تكمن نقطة النجاح الحقيقية في عالمي الاستثمار والشركات الناشئة شديدي التنافسية في كيفية تنفيذ فريقك لمهمته وطريقة توصيل آليات هذا التنفيذ إلى المستثمرين، ورغم اعتياد المستثمرين على سماع الأفكار كل يوم فإن امتلاك فكرة رائعة لا يكفي لجذب انتباههم حقًا، ولكن عليك إثبات أن فريقك لديه القدرات اللازمة لتحويل الفكرة إلى عمل تجاري قابل للتنفيذ والتطوير.
ولكي تنجح في ذلك لا يقتصر الأمر على الترويج لما هو موجود على الساحة فحسب، ولكنك ستحتاج إلى إحداث بعض الجلبة قبل إزاحة الستار عن السمات التي تمتلكها وفريقك لتنفيذ المهام المسندة إليكم بشكل متميز ومختلف عن المنافسين من الشركات الناشئة؛ لذا أقدم لك أربع أفكار تضمن لك تقديم أفضل ما لديك عند التحدث مع أحد المستثمرين.
القيادة الهادفة
النمو وقابلية التوسع أمر بديهي في عالم الشركات الناشئة؛ حيث يريد الجميع العمل لكسب المال، ووصف محرك شركتك الناشئة بأنه قوي لتحقيق الأرباح ليس كافيًا لجذب مستثمري اليوم إلى جانبك، ولكنك تحتاج أيضًا إلى تمييز نفسك وفريقك من خلال هدفك ودوافعك.
لذلك عليك أن تُخبر المستثمرين قصصًا تأسر عقولهم لكسب تأييدهم، ليس فقط من خلال سردك ولكن أيضًا عن طريق إظهار قدرتك على بيع فكرتك لهم وللشركاء المحتملين وحتى أفضل المواهب التي يمكنك توظيفها.
وكما يقول البعض إن الهدف هو الربح الجديد، ودون هدف مقنع يعطي معنى لجهودك فإن عرضك التقديمي قد يتلاشى بين مجموعة غير مرغوب فيها من الشركات الناشئة المنافسة.
إذًا عليك توضيح هدفك لأن ذلك يسهل مهمة وصف جميع الأجزاء الأخرى من عملك، كما أن وجود الهدف الذي يتماشى مع إصلاح مشكلة حقيقية يمكن أن يمنحك أيضًا القوة والأفضلية لتصبح متألقًا من خلال كل ما تفعله.
كُن خبيرًا
ولأن الهدف سيكون بمثابة الشرارة الداخلية التي تدير محرك شركتك الناشئة، فإن معظم محادثاتك مع المستثمرين ستكون حول التفاصيل الجوهرية، ولا تتوقع أن يكون مستثمروك خبراء في مجالك، ولكنهم يستثمرون في خبرتك إلى جانب قدرتك على تنفيذ رؤيتك، وفي الوقت الذي يجب على المستثمرين تقديم خبرتهم من حين لآخر في المجالات الخاصة بهم عليك أن تكون أنت صاحب السلطة في تفاصيل عملك.
ولا شك أن إيصال خبرتك الراسخة حول كل جانب من جوانب شركتك الناشئة سوف يعكس ثقتك بنفسك خلال اجتماعات عرض المستثمرين، وهذا لا يعني إظهار درايتك الكاملة ومعرفتك فقط، ولكن أيضًا كيفية عمل منتجك، وتفاصيل الأسواق المستهدفة، وما سوف تطلبه من المستثمرين، وكيف سوف تستخدم الأموال التي تجمعها منهم، وكل تفاصيل المقابلات والأبحاث مع العملاء، بخلاف حلول الشركات الناشئة الأخرى التي قد تقدم أفضل العروض باعتبارها مسكنًا للألم فحسب؛ لذلك كُن أنت الخبير مع المستثمر الخاص بك.
فكّر بشكل أعمق
بعد أن تحدد هدفك وتوضح كل التفاصيل التي تثبت خبرتك يحين الوقت لتسرد قصة هدف شركتك للمستثمرين بأكبر قدر ممكن من النجاح؛ لأنهم يرغبون في أن يكونوا متحمسين لشيء ما، ويريدون بشكل خاص أن يكونوا جزءًا من شيء له تأثير، كما يحبون سماع وصفك وتحديد حجم الفرص المتاحة للشركة؛ لذلك تحدث بلغتهم حول هذا الأمر وتأكد من أنه يمكنك دعم ذلك كله بأبحاث السوق الأفضل منهجية.
