لا تعني الإشارة إلى مخاطر التحول الرقمي الدعوة إلى الكف عنه، فإن كانت الرقمنة خطيرة فإن عدم التحول إليها أخطر، فهذا التحول ليس خيارًا، وإنما هو عملية يجب على جميع الشركات أن تمر بها، ولكن مع تحويل أعمالها من خلال الاستفادة من تقنيات، مثل إنترنت الأشياء (IoT) والخدمات السحابية المختلفة، فهناك مخاطر أمنية في التحول الرقمي يجب مراعاتها.
يتطلب الأمر، إذًا، أن نكون واعين بـ مخاطر التحول الرقمي وألا نستهين بها، خاصة أن الانتقال إلى الخدمات الرقمية يوسع نطاق الهجوم بشكل كبير. فعلى سبيل المثال، يزيد اتجاه إنترنت الأشياء من كفاءة الأعمال، ولكنه يضيف أيضًا مليارات الأجهزة غير الآمنة إلى الشبكة.
يُعتبر أمان بيانات الأعمال والعملاء ذا أهمية قصوى، ولكن غالبًا ما يكون هناك خطر من إمكانية التغاضي عن حماية هذه المعلومات وملكيتها عند تنفيذ أنظمة جديدة.
ويرصد «رواد الأعمال» أهم مخاطر التحول الرقمي وذلك على النحو التالي.
اقرأ أيضًا: التحول الرقمي وريادة الأعمال.. التأثير والتأثر
أمن البيانات
تساعد التكنولوجيا الرقمية في جمع كميات هائلة من البيانات وتخزينها، يمكن أن تكون هذه معلومات خاصة تتعلق بالأفراد أو المنظمات، وربما يكون من الصعب جدًا الحفاظ على أمان هذه البيانات.
فمجرد خرق واحد يمكن أن يعني وصول كميات هائلة من المعلومات الخاصة إلى أيدي المجرمين، أو المنافسين التجاريين؛ أو الخصوم الأجانب، أو الكيانات الأخرى.
مخاوف الخصوصية
أصبح الحفاظ على الخصوصية الشخصية في العالم الرقمي أكثر صعوبة، وهذا علاوة على مخاطر سرقة بياناتك الشخصية أو بيعها.
وحاول الفيلسوف والمفكر بيونغ تشول هان؛ في كتابه «مجتمع الشفافية»، استقصاء خطر وفرة المعلومات، وإمكانية الوصول إلى بياناتنا الشخصية على الإنترنت من كل الجوانب، وأدت به تحليلاته إلى القول إن هذه «الشفافية» المزعومة التي بوفرها العالم الرقمي لا تعمل إلا على هدم المجتمع ككل وإصابته بالهشاشة.
والمخاطر على صعيد المال والأعمال تكون كذلك أوضح؛ إذ لو لم تستطع الشركة حماية خصوصية بياناتها فهذا يعني أنه قُضي عليها.
اقرأ أيضًا: أنظمة المبردات الذكية السحابية ودعم التحول الرقمي
الانتحال وحقوق التأليف والنشر
من السهل جدًا نسخ الوسائط الرقمية وإعادة إنتاجها، كما أنه من الصعوبة بمكان تطبيق قوانين حقوق النشر، ولنلاحظ أن هناك تأخرًا على مستوى التشريعات القانونية في هذا الصدد، فبما أن هذه «النقلة الرقمية» حديثة بعض الشيء فليست هناك أطر قانونية تحكم مسار عمل هذا العالم المرقمن وتحمي خصوصية الأفراد والمؤسسات وحقوق ملكيتهم الفكرية والأدبية لمنتجاتهم ومؤلفاتهم المختلفة.
مخاطر عدم الكشف عن الهوية
توفر التكنولوجيا الرقمية مجالًا واسعًا للمستخدمين لإخفاء هوياتهم، وتشير كثير من الدراسات إلى أنه من المرجح أن يتصرف الناس بشكل معادٍ للمجتمع إذا لم يعتقدوا أنه ستكون هناك أي عواقب.
ولعلنا لاحظنا جميعًا زيادة سلوك التنمر، والتصيد، والمطاردة، والتهديد، والإهانة بشكل كبير مع ظهور الإنترنت. كما يستخدم بعض الناس شخصيات مزيفة لأغراض السرقة والاحتيال.
اقرأ أيضًا: تقنية بلوك تشين.. وتطبيقاتها المذهلة
إهدار الوقت والمال
يمكن أن تسبب وسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الكمبيوتر والمواقع الإلكترونية المختلفة إدمانًا حقيقًا؛ إذ يريدك صانعو الألعاب أن تلعبها حتى تشتري الإصدار التالي.
وتريدك مواقع الويب أيضًا أن تتفاعل حتى تتمكن من جلب أموال الإعلانات، وينتهي الأمر بالمستخدمين إلى إهدار كميات هائلة من الوقت ونزيف الأموال مقابل لا شيء.
العزلة الاجتماعية
يسير المجتمع في اتجاه يمسي فيه غير اجتماعي على الإطلاق، وتصبح فيه العلاقات غير شخصية أكثر فأكثر؛ حيث تحل الآلات الرقمية محل البشر؛ إذ يتسوق الأشخاص عبر الإنترنت، ويقومون بأعمالهم المصرفية عبر الإنترنت، ويدفعون الفواتير عبر الإنترنت ويعملون بشكل متزايد عبر الإنترنت، ومن المقرر أيضًا أن يصبح النقل مؤتمتًا، ما سيؤدي في النهاية إلى أن تصبح سيارات الأجرة ومركبات التوصيل خالية من السائقين.
والشعور بالوحدة وقلة الاتصال البشري أصبح نمطًا شائعًا في عصر التحول الرقمي.
تلك هي بعض من مخاطر التحول الرقمي التي يجب أخذها في الاعتبار عند توجهنا صوب الرقمنة، وهي، كما هو مؤكد، لا تعني التخلي عن العطاءات التقنية الحديثة، وإنما استغلالها الاستغلال الأمثل ومحاولة تقليل مخاطرها.
اقرأ أيضًا:
القيادة في عصر التحول الرقمي.. 4 أنماط أساسية
جائحة كورونا والثورة الصناعية الرابعة
العالم المتغير.. ماذا تعرف عن التحول الرقمي؟