سواءً كان التحول الرقمي نتيجة لريادة الأعمال أو كان إحدى موجاتها الأكثر تقدمًا وتطورًا، فما من شك أن بين التحول الرقمي وريادة الأعمال علاقة جد وثيقة، بغض النظر عن ماهية هذه العلاقة أو بالأحرى زاوية النظر إليها.
فقد يرى البعض أن التحول الرقمي ما هو إلا نتاج عمل ونشاط ريادي في الأساس، وهو كذلك بالفعل لكن منظورًا إليه من زاوية ما، فيما قد يذهب البعض إلى أنه لولا هذه الانفتاحات التقنية الحديثة، وهذه الوسائط والأدوات الرقمية الآخذة في الازدياد والتنامي يومًا بعد يوم لما تمكن كثير من رواد الأعمال من تحقيق نجاحات معتبرة.
والحق أن هذا صحيح أيضًا، ما يعني أن العلاقة بين التحول الرقمي وريادة الأعمال هي علاقة تأثير وتأثر، علاقة تبادلية، كل طرف فيهما يؤثر في الآخر ويتأثر به دون أن ينفيه.
اقرأ أيضًا: أنظمة المبردات الذكية السحابية ودعم التحول الرقمي
تحدي رواد الأعمال
في عصر السرعة يجد رواد الأعمال أنفسهم، كل يوم تقريبًا، أمام تحدٍ جديد؛ فعالم أمس لم يكن هو عالم اليوم، وكل الوقائع التي بُنيت عليها الخطط في السابق تغيرت تغيرًا دراماتيكًا اليوم؛ وهو الأمر الذي يعني أن رواد الأعمال مجبرون على تحويل مسار شركاتهم، وتغيير طرائق أداء عملهم، أي أنهم مجبرون على التغير.
سوى أن هذا التحول يجب أن يأخذ في الاعتبار الأدوات والعمليات التحويلية الرقمية التي يمكن أن تؤدي إلى إحداث التغيير الضروري لتحسين الإنتاجية وتقليل نفقات الموارد والميزة التنافسية.
وبطبيعة الحال، لا يهم إذا كانت شركتك صغيرة أو ناشئة أو عملاقة؛ فالتحول الرقمي ينطبق على جميع أنواع الأعمال، سواء كان متجرًا عبر الإنترنت أو أي نشاط آخر.
وعلى هذا يمكن القول إن التحول الرقمي هو طوق نجاة رواد الأعمال في عصر السرعة والتغير المستمر.
اقرأ أيضًا: 8 فوائد لـ «التحول الرقمي» في الشركات
التحول الرقمي ومزاياه
إن الذهاب إلى الخيار الرقمي أو تبني الرقمنة ليس دواءً مرًا يجب علينا أن نتجرعه _صحيح أن هناك مقاومين لهذه النقلات الرقمية لكن هؤلاء يقاومون التغيير في حد ذاته ويرغبون في تأبيد الوضع الراهن_ وإنما هناك الكثير من المزايا التي يمكن تحقيقها من وراء هذا التحول الرقمي.
ولعل أبرز هذه النتائج ما يلي: تحسين الكفاءة التشغيلية، زيادة الإنتاج، تحسين وتطوير المنتج، سهولة وسرعة الوصول، الحفاظ على العملاء، زيادة نسب ولاء العملاء، تقديم المنتجات والخدمات الجديدة.
كل هذه المزايا لا يمكن لرواد الأعمال الحصول عليها وتحقيقها من دون الذهاب إلى خيار الرقمنة، ومن ثم يمكن القول، على سبيل توضيح تلك العلاقة القائمة بين التحول الرقمي وريادة الأعمال، إن مساعي رواد الأعمال الرقمية وتبنيهم لطرق وآليات التقنية الجديد ودمجها في أعمالهم كانت نتيجة إدراكهم بأهميتها، وبالتالي فإن كل الجهود الرقمية تصب في صالح المشاريع الريادية، حتى وإن كان كثير من المشروعات والمنتجات التقنية الجديدة مدينة بوجودها لرواد أعمال بارعين ومبتكرين.
ولا غرو في هذا؛ حيث صدّرنا كلامنا بالقول إن العلاقة بين التحول الرقمي وريادة الأعمال هي علاقة نفع متبادل، علاقة تأثير وتأثر. وإذا كان الحال كذلك، فعلى أولئك الذين لم يلحقوا بركاب الرقمة أن يعجلوا بدمج آليات وسائط التقنية في أعمالهم؛ كي يتمكنوا من تحقيق الكثير من المنافع والمكاسب من خلال ذلك.
اقرأ أيضًا:
نواف الغامدي: المملكة تقدمت أكثر من 20 مرتبة في التحول الرقمي
«فواز نشار»: الاقتصاد الرقمي سرّع دورة العمل وادخر الكثير من الوقت والجهد
أسامة العمري: التجارة الإلكترونية الحصان الرابح في الهيكلة الاقتصادية الجديدة