لا تجعل القلق يتملكك لمجرد التفكير بعدم وجود ما يكفي من المال للبدء لأنه يسبب في عرقلة مسيرتك، خاصة في المراحل المبكرة؛ لذلك لا تخف من إنشاء محتوى كبير لقصة شركتك وفريقك.
ومع ذلك، وعلى المستوى العملي، قد يعني هذا عدم التطرق لمنتجك أثناء عرضك الاستثماري والذي من المفترض أن يطلع هؤلاء المستثمرين على كل تفاصيله، بالطبع ربما يحدث ذلك ولكن لا تُلقي بالًا ولا تشتت انتباهك؛ سيكون لديك ما يكفي من الوقت خلال اجتماعك القادم، وركز بدلًا من ذلك على الأعمال والأسواق التي تأمل في الاستحواذ عليها.
الساحة شارع ذو اتجاهين
من المؤكد أن الوقت أثناء اجتماع العرض التقديمي مع المستثمرين سيكون محدودًا، ومن المستحيل أن يكفي لسرد قصة حياتك بأكملها؛ لذا يعد التحدث كثيرًا خطأ شائع يرتكبه المؤسس لأول مرة؛ حيث يستمر الاجتماع الأول عادةً ما بين 20-40 دقيقة في المتوسط، ورغم أنه قد يكون لديك ما يكفي من الوقت للحديث عن منتجك لكنني أوصي باستخدام خطاب كلاسيكي لا يستغرق سوى ثلاث دقائق فقط مع شرائح عرضك، واترك نحو 27 دقيقة للأسئلة والأجوبة؛ فالهدف من وجودكم هو التعرف على بعضكم البعض والاستماع والتعلم.
ومع ذلك اجعل عرضك بسيطًا ومؤثرًا ومضمونًا، ولا تنسَ أنك تحتاج إلى طرح بعض الأسئلة أثناء اجتماعك مع المستثمرين؛ لأنك تحاول إقناعهم بتمويلك بالمال، وإذا ما ألقيت أوراق اللعب بشكل صحيح فمن المفترض أن يقنعوك بكل الطرق الممكنة بالارتقاء بشركتك الناشئة إلى المستوى التالي، وتذكر أن أفضل طريقة لجعل المستثمرين يتحدثون هي ببساطة طرح الأسئلة.
وإذا نجحت في جعلهم يتحدثون تذكر أن تستمع، ولا تخف من تدوين الملاحظات، واطرح أسئلة إضافية عندما يكون ذلك مناسبًا، وبالطبع قد لا يكون هؤلاء الأشخاص خبراء في مجالك ولكنهم خبراء في الاستثمار بالشركات الناشئة؛ لذا عليك معرفة ما إذا كان بإمكانهم إيصالك بأي شخص آخر يعرفونه من علاقاتهم الخاصة، وانظر إلى هذه المحادثة باعتبارها فرصة مميزة للارتقاء بشركتك إلى المستوى الأعلى، وتأكد من إنهاء الاجتماع بخطوات متتالية واضحة وقابلة للتنفيذ.
أفكار نهائية
عادةً يتفاجأ مؤسسو الشركات الناشئة لأول مرة بالمدة الزمنية التي يمكن أن تستغرقها مثل هذه العمليات؛ لذلك خطط لفترة ما بين 6 و9 أشهر على الأقل، فكما يقول البعض “لا تنتظر نفاد المال لبدء جمع التبرعات، وإلا قد تجد نفسك في موقف تحسد عليه”.
ولا شك أن تولي أحد رواد الأعمال إدارة شركة ناشئة بمفرده هو أمر غاية في الصعوبة، لكن تكوين فريق من المؤسسين والموظفين الأوائل يحدث فرقًا كبيرًا أمام المستثمرين؛ فحاول ربط تجربة فريقك وخبرته ذات الصلة كإحدى الركائز الأساسية التي تؤمن لك النجاح في المستقبل.
والأهم من ذلك معرفة ما هي التحديات الرئيسية التي قد تواجهك، فمن المرجح أن يسألك عنها المستثمرون ومن المضحك أن تقول لهم “لا شيء”؛ لأن هؤلاء الأشخاص هم الذين من المحتمل أن تذهب إليهم للحصول على المساعدة في العديد من التحديات المستقبلية، فلا بد أن تتحلي بالشفافية.
وبالطبع من الصعب أن تكون مُلمًا بالأمور كلها أثناء عرضك التقديمي، ولكن تذكر أن تسترخي، فإذا نجحت في إنجاز مهامك، وكُنت شغوفًا بمنتجك، ومرتاحًا مع فريقك، فلديك جميع المكونات اللازمة لإنتاج عرض تقديمي ناجح، وستتمكن في النهاية من جمع الأموال التي تحتاجها.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال