إن الوضع المتأزم الذي شهده العالم بين عشية وضحاها إثر انتشار فيروس كورونا المستجد “Covid 19” عزز من أهمية التحول الرقمي في القطاع الصحي خاصة، وكل القطاعات المختلفة عامة.
ووقفت القيادة الرشيدة للمملكة العربية السعودية مدافعة عن رؤياها المتمثلة في حماية الإنسان في المقام الأول، وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أنه يعي جيدًا خطورة انتشار الفيروس، بينما حرص على طمأنة المواطنين.
لم تكن كلمة خادم الحرمين الشريفين مكونة من حروف فقط، بل تمثّلت في أفعال ومبادرات، واهتمام واضح بالقطاع الصحي، بل إنه وفّر العلاج المجاني للمصابين في لفتة لا مثيل لها، تؤكد اهتمامه بالإنسان قبل أي شيء، والسعي لتكريس الجهود من أجل حمايته.
وفي الوقت ذاته، بدأت المملكة الاتجاه نحو خطوة العمل عن بُعد؛ إلا أن الرؤية الرشيدة سهّلت الأمور بشكل كبير؛ خاصة مع وجود العديد من الأنظمة التي تعتمد على التحول الرقمي في القطاع الصحي.
اقرأ أيضًا: الإنسانية في زمن الفيروس
أنظمة إلكترونية
في عالمنا الحالي، لا بد من الاستفادة من بعض الأنظمة والفرص التكنولوجية الحديثة؛ من أجل دعم القطاع الصحي، وحل العديد من المشكلات التي تواجهه، بداية من نظام إدارة معلومات المستشفيات؛ الذي يُمكّن الجهات الفاعلة في القطاع من العمل بطريقة متكاملة، وصولًا إلى النظام المتمثل في تبادل البيانات والاستجابة للتوقعات، فضلًا عن النقل الإلكتروني وقت الحاجة.
ومما لا شك فيه أن الكثير من المستشفيات تعمد إلى استخدام أنظمة المواعيد المختلفة، وتقاسم الهويات، وإدارة الموارد، إضافة إلى عمليات “الفلترة الإلكترونية” التي تمكّنها من أداء واجباتها على أكمل وجه، مع إرسال البيانات الصحية إلى المراكز الوطنية، والمختبرات.
يساهم التحول الرقمي بالملف الصحي في استكمال عملية الاهتمام بالإنسان برمتها؛ علمًا بأن الخطوات ترتبط ببعضها البعض بشكل وثيق، فترتيب الصور والمعلومات، والحفاظ على أنظمة الاتصالات المرنة، ينعكس إيجابيًا على تحسين الإدارة، وبالتالي دعم اتخاذ القرارات، وسير العمل بانسيابية، وفي الأخير، يؤدي القطاع عمله بطريقة مثالية تحافظ على حياة البشرية.
ربما لم يكن القطاع الصحي في المملكة على دراية بالمستقبل القريب المتمثل في انتشار وباء عالمي يتطلب عزلة كاملة وعملًا إنسانيًا من قِبل الأطباء والممرضين الذين يعرضون حياتهم للمخاطر اليومية؛ من أجل إنقاذ حيوات عدة، لكن يظل أداء وزارة الصحة في المملكة المعتمد على التحول الرقمي سواء في التوعية، أو اتخاذ أولى خطوات العلاج، بمثابة أساس قوي يحتذي به العالم.
اقرأ أيضًا: استراتيجيات مؤثرة.. التحول الرقمي وتحديات رأس المال البشري
التحول الرقمي وازدهار القطاع الصحي
كانت وزارة الصحة السعودية أطلقت عددًا من التطبيقات التي تساهم في عملية التحول الرقمي، علمًا بأنه تم حجز أكثر من 36 مليون موعد على منصة “موعد”، وتسجيل أكثر من 11 مليونًا من سكان المملكة في “الملف الصحي الموحد”؛ وذلك وفقًا لما أعلنته اللجنة الوطنية للتحول الرقمي في تقريرها عن العام الماضي.
الملف الصحي الإلكتروني الموحد
تم تدشين خدمة الملف الصحي الموحد بتاريخ 20 – 04 – 1436هـ بمشاركة القطاعات التالية: “وزارة الصحة، هيئة الهلال الأحمر السعودي، الإدارة العامة للخدمات الطبية بقوى الأمن، الشؤون الصحية بالحرس الوطني، مستشفى الملك فيصل التخصصي، والخدمات الطبية بالقوات المسلحة”؛ سعيًا لربط مقدمي الرعاية الصحية بالمملكة بنظام يسهل عمل الممارسين الصحيين، ويعزز من الصحة العامة، ويساهم في تقليل التكاليف.
