تُعد صناعة الترفيه في المملكة العربية السعودية من أهم القطاعات التي تدعم الاقتصاد الإبداعي الديناميكي؛ إذ من المتوقع أن تُصبح صناعة الترفيه في المملكة الأكبر بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحلول عام 2025 بعد انتعاش سريع في أعقاب وباء «كوفيد -19».
وفي إطار جهود الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- أعلنت المملكة عن خطة لاستثمار 64 مليار دولار في قطاع الترفيه؛ حيث يُمثل الاستثمار جزءًا من مسار المملكة نحو رؤية 2030 الرامية إلى إنشاء مجتمع نابض بالحياة واقتصاد مزدهر وأمة طموحة.
الترفيه في رؤية المملكة 2030
وكجزء من مساعي المملكة لبناء مجتمع نابض بالحياة ترى رؤية المملكة 2030 أن الترفيه من الصناعات الرائدة التي تؤدي دورًا استراتيجيًا محوريًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز الصحة العامة، إلى جانب تعزيز دور السياحة الداخلية في الاقتصاد الوطني.
ومنذ الإعلان عن خطة التطوير لقطاع الترفيه في المملكة أطلقت الهيئة العامة للترفيه في مطلع عام 2018 مبادرة تحت عنوان: “لا تُفكر في السفر”؛ لتشجيع المواطنين السعوديين على البحث عن فرص الترفيه داخل المملكة بدلًا من السفر إلى الخارج؛ حيث كان السعوديون يُنفقون مئات المليارات من دخلهم على الأماكن الترفيهية والوجهات السياحية خارج حدود المملكة.
لذا يُناقش موقع «رواد الأعمال» في السطور التالية صناعة الترفيه في رؤية المملكة 2030.
اقرأ أيضًا: الحملة الوطنية للعمل الخيري.. ريادة المملكة في دعم أعمال الخير
صناعة الترفيه في رؤية المملكة 2030
في خطوة هي الأولى من نوعها رفعت حكومة خادم الحرمين الشريفين في الربع الأول من عام 2018 الحظر المفروض على دور السينما، وبحسب التقارير المحلية الرسمية فإن المملكة العربية السعودية تستهدف الوصول إلى 350 دارًا للعرض بحلول عام 2030، تعرض نحو أكثر من 2500 فيلم، وأن تصل قيمة صناعة السينما بالمملكة إلى مليار دولار.
ومن المقرر أن تجلب خطة صناعة الترفيه في رؤية المملكة 2030 أعمالًا غربية مثل: Maroon 5 وCirque du Soleil وعروض الأطفال الشهيرة مثل: Care Bears وTeenage Mutant Ninja Turtles إلى المملكة، كما تأمل الحكومة الرشيدة ليس فقط في تحسين حياة مواطنيها ولكن أيضًا في أن تصبح مركزًا ترفيهيًا لبقية العالم.
الاستثمار في مجال الترفيه
وفي خطوة أخرى لتعزيز الأنشطة الترفيهية في المملكة نظمت الحكومة على مدى السنوات الخمس الماضية عدة لقاءات مع كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات: أبل، ومايكروسوفت، وجوجل، وأمازون، بالإضافة إلى المديرين التنفيذيين في هوليوود؛ لمناقشة الفرص القادمة للاستثمار في مجال الترفيه والتكنولوجيا في المملكة.
اقرأ أيضًا: الذكرى السادسة لرؤية 2030.. خطة تحويل الأحلام إلى حقائق
ليس هذا فحسب بل تم عقد صفقات لمراكز الترفيه مع National Geographic وAMC وFeld Entertainment. بالإضافة إلى ذلك وافق صندوق الاستثمارات العامة في المملكة ومدينة الملاهي “سيكس فلاجز” على بناء مدينة ترفيهية جديدة في منطقة القدية الترفيهية؛ حيث ستركز على ستة مجالات رئيسية: “المتنزهات الترفيهية، والعجلات والأجنحة، واللقاءات ذات المناظر الخلابة والحيوانية، والمياه والثلج، والرياضة، والأحداث، والثقافة، والتعليم”.
مشاريع ترفيهية متطورة
وتعزيزًا للجهود المبذولة لتنويع اقتصادها بعيدًا عن قطاع الطاقة أطلقت الحكومة الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده، أربعة مشاريع ترفيهية في الرياض بقيمة تتجاوز الـ23 مليار دولار، وستكمل المشاريع الأربعة “حديقة الملك سلمان، وسبورتس بوليفارد، والرياض الخضراء، وفن الرياض” برنامج “جودة الحياة” في الرؤية السعودية 2030، والذي يهدف إلى توفير 350 ألف فرصة عمل.
وتحرص الحكومة السعودية على جعل نيوم التي دشنها ولي العهد في الربع الأخير من عام 2017 واحدة من أهم الوجهات الترفيهية الرائدة في العالم، وتُعتبر نيوم حجر الزاوية المهم في رؤية 2030، وتشمل طموحات المدينة أن تكون المركز المستقبلي للترفيه والتكنولوجيا والإنتاج الإعلامي، وسيكون الواقع الافتراضي فرصة عظيمة للاستثمار في مشروع نيوم.
مفهوم جديد للترفيه
وفي خطوة ذات صلة استثمرت حكومة المملكة بالفعل نحو 400 مليون دولار في VR، لدعم شركة Magic Leap، وهي شركة تركز على نظارات الواقع الافتراضي؛ حيث لا يقتصر دور نيوم على أنظمة الواقع الافتراضي فحسب، بل يتعلق أيضًا ببناء مفهوم جديد تمامًا للترفيه ضمن المتطلبات الأكبر للتقنيات المتقدمة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
وفي صدد ذلك قال الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد، مؤخرًا، إنه يأمل أن تُصبح المدينة “معلمًا ثقافيًا بارزًا ومركزًا مهمًا لتلبية احتياجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية والاجتماعية في المملكة”، موضحًا أن المشروع الطموح يأتي في إطار خطط المملكة لدعم رؤية 2030 من خلال توفير استثمارات داخل المملكة تخدم الوطن والمواطنين، كما أنه يساهم في تنويع مصادر الدخل القومي ويدعم الاقتصاد السعودي ويوفر المزيد من فرص العمل للشباب.
اقرأ أيضًا:
صناعة البناء والتشييد في المملكة.. فرص ونجاحات
إنشاء هيئة تطوير الأحساء.. مرحلة جديدة من الازدهار
ذكرى بيعة ولي العهد.. رؤية مستقبلية لصالح الوطن
الشركة السعودية للكهرباء.. إنجازات ونجاحات
إنجازات رؤية 2030.. طموحات بحجم السماء