أصبح العالم اليوم رقميًا، وصارت الرقمنة كلمة طنانة لا تزال تتردد وبكثافة في الساحات المختلفة، وهو الأمر الذي يعني أننا خطونا خطوة جديدة إلى الأمام، وأننا إزاء نموذج مختلف وجديد تمامًا يتم صياغته في الوقت الراهن، وبالحديث عن مميزات للتحول الرقمي سيكون من الممكن القول إن هذا التحول وتلك الرقمية لو لم تكن ضرورة فإنها مفيدة، لما تنطوي عليه من فوائد وما تقدمه من مزايا.
وقبل أن نتوجه رأسًا إلى تلك الـ مميزات للتحول الرقمي يجمل بنا الإشارة، ولو على نحو سريع، إلى أن تكيف الشركات مع هذه النقلة الرقمية الجديدة، والتوجه إلى رقمنة وأتمتة الأعمال هو واجب الوقت الآن؛ خاصة أن لن يكون هناك مكان في المستقبل لمن لم يزل يعمل وفقًا للأطر التقليدية، النماذج والأنساق القديمة.
وبطبيعة الحال، لن تكون عملية التكيف هذه سهلة ولا ميسورة، وإنما، وطالما أن المزايا التي يمكن جنيها كثيرة وعظيمة، فإن التحديات نفسها ستكون كبيرة هي الأخرى، لكن وعلى أي حال، سنضرب عن كل هذا صفحًا الآن، ونرصد في «رواد الأعمال» أهم 4 مميزات للتحول الرقمي، وذلك على النحو التالي:
اقرأ أيضًا: قطاع المطاعم والتحول الرقمي
تحسين الكفاءة
إذا كانت نظم العمل التقليدية والروتينية تعطل مسيرة العمل بوتيرة أسرع وأكثر فعالية وجدوى، وتسبب الكثير من الاختناقات والعراقيل، فإن التحول الرقمي يزيل العديد من الاختناقات؛ فمن خلال استبدال العمليات القديمة بتدفقات العمل المؤتمتة، فإنك بذلك تضمن تقليل العرقلة في العمل؛ فالأمر يسير بشكل سلس ومرقمن.
إذًا، يمكن تحقيق كفاءة أكبر من خلال التقنيات الرقمية المختلفة، مثل عناصر التحكم المستندة إلى التطبيق والتحليلات والحوسبة المتطورة والآلات الذكية، وبالجملة، فإن الأتمتة ورقمنة الأعمال سيكون لها أثر كبير في جودة العمل وطرق أدائه.
اقرأ أيضًا: معتز حجاج: التحول الرقمي فرصة لتطوير آليات العمل وتحسين تجربة المستخدم
زيادة الإنتاج وتقليل النفايات
تنطوي هذه الميزة بالتحديد على قدر كبير من الأهمية؛ إذ تتيح التكنولوجيا الرقمية للشركات أداء المزيد من الأعمال ولكن بتكلفة أقل مع تقليل النفايات _فكل شيء مرقمن_ وهو الأمر الذي يعني أن الجميع في هذه العملية رابح؛ حيث تضمن الشركات زيادة معدلات إنتاج موظفيها مع ضمانها، في الوقت ذاته، تقليل التكلفة إلى حد كبير.
ليس هذا فحسب، بل إن واحدة من أهم الـ مميزات للتحول الرقمي أنه تحول مسؤول اجتماعيًا وبيئيًا؛ حيث يقلل حجم النفايات إلى حد كبير، وتقليل الطاقة المهدرة وما إلى ذلك، وهو الأمر الذي قد يدفعنا إلى القول إن الاقتصاد/ العمل القائم على العمليات الرقمية هو اقتصاد مسؤول اجتماعيًا، وهو ميزة كبرى بالنسبة للشركات التي قررت انتهاج هذا النهج.
اقرأ أيضًا: التحول الرقمي في الشركات.. “كورونا” جرس الإنذار
تعزيز الاستدامة
إن الاستدامة التي نقول إن التحول الرقمي يوفرها أو إنها إحدى مزاياه تعني أمرين: استدامة الموارد الطبيعية ذاتها، واستدامة عملاء الشركة ذات أنفسهم؛ فبما أن الشركات المرقمنة تتبع طرقًا تحافظ على البيئة، وتضمن استدامة الموارد الطبيعية فإن ذلك يعد ميزة إضافية تقدمها للمجتمع، وهو الأمر الذي يمكنها من الحفاظ على العملاء الحاليين وجذب عملاء جدد.
وعلى أي حال، تتيح المنصات الذكية وأنظمة إدارة الطاقة والأتمتة الرقمية للشركات مراقبة أهداف الاستدامة، وتحديد هدر الطاقة، وخفض الانبعاثات بشكل كبير.
ويمكن، كذلك، عبر استخدام الاستراتيجية الرقمية الصحيحة، أن تمحو الشركات ما يصل إلى 50% من آثارها الكربونية الضارة.
ومن نافل القول إن الاستدامة لا تحمي البيئة وتحافظ على الموارد الطبيعية فحسب، بل تعزز أيضًا ولاء العملاء وصورة العلامة التجارية، وتزيد من قيمة المساهمين، وتوفر مدخرات تشغيلية كبيرة.
اقرأ أيضًا: التحول الرقمي والقطاع الصحي بالمملكة
تعظيم العائد على الاستثمار
إذا كانت بعض الشركات تؤخر قرار تحولها الرقمي وأتمتة أعمالها ورقمنتها؛ معللة ذلك بالنفقات الكبيرة التي يستغرقها الأمر، فيمكن القول ببساطة إن هذا التأجيل محض خطأ؛ إذ العائدات على الاستثمار في هذا المجال، كما تشير بعض الأبحاث والدراسات، لن تستغرق أكثر من خمس سنوات.
ومن جهة أخرى، فإن النقلة الرقمية تتيح للشركات، طالما هي تعمل بكفاءة أعلى وإنتاجية أكثر مع تكلفة أقل، تعظيم العائد على الاستثمار، فضلًا عن أن عدم الذهاب في هذا المسار سيفوّت على الشركة الكثير من المكاسب، ولن يضمن لها بقاءها بعيدًا عن الرقمنة واستمرار تدفق أرباحها الحالية؛ إذ إنها لن تجد لنفسها مكانًا في السوق خلال المستقبل القريب.
اقرأ أيضًا:
«فواز نشار»: الاقتصاد الرقمي سرّع دورة العمل وادخر الكثير من الوقت والجهد
الاقتصاد الرقمي.. وآلية تطوير مهارات رواد الأعمال
“التحول الرقمي” يدفع المشاريع الصغيرة لرفع مستواها الاقتصادي والاستثماري