقتصاديات الترفيه يُلبي احتياجات جيل المستقبل، ويُساهم في تنمية الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة المملكة على خارطة الترفيه العالمية.
ثورة الترفيه الرقمي
لم تكن ثورة الترفيه الرقمي مجرد تحول تقليدي بل كانت سيمفونية ساحرة عزفتها أوركسترا التكنولوجيا والإبداع، وصنعت تناغمًا فريدًا غيّر طريقة عيشنا واستهلاكنا للموسيقى والأفلام والبرامج التلفزيونية والألعاب.
ومما لا شك فيه أن الثورة الرقمية هذه أزاحت الغبار عن صيغ الترفيه القديمة، وفتحت أبوابًا واسعة أمام عالم رقمي غني؛ فحلت منصات البث المباشر مثل: Netflix وSpotify وKindle محلّ الأقراص المضغوطة وأقراص DVD والكتب، وجعلت الترفيه متاحًا على بُعد نقرة زر من جميع أنحاء العالم.
ولم تقتصر ثورة الترفيه الرقمي على سهولة الوصول فقط بل فتحت المجال أمام فنانين جدد ليشاركوا إبداعاتهم مع العالم؛ فمع توفر الكاميرات عالية الجودة ومعدات الصوت بأسعار معقولة أصبح بإمكان الفنانين المستقلين إنتاج محتوى احترافي، ومنصات مثل: YouTube وSoundCloud مكّنتهم من توزيع أعمالهم عالميًا دون تكاليف باهظة.
ولم تعد رحلة الترفيه مجرد استهلاك سلبي بل تحولت إلى تفاعل فريد يُناسب أذواقنا؛ فالخوارزميات الذكية توصي بالمحتوى المُفضل بناءً على سلوكنا؛ ما يضمن لنا تجربة ترفيهية مُخصصة تلبي رغباتنا، وباتت ألعاب الفيديو غامرة مع التطورات المذهلة في مجال الرسومات والواقع الافتراضي؛ ما يُتيح لنا عيش تجارب تفاعلية لا مثيل لها.
رحلة مذهلة مع الذكاء الاصطناعي
تشهد صناعة الإعلام واقتصاديات الترفيه ثورة رقمية تعيد رسم ملامحها؛ حيث تُزهر تقنيات حديثة، مثل: قنوات البث المباشر، ووسائل التواصل الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي، والتي باتت أدواتٍ أساسيةً لإنشاء محتوى جذاب وتجربة مستخدم فريدة تُلبي احتياجات جيل مُتغير وطموح.
الذكاء الاصطناعي شريك مُبدع
يُؤدي الذكاء الاصطناعي دورًا مُحوريًا في إعادة رسم ملامح صناعة الترفيه؛ إذ يُقدم حلولًا إبداعيةً تُضفي المزيد من الواقعية والتشويق على المحتوى المُقدم، ومن خلال تقنياته المُتقدمة يُمكن للذكاء الاصطناعي:
إنشاء شخصيات افتراضية مُبتكرة وذكية
يُمكن إنشاء شخصيات افتراضية مُبتكرة وذكية تتفاعل مع الظروف المحيطة وسلوكيات الممثلين واللاعبين؛ حيث تُضفي هذه الشخصيات مزيدًا من الواقعية على الأعمال الفنية، وتُثري تجربة المشاهدة لِلجمهور، كما تُمكن هذه التقنية من تطوير ألعاب إلكترونية مُبتكرة تُتيح تفاعلًا مُباشرًا بين اللاعبين والشخصيات الافتراضية.
تحسين مستوى “الجرافيكس” والمؤثرات البصرية
يُمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي تحسين مستوى “الجرافيكس” والمؤثرات البصرية لإضفاء المزيد من الواقعية والمتعة على الأعمال الفنية.
وبلا شك تُساهم هذه التقنية في صنع عوالم افتراضية مذهلة تُثير إعجاب المشاهدين وتُغرقهم في تجربة سينمائية مُثيرة، إضافة إلى أنها تتيح تطوير أفلام ومسلسلات ذات جودة عالية تُنافس الإنتاجات العالمية.
تسريع عمليات الصناعة وكفاءة الإنتاج
تسطيع تقنيات الذكاء الاصطناعي تسريع عمليات الصناعة وكفاءة الإنتاج؛ فهي تُساعد في أتمتة بعض المهام المُتكررة، مثل: كتابة السيناريوهات، وتصميم ديكورات الأفلام، وتحرير الفيديو، كما تُقلل من الوقت والتكلفة المُرتبطة بعمليات الإنتاج.
أتمتة بعض العمليات
تُقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي حلولًا مُبتكرةً لأتمتة بعض العمليات في اقتصاديات الترفيه، مثل: خدمة العملاء، وتسويق المنتجات، وبيع التذاكر، كما تُساهم هذه التقنيات في تحسين تجربة المستخدم بشكلٍ مُذهلٍ؛ من خلال توفير الوقت والجهد، وتحليل البيانات وفهم احتياجات الجمهور بشكلٍ أفضل.
الذكاء الاصطناعي يُعيد رسم ملامح صناعة الترفيه
على شاشة السينما تُبهرنا المؤثرات البصرية فائقة الواقعية، وتُذهلنا الشخصيات الافتراضية التي تُحاكي البشر بدقةٍ مُذهلة، وبين أوتار الموسيقى تُلامس ألحانٌ مخصصة مشاعرنا بدقة مُتقنة، وتُنير إبداعات جديدة دروبًا لم تكن مُتوقعة.
وفي عالم ألعاب الفيديو تغمرنا تجارب تُشبع شغفنا، وتُطلق العنان لخيالنا ليُحلق في فضاءات لا حدود لها، وعلى خشبة المسرح تُشعل تقنيات مُبتكرة حماس الجمهور، وتُقدم عروضًا تُلامس وجداننا بقوةٍ لا تُقاوم.
كل ذلك بفضل ثورة إبداعية تُشعلها تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي تُعيد رسم ملامح صناعة الترفيه، وتُطلق العنان لإمكانيات لم تكن مُتخيلة من قبل.
بالتأكيد قد لا يخفى على أحدٍ منا أن اقتصاديات الترفيه في العالم تُشكل قوةً هائلةً تُحرك عجلة الاقتصاد العالمي؛ فمن صناعة الأفلام والتلفزيون إلى الموسيقى وألعاب الفيديو والعروض المسرحية تُساهم هذه الصناعات بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي للدول، وتُوفر فرص عمل هائلة للشباب.
وشهدت هذه الصناعات نموًا هائلًا في السنوات الأخيرة، مدعومةً بالتطورات التكنولوجية المتسارعة، والتغيرات في سلوكيات المُستهلكين، ولا شك أن ثورة الذكاء الاصطناعي ستُواصل دفع عجلة النمو في هذه الصناعات، وتُفتح آفاقًا جديدة لإبداعات لم تكن مُتوقعة من قبل؛ لذلك فإن الاستثمار في اقتصاديات الترفيه مُربح لجميع الدول، ويُساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
اقتصاد الهوايات.. قلب المُحاجّة رأسًا على عقب
صناعة الترفيه في رؤية المملكة 2030.. خطط تدعم الاقتصاد الإبداعي
الاقتصاد الإبداعي.. تعريفه وتأثيراته