ويهدف الملف الصحي الموحد إلى إلغاء ازدواجية إدخال البيانات بغض النظر عن موقع تخزين تلك البيانات، إضافة إلى توحيد المعايير والإجراءات المستخدمة في التعامل، وتصميم وتنفيذ نظام إلكتروني يتمتع بخصائص أمان واعتمادية عالية، مع الالتزام بالسرية في نقل المعلومات، وتحسين جودة الخدمات المقدمة.
ومن خلال هذا النظام، يمكن للطبيب أن يعرف الأدوية، الزيارات السابقة، التشخيص، والحساسية التي يعاني منها المريض، كما يمكنه إضافة التطعيمات، نتائج تحليل المختبر، التصوير التشخيصي الطبي، والملاحظات الجراحية، إضافة إلى ربط النظام الصحي المشترك بنظام المستشفى ليسهل الدخول عليه.
اقرأ أيضًا: التحول الرقمي في المملكة.. عصر جديد من التنمية
تطبيق موعد
يهدف التطبيق إلى تمكين المريض ومتلقي الخدمة من حجز مواعيده في مراكز الرعاية الصحية الأولية بالتنسيق مع إدارة المواعيد؛ حيث يتم حجز الموعد وتعديله أو إلغائه في أي مستشفى يتم إحالة المريض إليه.
ويوفر “موعد” عددًا من المميزات التي تتمثل في الاطلاع على مراكز الرعاية الصحية الأولية ومعرفة أقرب مركز صحي للمريض، كما يمكن استعراض وحجز المواعيد في مراكز الرعاية الصحية الأولية، والتي يمكن تعديلها أو إلغاؤها، كما يوفر إمكانية التذكير بالموعد والتنبيه في حال توفر موعد أبكر.
تطبيق صحة للأطباء
يهدف هذا التطبيق إلى تقديم خدمة الاستشارات الطبية من خلال أطباء معتمدين ومنتقين بعناية تحت إشراف وزارة الصحة؛ حيث يمكن طلب الاستشارة عن طريق المحادثات النصية أو الصوتية أو الفيديو، مع تقييم التجربة بعد الانتهاء من الاستشارة الطبية.
تطبيق صحة
يوفر هذا التطبيق خدمة الاستشارات الطبية إلكترونيًّا؛ حيث يتيح الحصول على الاستشارات الطبية من أطباء معتمدين من وزارة الصحة في كل التخصصات.
تطبيق عشانك
يقدم التطبيق عددًا من الخدمات لمنسوبي الوزارة؛ ومنها: توفير العديد من العروض، وتسهيل إجراء التسجيل في الرحلات، ومتابعة الفعاليات والمناسبات والتسجيل فيها، كما يقدم خدمة “تستاهل” الرامية إلى مشاركة منسوبي الوزارة كل مناسباتهم، ونشر إعلانات وظائف التكليف بالوزارة.
تطبيق موارد
يهدف إلى تقديم الخدمات الذاتية الرسمية لمنسوبي وزارة الصحة، وهو يعتبر الوسيلة الرسمية الوحيدة لتقديم طلب الإجازات السنوية والمرضية والاضطرارية، والمباشرة بعد الإجازات، والانتدابات، وكل ما يتعلق بالموظفين.
وعي كامل
استطاعت المملكة العربية السعودية أن تواكب التقنيات الحديثة، وتستخدمها لصالح القطاعات الحيوية؛ من أجل حماية مواطنيها، والمقيمين على أراضيها، حتى إنها أطلقت مبادرة نظام الإجازات الإلكترونية، إلا أن تلك الخطوات تم تنفيذها بالفعل بفضل الوعي الكامل سواء من قِبل الجهات الحكومية؛ التي أدت دورها التوعوي، أو المواطنين الذين عرفوا أهمية اللجوء إلى التحول الرقمي، وانعكاسه الإيجابي على حياتهم.
اقرأ أيضًا:
مستقبل ريادة الأعمال الرقمية.. إلى أين؟
إنترنت الأشياء.. نحو أتمتة الحياة
بالأرقام.. إنجازات المملكة في التحول الرقمي خلال عام
سيو چونج چين .. مؤسس Celltrion